عادت الكلمة الأخيرة في القمّة العاصمية التي كان ملعب المحمدية ظهر يوم الثلاثاء مسرحا لها، لاتحاد الحراش الذي أطاح بجاره وغريمه التقليدي رقم واحد مولودية الجزائر في مباراة مثيرة حضر فيها كل شيء من فن ومتعة من جهة وتعصب وضغط وملاسنات من جهة ثانية، وأنهاها الحرّاشيون لصالحهم رغم الصعاب التي واجهوها بعد طرد مدافعهم قريش وهذا بفضل صاروخية بومشرة التي لا تصد ولا تردّ. هدف لم يمنح الصفراء النقاط الثلاث وفقط، بل أنّه قادها لوضع حدّ للسيطرة التي بسطتها مولودية الجزائر على مختلف مواجهات الفريقين منذ مطلع الألفينات، رغم أنّ سبع سنوات من هذه العشرية قضتها الحراش في حظيرة القسم الثاني. وقادها أيضا للتربع على عرش الأندية العاصمية عن جدارة واستحقاق بما أنها أنهت مرحلة الذهاب دون خسارة أمام تلك الأندية، وثالثة في الترتيب العام للبطولة على بعد 5 خطوات فقط عن صاحب المركز الأول. “الكواسر” انتظروها منذ 2002 بشغف شديد ورغم أنّ الحرارة، الإرادة والقلب هي صفات اللاعب الحراشي من زمان، ومنذ نشأة هذا الفريق، إلاّ أنّ هذه الصفات كانت مضاعفة يوم الثلاثاء ليس لأن الأمر يتعلق بالمولودية فحسب، بل لأن “الحراشية” انتظروا مجيء جارهم إلى ملعب المحمدية منذ سنة 2002، لرد الاعتبار لأنفسهم رياضيا فوق الميدان بعد ذلك الذي حدث لهم ولأنصارهم في ملعب بولوغين في تلك السنة، عندما حرم الأنصار من دخول الملعب بتواطؤ من إدارة المولودية آنذاك مع أنصارها. وفعلا ردّ الحراشيون للجار الصاع صاعين بتلقينه درسا كرويا بعشرة لاعبين، لن ينساه الفرنسي آلان ميشال ولاعبوه بسرعة، فنوّعوا بين فنون تمرير الكرة والاستحواذ عليها وحرمانها من المنافس والسيطرة على مجريات اللقاء بالطول والعرض، إلى درجة جعلت الفرنسي “آلان ميشال” لا يعرف أشباله. وهذا بعيدا عن أساليب العنف التي استعملت ضدّ الحراشية في بولوغين منذ 9 سنوات. ألم تلعب مباراة بولوغين في 2002 في ظروف مشابهة؟ وإن كان الفرنسي آلان ميشال قد اعترف بنزاهة فوز الحراش على فريقه بعشرة لاعبين، إلا أن مساعده عاشوري ومنسق الفرع في المولودية غريب، لم يحتملا الخسارة وراحا يتحدثان عن الضغط الرهيب الذي عاشه لاعبو “العميد” حسبهما والأجواء المشحونة التي جرت فيها المباراة. والظاهر أنهما تناسيا الأجواء التي جرت فيها مباراة العودة ببولوغين سنة 2002 يوم كان الفريقان في حظيرة القسم الوطني الثاني، أجواء لن نقول إنها مشابهة، بل إنها آنذاك كانت أكثر خطورة مما كانت عليه يوم الثلاثاء في ملعب المحمدية. وهذا بالنظر إلى كل ما فعله المسيرون آنذاك بأنصار الصفراء، وبالتالي فلا مجال للتذرع بحجج واهية لتبرير إخفاق دراق ورفاقه حتى في الوصول إلى الحارس الثالث للصفراء محفوظ الذي كان في نزهة ظهيرة يوم الثلاثاء بملعب المحمدية. من يخاف الضغط والمفرقعات يبقى في بيته ثم إن كرة القدم هذه خلقت للرجال ممن لا يخافون الضغط والاحتكاك بالمنافسين، وخصيصا لمن هم قادرون على الصراع والتنافس فوق الميدان طيلة التسعين دقيقة من أجل الظفر بالنقاط الثلاث، ولمن هو غير مكترث أصلا بما يحدث في المدرجات من هتافات ضده أو حتى استفزازات إن سلمنا بأن هناك استفزازات حصلت فعلا، ولم تخلق أصلا لمن يخاف ضغط الأنصار وهتافاتهم من المدرجات، ولا لمن يخاف المفرقعات التي قال “الشناوة” إنهم رشقوا بها. ولمن يخاف كل هذا عليه أن يبقى في بيته وألا ينزل للميدان كي يمارس كرة القدم قال الحراشية. بعشرة لاعبين في 55 دقيقة...