قبل اختتام جمعية الشلف أول أمس تربصها التحضيري الشتوي بالدارالبيضاء المغربية، كانت على موعد مع مباراة ودية ثانية جمعتها بصاحب المركز الرابع في البطولة المغربية، نادي خريبڤة، الذي كما ذكرنا في عدد أمس تغلب على الجمعية بهدف دون رد، جاء عن طريق ركلة جزاء في الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء. لكن النتيجة لم تكن تهم الطاقم الفني ولا اللاعبين بقدر ما كان يهمهم كسب المنافسة والاحتكاك بأندية مغربية كبيرة، إلا أن النقطة التي وقفنا عليها في تغطية اللقاء هو أن الوجه الذي كشفت عنه الشلف كان أحسن بكثير من "خريبڤة"، ولكن الحظ فقط لم يقف إلى جانبها، بينما كشفت في المقابل عن تذمر واضح من التقني الشلفي مزيان إيغيل. إيغيل ندم على لعب لقاء خريبڤة وحسب ما وقفنا عليه في المباراة، فإن المدرب الشلفي يبدو أنه لم يكن سعيدا بخوض اللقاء، ولا حتى أراد أن يشغل نفسه كثيرا ب"خريبڤة"، بل ظل طيلة فترات اللقاء جالسا يتفرج ومن دون أن يقدم ملاحظات لعناصره، عكس ما كنا نشاهده على ذات المدرب في وقت سابق، بل مصادرنا أكدت أن إيغيل ندم كثيرا على الموافقة على التنقل ولعب المباراة. لعبه في منتصف النهار زاد في حيرته ومن بين الأمور التي جعلت إيغيل جد متذمر بل نادم حتى على لعب المباراة، هو أن الاتفاق الذي جرى بين رئيس الجمعية ومسيري خريبڤة هو في التوقيت الذي اتفق عليه الطرفان والذي تم في الساعة منتصف النهار ونصف (الواحدة ونصف بتوقيت الجزائر)، حيث لم يسمح لفريقه من تقديم مباراة كبيرة، تسمح لإيغيل من الوقوف على إمكانات كل لاعب والتأكد من تحسن طريقة لعب فريقه، بدليل أن كل التغييرات التي قام بها كانت مدروسة قبل خوض اللقاء، وكل لاعب كان محددا له توقيت لخروجه. التعب بسبب طول السفرية أثر في اللاعبين ولكي نضع أنصار جمعية الشلف أمام الصورة التي كان عليها الفريق زوال أول أمس، ونكشف لهم ما جرى في اللقاء، هو أن التشكيلة الشلفية تأثرت كثيرا بطول السفرية ما بين مركزها التحضيري بمنطقة "بوسكورة" إلى "خريبڤة" التي تبعد عنها بما يقارب ال120 كلم، وطبعا فإن الفريق تنقل من فندقه في حدود الساعة العاشرة صباحا وبعد ساعتين من السفر، وصل "خريبڤة" متعبا. وهذا دون الحديث عن الحافلة القديمة التي زادت من تأثر اللاعبين. عدد من العناصر غيرت ملابسها في الحافلة وعلى اعتبار أن موعد وصول البعثة الشلفية إلى "خريبڤة" كان قبل عشرين دقيقة عن انطلاقة المباراة، التي كانت مقررة على الساعة منتصف النهار ونصف، فإن عددا من اللاعبين، خاصة منهم من شاركوا في الشوط الأول، فقد غيروا ملابسهم في الحافلة، وهذا لكسب الوقت وأن يكونوا عند كلمتهم مع مسيري "خريبڤة". التشكيلة وصلت الملعب وقامت بالتسخينات سريعا وما يزيد في تجنيب التشكيلة مسؤولية الخسارة أمام "خريبڤة" هو أن توجيهات إيغيل لعناصره لم تكن كافية طالما أنه لم يسعفه الوقت لتحضير عناصره كما يجب، بل حينما نعود إلى انطلاقة اللقاء، نكتشف أن الفريق وصل الملعب