انهزم صبيحة أول أمس أولمبي المدية أمام نصر حسين داي بثلاثية كاملة في المقابلة الودية التي جمعتهما على أرضية ملعب زيوي، وهي المباراة التي أراد المدرب لونيسي استغلالها لتحضير أشباله من خلال التربص التحضيري الذي يجريه في المدية، وتعد المباراة الأولى من نوعها للأولمبي مع بداية التربص الذي دخله الفريق هذا الأسبوع. المستوى متوسط على العموم وبالعودة إلى مجريات اللقاء الودي، فإن الأداء العام كان متوسطا ولم تقدم كلتا التشكيلتين ما يرضي الجماهير التي حضرت، حيث لم نشهد عروضا كروية كثيرة، كما تميز اللقاء بالتدخلات الخشنة. وقد يعود السبب بالنسبة للأولمبي إلى التحضيرات المكثفة التي تجريها التشكيلة منذ الأسبوع الماضي، حيث دخلت في التربص الأول بمعدل حصتين في اليوم وهو كذلك الحال بالنسبة للتربص الثاني الذي يدوم 10 أيام. المدية انهارت في الثاني وعلى الرغم من أن اللقاء على العموم لم يرق إلى المستوى المطلوب من ناحية الأداء، إلا أن أشبال لونيسي سيطروا خلال الشوط الأول خاصة في بدايته وتمكنوا من خلق فرص عديدة كانت سانحة للتسجيل خاصة عن طريق المهاجم بلڤرفي وليد، إلا أن الفريق المستضيف عاد بعدها قبل نهاية الشوط الأول وسيطر بالطول والعرض على مجريات المباراة. وإذا كانت العناصر المدانية قد قدمت شوطا مقبولا، فإن الشوط الثاني جاء مغايرا تماما بالنسبة للفريق الذي كان غائبا تماما عن أطوار هذا الشوط، حيث خرجت عناصر النصرية من منطقتها وأحرجت الفريق المداني، وهو ما سمح لها بالتقدم في النتيجة في ثلاث مرات، وهي النتيجة التي انتهى عليها اللقاء. أهداف النصرية تؤكد هشاشة الدفاع يكون كلّ من تابع مباراة الوداد الودية أمام نصر حسين داي قد لاحظ الأداء الهزيل الذي قدّمه أبناء المدرب لونيسي الخالي من العروض الكروية الشيّقة وفي الخطوط الثلاثة التي كانت شبه غائبة أمام منافس لعب بإرادة قوية وتمكن من تسجيل ثلاثية عن طريق أخطاء من الخط الخلفي، الذي أكد هشاشته وعدم التجانس رغم بقاء نفس اللاعبين، وهي الأخطاء التي ما زال لاعبو الخط الخلفي يواصلون ارتكابها منذ بداية البطولة، وهو ما يتطلب من الطاقم الفني إيجاد الحلول اللازمة في أقرب ممكن. العقم الهجومي كان واضحا من ناحية أخرى كشفت المباراة الودية أمام نصر حسين داي مشكلة في خط هجوم الأولمبي، حيث عجز المهاجمون عن تسجيل الأهداف رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم بما أن المدانية سيطروا على بعض مجريات اللقاء، وهو ما لم يعجب لونيسي الذي سيكون مطالبا بتصحيح الأمور في أسرع وقت، رغم أن الأمر يتعلق بمباراة ودية. وكان لونيسي يعي هذا المشكل جيدا وهو ما كان باديا عليه أثناء اللقاء إذ لم يهدأ له بال ولم يجلس وكان في كل مرة يصرخ في وجه اللاعبين ويعاتبهم على ارتكاب الأخطاء. يجب تفادي تضييع الكرات فيما يخص النقاط السلبية في لقاء الأولمبي الودي أمام نصر حسين داي، فإن أهمها هو تضييع الكرات في منطقة الأولمبي، خاصة من قبل لاعبي الدفاع ووسط الميدان وفي أماكن حساسة، وهي الكرات المكلفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعبي نصر حسين داي الذين يحسنون لعب الهجمات المعاكسة حيث سجلوا على الأولمبي هدفين من بين ثلاثة انطلاقا من كرات كانت عند لاعبي الأولمبي. قائمة المسرّحين ستعرف سقوط أسماء ثقيلة مع اقتراب نهاية مرحلة الانتقالات الشتوية، ونظرا للنقائص التي ظهرت على التشكيلة وفي الخطوط الثلاثة، وفي ظلّ الاتصالات التي باشرتها الإدارة المدانية مع عدد كبير من اللاعبين الذين تنوي استقدامهم لتدعيم الفريق بداية من مرحلة العودة والتي عرفت قدوم عناني حمزة، برڤيڤة حميد وزروقات فريد، ومع تسريح 5 لاعبين وهم بلهادي، فرحات، دندان، ميمون وكذا غلاب، ستعرف قائمة المسرّحين سقوط أسماء ثقيلة أيضا لها وزنها في التشكيلة والتي تراجع مستواها بشكل كبير وأصبحت لا تقدم ما هو منتظر منها بالإضافة إلى سوء الانضباط. هذه الأسماء سيُعلن عنها قريبا بعد تشاور الطاقم الفني مع المسيّرين. ولعلّ تصريح الرجل الأول في الأولمبي الحاج موهوبي ل "الهدّاف" مؤخرا دليل على نيته في إحداث ثورة حقيقية في التشكيلة. دوخ زهير: "كان يهمنا الأداء وليس النتيجة" أكد لنا المدرب المساعد للأولمبي دوخ زهير بعد نهاية المباراة الودية، أن النتيجة النهائية لا تهمّهم بما أنه والطاقم الفني يبحثون عن الأداء قبل كلّ شيء، وكذا الوقوف على الناحية البدنية والفنية للاعبين، والتي تسمح له بمعالجة النقائص والأخطاء الكثيرة المرتكبة وفي الخطوط الثلاثة، حتى يتسنى له معرفة مدى جاهزية اللاعبين كل على حدة. "بعض اللاعبين لم يُقنعوا" وأضاف دوخ دائما بخصوص أداء التشكيلة أمام النصرية: "صراحة الأداء لم يتحسّن رغم وجود بعض المؤشّرات الإيجابية، لكن بالمقابل هناك بعض اللاعبين لم يقدّموا مستواهم المعهود ولم يقنعوا بأدائهم، ومع ذلك سنحاول العمل مع هذه العناصر وفق الإمكانات المتوفّرة من أجل تصحيح الأخطاء للدخول بقوة في المرحلة الثانية من البطولة".