التاريخ سيحفظ ذلك وصلنا إلى بيت القصيد وإلى النقطة التي زادت من حلاوة الانتصار الحراشي، فالصفراء واجهت المولودية طيلة 55 دقيقة بتعداد منقوص بعد طرد قريش المنطقي باعتراف كل الحراشية، وهو الطرد الذي جعل أشبال شارف يكملون اللقاء بعشرة لاعبين، والخوف حينها كان كبيرا من أن يقلب دراق ورفاقه الطاولة على الصفراء، لكن العكس هو الذي حدث، لأنّ ذلك النقص حوّل اللاعب الحراشي فوق الميدان إلى لاعبين اثنين. فتحلى الواحد منهم بشجاعة وإثارة يعرفها “الكواسر” عن فريقهم من زمان، فانطلق الدرس الكروي، والعدّ من 1 إلى 20 في التّمريرات بين اللاعبين، إلى أن جاء هدف الفوز بأقدام بومشرة الذي فضلها أن تكون أمسية رد اعتبار للصفراء ولنفسه أيضا بعد الطريقة غير اللائقة التي أبعد بها من “العميد”. ومن المؤكد أن التاريخ سيحفظ هذه المباراة، وسيذكر يوما ما أن إتحاد الحراش فاز على المولودية ولقنها درسا في فنون كرة القدم بعشرة لاعبين طيلة 55 دقيقة كاملة. الشناوة غابوا لأنهم احتفلوا حتى الصباح بالمولود ولن تتحمّل الصفراء إدارة وأنصارا أي جانب من المسؤولية في عدم حضور “الشناوة” إلى ملعب المحمدية، لأنهم عوّدوا لاعبيهم على عدم الحضور أصلا إلى هذا الملعب عندما يتعلق الأمر بمواجهة الحراش، وعلى عدم الحضور بقوة في ملاعب محايدة أمام الصفراء أيضا، ففي مباراة الرويبة منذ ثلاث سنوات غابوا وقيل إنهم كانوا في عطلة صيفية حرمتهم من المجيء، والموسم الماضي غابوا في 5 جويلية وقالوا إن البرد القارس ليلا حرمهم من المجيء بقوة، وفي لقاء العودة بملعب عشرين أوت غابوا وقيل إن حضورهم القليل راجع إلى تزامن اللقاء ويوم من أيام الأسبوع التي يزاول فيها “الشناوة “ دراستهم. وهذه المرة قيل والله أعلم إنهم سهروا مطولا في ليلة المولد النبوي الشريف ولم يتمكنوا من النهوض لحضور اللقاء ومناصرة فريقهم، ففي من يكمن الخطأ يا ترى؟ شتّان بين من حضّر في تيبازة ومن حضّر في إسبانيا ولطالما أكّدنا أن التحضير خارج الوطن لم يكن يوما معيارا نقيس به أو نحكم من خلاله على قوة الفرق، وها هي قمة الحراش والمولودية تؤكد ما قلناه، فالفرق كان شاسعا فوق المستطيل الأخضر بين من حضّر هنا في أرض الوطن وبين من حضّر هناك وراء البحار، فالصفراء كما يعلم الجميع بلاعبيها الشبان ممن جلبهم شارف من الأقسام الدنيا حضرت هنا في تيبازة في الأزرق الكبير طيلة مرحلة توقف البطولة، فترة واجهت فيها “براقي”، “الأخضرية”،”بوشاوي” وغيرها من الأندية المغمورة. وشحنت من خلال هذه المباريات التحضيرية بطارياتها جيدا. أما المولودية وكما يعلم الجميع