قبل لحظات عن بدئه، وبمجرد وصوله قام بالتوجه مباشرة إلى أرضية الميدان للقيام بعملية التسخينات بشكل كان يوضح رغبة اللاعبين والطاقم الفني في تخطي المشاكل التي وقعت معهم. سوء أرضية الميدان زاد في متاعب الفريق وبعيدا عن الأمور الجانبية التي حدثت قبل ومع وصول البعثة الشلفية إلى "خريبڤة"، هو أنها لم تجد أرضية صالحة تلعب عليها كرة القدم، بل ملعب يشبه أرضيات كرة المضرب حينما تتساقط عليها الأمطار وتثقل أرضيته، وهذا ما زاد الطين بلة وصعب كثيرا من مهمة أشبال إيغيل في تقديم عروض كروية جميلة أو حتى القيام بتمريرتين إلى ثلاث بشكل عادي. قلة اللقاءات الودية النقطة السوداء وفي سياق متصل، فإن البعثة الشلفية سواء من لاعبين أو طاقم فني فقد كشفوا عن تذمرهم من عدم برمجة عدد كبير من اللقاءات الودية، خاصة وأن البعض كان يرى بأنه كان في وسع الطاقم المسير برمجة عدد من اللقاءات قبل التنقل إلى المغرب، لكن الرحلة والبقاء في المغرب لقرابة الأسبوعين مع لعب لقاءين فقط، نظر إليه إيغيل ومساعده بن شوية على أنه يعد النقطة السوداء في تربص الفريق في الدارالبيضاء. رفض إيغيل التصريح له ما يبرره وقد يكون لرفض المدرب الشلفي التصريح عقب نهاية مباراة فريقه أول أمس أمام خريبڤة له ما يبرره إذا ما عرف الجميع أن اللقاء برمج في منتصف النهار، والحافلة التي نقلت الفريق كانت حالتها كارثية، بالإضافة إلى أن برمجة اللقاء هي في الأصل لم تكن مدروسة كما ينبغي، بل أخلطت على إيغيل حساباته، حيث كان يفضل في البداية لعبها في وقتها، بمعنى يوم الجمعة على الساعة الثالثة بعد الزوال، ولكن تأجيل اللقاء ب24 ساعة، ومع الظروف التي سبق وأن ذكرناها لم يرغب إيغيل في إبداء رأيه لا عن فريقه ولا عن المنافس. تقييم التربص فضل أن يقدمه بن شوية بل الأمر الذي يزيد في توضيح عدم رضا إيغيل على عدم إجراء أكبر عدد من اللقاءات الودية، هو أنه وعقب عودة الفريق إلى مركز "ولناس" ببوسكورة، اقتربت منه "الهداف" الجريدة الوحيدة التي غطت تربص الجمعية في المغرب، وطلبنا منه أن نجلس معه ونأخذ منه تقريرا مفصلا عن سير التربص والنقاط التي شدته فيه وأيضا السلبية التي يسعى إلى تصحيحها، إلا أن إيغيل رفض ذلك وفضل أن يقوم به مساعده محمد بن شوية. إيغيل: "لا أريد الحديث عن التربص" وقال إيغيل بالحرف الواحد لما طلبنا منه تقييما للتربص: "يا بني لا أريد الحديث عن التربص، فهناك بن شوية هو من بإمكانه التحدث، أما أنا فلا أريد ذلك"، ومن دون أن نلح على إيغيل أو نطلب منه توضيحات أخرى، فضلنا تركه والنظر مع مساعده بن شوية، خاصة وأن هذا الأخير هو من أشرف على التربص الصيفي الماضي الذي غاب عنه إيغيل، وأيضا هو من أشرف على التربص في الأيام الأولى هذه المرة. عبد السلام: "قرّينا خريبڤة – البالون- ولكن الحظ لم يحالفنا" عبر شريف عبد السلام عن رضاه بالأداء الذي قدمه هو وزملاؤه، خاصة في الشوط الأول من المباراة والذي كاد فيه فريقه يفتتح باب التسجيل في (د14) حينما اصطدمت كرة جديات القائم، فضلا عن ذلك، فإن الفريق قدم مستوى جيدا في المرحلة الأولى، أو كما قال: "في نظري فقد - قريبنا خريبڤة البالون - سواء في النسوج الكروية أو طريقة لعبنا الجميلة، لكن للأسف الشديد الحظ لم يحالفنا مع سوء أرضية الميدان، كما لا تنسى أن الهدفين اللذين تلقيناهما أمام خريبڤة ومراكش كانا عن طريقة ركلتي جزاء وليسا هدفين جاءا بفضل عمل منسق". ============================= مدوار: "البطولة المغربية حرمتنا من خوض أكثر من لقاءين وديين" صرح الرئيس عبد الكريم مدوار عن التربص الذي خاضه الفريق في الدارالبيضاء، أن كل شيء كان يسير على ما يرام وإدارته وفرت كل سبل العمل والراحة للفريق، لكن النقطة التي خيبت آماله تمثلت في قلة اللقاءات الودية التي لعبها الفريق، وهنا قال مدوار: "بكل صراحة لم نكن محظوظين مع انطلاق البطولة المغربية التي أخلطت أوراقنا ودفعت العديد من الفرق للاعتذار عن عدم مواجهتنا، وأذكر هنا الرجاء والوداد البيضاوي على وجه الخصوص لارتباطاتهما بالمنافسة القارية". "وفرنا كل سبل العمل والفريق سيكون أفضل في العودة" أما عن التربص في حد ذاته، فقال عنه مدوار: "لا أعتقد أننا من حيث الإمكانات المادية والبشرية قد قصرنا في واجبنا، بل عمدنا إلى توفير كل سبل العمل للمدرب واللاعبين. وأرى أن الفريق سيكون في أحسن صورة في مشوار العودة من البطولة، خاصة إذا ما تواصلت روح الرغبة والإرادة في العمل من الجميع". "خريبڤة ومراكش ناديان كبيران واللعب معهما يزيد في قياس قوتنا" وأما عن نتائج فريقه في اللقاءين الوديين أمام خريبڤة ومراكش، فقال مدوار: "لم تكن تهمني النتيجة بقدر ما كان يهمني أداء الفريق، فالحمد لله في اللقاء الأول أمام مراكش كشف الفريق عن وجه جيد، وكان بوسعنا الفوز بالمباراة، إلا أن الحظ لم يقف إلى جانبنا وأيضا التحكيم، ونفس الشيء تكرر في اللقاء الثاني أمام خريبڤة، وبالنسبة لي أؤكد وأقول إن اللعب مع أندية كبيرة ومن حجم المراكشي وخريبڤة سيزيد في قوة فريقنا وتسمح مثل هذه اللقاءات الكبيرة للمدرب من اكتشاف الوجه الحقيقي للفريق، وليس المهم في أن تلعب أكبر عدد من اللقاءات وفي الأخير لا تستفيد منها، وهنا أقصد الأندية الصغيرة". "نأمل ألا يذهب تعب اللاعبين والمدرب سدى" كما علق الرئيس الشلفي آمالا كبيرة على أن يستفيد اللاعبون من التربص، ويكشفوا عن ذلك مع أول مباراة ستقودهم إلى العاصمة لمواجهة الاتحاد المحلي بعد أزيد من أسبوعين من اليوم، وصرح في هذا: "كل ما نأمله هو أن يستفيد اللاعبون من العمل الذي قام به الطاقم الفني، ولا يذهب تعب الجميع سدى، لأن المرحلة القادمة هي صعبة جدا ويجب على الجميع التأكيد على رغبتهم في البروز مع التحلي بالصبر وإرادة قوية". "إيغيل يقدم الكثير للفريق وعمله سر نجاحنا" أما عن رؤيته لطريقة مدربه إيغيل مزيان، فقال مدوار: "حينما نأتي للحديث عن إيغيل والعمل الذي يقوم به، لا يمكن إلا أن نشكره وننوه بالمجهودات التي يبذلها على رأس العارضة