حضّرت هناك في بلد بطل العالم إسبانيا وبالضبط في مدينة ألميريا وواجهت من قيل إنهم فازوا على برشلونة الموسم الفارط في رابطة الأبطال الإفريقية “روبين كازان” الروسي، لكن الواقع في المحمدية يوم الثلاثاء الفارط وعلى مدار تسعين دقيقة كاملة بين 11 لاعبا من هنا و11 لاعبا من هناك، أثبت أن كرة القدم تعطي من يعطيها، وتبتسم لمن يتحلى بالإرادة والحرارة والقلب فوق الميدان، والشجاعة وبكل بساطة كانت حراشية خالصة، فكانت النقاط الثلاث بدورها حراشية في نهاية المطاف. 7 نقاط في 3 مباريات محلية ومرتبة ثالثة و”مازال الخير” وبفوزها على المولودية، تتربع الصفراء على عرش الأندية العاصمية بامتياز، إذ أن عدد نقاطها في ثلاث مباريات عاصمية وصل إلى سبع نقاط كاملة من دون خسارة، تعادل أمام اتحاد العاصمة، انتصار على شباب بلوزداد وانتصار آخر على حساب مولودية الجزائر أخيرا، كما أن الحراش زحفت إلى المركز الثالث في الترتيب العام للبطولة برصيد 22 نقطة، ما جعلها أفضل نادٍ عاصمي حتى الآن من حيث نتائج مرحلة الذهاب التي تفصلنا عن نهايتها جولتان فقط، في انتظار التأكيد على هذه القوة وعلى السيطرة مجددا على المباريات المحلية مستقبلا، مثلما عرف به اتحاد الحراش من قبل خلال سنوات السبعينيات، الثمانينيات والتسعينيات، قبل أن يغدر به الزمن فقط خلال سنوات الألفينات بعد مكوثه 7 سنوات كاملة في القسم الثاني. قابلة: “الحمد لله راني مليح في الحراش والمولودية راهي ليهم” خرج وسط الميدان السابق لمولودية الجزائر والحالي اتحاد الحراش رياض قابلة عن صمته، حيث فتح النار على من تسببوا في رحيله من “العميد“ مؤكدا أنه وجد ضالته في الحراش حامدا الله على مغادرته الفريق الذي ترعرع فيه، واستطرد قائلا: “في المولودية ما يحبوش أبناء الفريق وأولاد الفاميليا، الحمد لله وجدت ضالتي في الحراش وأصبح الجمهور يحبني لأنه يعرف قيمتي وإمكاناتي الفنية والبدنية، أما المولودية خليتهالهم ليهم”. “غريب يعرفني واش نسوى وأنا اليوم حراشي” وقال لنا قابلة أن غريب لم يكن الوحيد الذي تسبب في رحيله من المولودية وإنما كان هناك مسيرين آخرين في “العميد” دفعوه إلى مغادرة أصحاب اللونين الأحمر والأخضر، حيث قال: “كنت أشعر كأنني لاعب غريب في المولودية لم يحمل اللونين الأحمر والأخضر أبدا، أما بخصوص رحيلي فإن الجميع يعلم الأسباب التي دفعت إلى إخراجي من الباب الضيق، فليس غريب الوحيد الذي وقف في طريقي وإنما هناك مسيرين آخرين، وما أعيشه اليوم في الحراش لم أعشه من قبل في المولودية”. مباراة “الحمراوة“ بدون جمهور تلقى إتحاد الحراش ثالث إنذار له بعد أن عرفت مباراته أمام الجار مولودية الجزائر إلقاء بعض القارورات على الضيوف من طرف الأنصار، وبموجب ذلك سلطت الرابطة الوطنية لكرة القدم عقوبة مباراة واحدة على الاتحاد الذي سيُحرم من أنصاره هذا الجمعة لدى استضافته مولودية وهران في مباراة مهمة لمواصلة الزحف نحو المقدمة. ڤريش يعاقب بثلاث مباريات دفع صخرة دفاع “الصفراء” عدلان ڤريش ثمن طرده في داربي الصفراء