الفنية، وثقتنا به من يوم لآخر تزداد، ونأمل فقط أن يدرك جيدا أن قلة اللقاءات الودية لم تكن بسبب رفض منا، بل بذلنا كل ما في وسعنا، ولكن ما باليد حيلة، أو كما يقال الأمور فوق طاقتنا، وعلى كل حال أقول وأؤكد أن النتائج التي حققها لحد الآن الفريق كانت بفضل حنكة هذا المدرب وإصرار اللاعبين على البروز، لأنه في نظري إيغيل يقدم الكثير للفريق وعمله سر نجاحنا إلى حد الآن". ======================================= الشلف تلقت هدفين في التربص من ركلتي جزاء يعود الهدفان اللذان سجلا في مرمى الجمعية في اللقاءين الوديين أمام الكوكب المراكشي وخريبڤة إلى ركلتي جزاء، فالهدف الأول تسبب فيه البديل إسماعيل بن طيب، أما الركلة الثانية فقد كانت أول أمس، وتسبب فيها موسى مكيوي بعد أن مسك مهاجم خريبڤة من قميصه وأوقعه أرضا. سيطرة الشلف كانت واضحة رغم التعب واجهت الجمعية الكوكب المراكشي في نفس اليوم الذي سافرت فيه من الدارالبيضاء إلى مراكش قاطعة مسافة تزيد عن ال220 كلم، وفي المرة الثانية سفريتها إلى خريبقة كانت أقل نوعا ما، حيث كانت المسافة 120 كلم، إلا أن أداء عناصر الجمعية كان جيدا وباعتراف بادو زاكي ولمنيري مدربي الكوكب والأولمبيك على التوالي. غالم يؤكد قوته وقوادري لم يكن محظوظا أكد مرة أخرى الحارس غالم محمد أنه سيظل الرقم واحد في الجمعية، بأدائه وخبرته ومهاراته الفنية والبدنية الهائلة، حيث قدم أمام خريبڤة مباراة قوية حدّ فيها من خطورة هجمات المنافس، قبل أن يمنح مكانه لزميله قوادري الذي لم يكن محظوظا بالمرة، طالما أن الهدف الوحيد في المباراة سجل عليه وعن طريق ركلة جزاء. مداح وحمزاوي لم يشاركا في أي دقيقة على العكس من قوادري الذي شارك وتلقى هدفا، فإن زميليه الشابين، مداح وحمزاوي لم يشاركا ولو في دقائق معدودة من المباراة، والسبب هي المنافسة الشديدة وقلة اللقاءات الودية التي لعبتها الجمعية، حيث قال لنا مدرب الحراس الهادي الحاج يوسف إنه لو برمج لقاءين إضافيين، فإنه كان من الممكن أن يطلب من إيغيل الدفع بأحدهما لكسب المنافسة تحسبا لأي طارئ مستقبلا. ملولي كاد يشتبك مع لاعب خريبڤة كاد المدافع فريد ملولي يدخل في اشتباك مع أحد مهاجمي خريبڤة في المرحلة الأولى من المباراة، بعد أن تدخل وبعنف عليه، وهذا ما خلق نوعا من النرفزة وسط اللاعبين، ولكن خشية من إيغيل أن تتطور الأحداث بينهما إلى ما لا يحمد عقباه قرر مع انطلاقة الشوط الثاني أن يعوضه بزميله معمر يوسف الذي كشف من جهته عن إمكانات لا بأس بها. آيت طاهر قدم وجها قويا قدم المستقدم الجديد في التشكيلة الشلفية، كريم آيت طاهر وجها قويا في الشوط الثاني من المباراة والذي دخله عوضا عن زميله سوڤار محمد، حيث صال آيت طاهر وجال كيفما شاء وظهر بإمكانات فنية وبدنية كبيرة، كشفت للطاقم الفني أن مدوار كان محقا في استقدامه وخطفه من شبيبة القبائل. للإشارة فإن آيت طاهر تم استقدامه من اتحاد العاصمة بعد أن قررت إدارة هذا الفريق الاستغناء عن خدماته.