والعميد إثر تدخله الخشن على لاعب مولودية الجزائر المغترب مقداد غاليا، حيث سلطت عليه لجنة الطاعة والإنضباط التابعة للرابطة الوطنية عقوبة بثلاث مباريات، بذلك ستحرم “الصفراء” من خدماته في لقاءات مولودية وهران، نادي الرغاية في الكأس ومولودية العلمة. الحراش تنفرد بالمرتبة الثالثة وضع الفوز الذي حققه أشبال المدرب شارف على مولودية الجزائر بهدف مقابل صفر اتحاد الحراش على انفراد في المركز الثالث برصيد 22 نقطة وبفارق خمس نقاط وراء متصدر ترتيب البطولة الاحترافية جمعية الشلف، وبإمكان الحراش أن تقفز إلى المركز الثاني لو تتمكن من الفوز على مولودية وهران. التأكيد ضروري أمام وهران بعد الانتصار المسجل أمام “العميد” لم يبق على زملاء الحارس محفوظ سوى التأكيد أمام مولودية وهران خلال المباراة التي ستلعب عشية الجمعة المقبل بملعب المحمدية، إذا أرادوا البقاء ضمن كوكبة المقدمة والظفر بمرتبة تؤهلهم للعب على إحدى المنافسات القارية، خاصة أن الحراش بلاعبيها ومدربها شارف قادرة على تحقيق الهدف. بومشرة:“لم أشعر في حياتي بذلك الضغط والكواسر وعدوني بتشييد تمثال لي في الحراش” نعود إلى المباراة أمام المولودية، كيف تعلق لنا على الفوز الذي حققتموه أمام فريقك السابق؟ إنه فوز كبير حققناه أمام فريق يضم أرمادة من اللاعبين الممتازين، حقيقة عشنا فرحة لا توصف ولا تنسى في يوم المولد النبوي الشريف، حتى الأنصار خرجوا يحتفلون بالانتصار الباهر والجميل، فهذه الصور لم يسبق لي أن شاهدتها وستبقى راسخة في ذهني ما حييت. كيف عشت أجواء “الداربي” قبل وبعد المباراة؟ صراحة لم أنم تلك الليلة، عشت ضغطا رهيبا قبل وبعد “الداربي” العاصمي لم يسبق لي أن شعرت به من قبل، كنت أشعر بأمور لا يمكنني أن أصفها لك، لا أدري من أين كانت تنبع. المهم تنفست الصعداء ونزعت حملا ثقيلا كان على عاتقي. الحمد الحمد لله أننا فزنا. لقد بكيت بحرقة بعد اللقاء، البعض قال إن هدفك كان ردا على غريب، ماذا يمكنك قوله؟ نعم، بكيت بحرقة شديدة من أجل أنصار اتحاد الحراش الذين كانوا ينتظرون مني أن أسجل هدفا أمام المولودية والله وفقني وساهمت في فوز كبير. أما بخصوص غريب فإنه لم يكن لدي مشكل عويص يستحق كل التهويل باستثناء مشكل الأموال الذي يعرفه الجميع، والدليل في ذلك أنه بعد نهاية المواجهة سلمت على غريب وأدخلته إلى غرف حفظ الملابس الخاصة بالحراش وبدوره قام بتهنئة لاعبي “الصفراء”. وماذا عن ميشال؟ ميشال أيضا التقيته في النفق المؤدي إلى غرف حفظ الملابس وسلم عليّ، حيث قال لي بالفرنسية: “كيف حالك؟”، فاكتفيت بالقول: “لا بأس لا بأس”، لأنه يعرف أنني لا أتحدث الفرنسية. شاهدنا مجموعة من الأنصار ملتفة حولك بعد المواجهة، ماذا كان يدور بينكما من حديث؟ آه، أنصار الحراش لن أجد مثلهم، حملوني فوق أكتافهم وقالوا لي سنشيّد لك تمثالا نضعه في الحراش، لقد توقف لساني عن التعبير، إنها لحظات مؤثرة لن أنساها أبدا. تذكرت أن أحدهم قال لي سنجمع لك الأموال لتجدد وتبقى في الحراش إلى أبد لأنك دخلت التاريخ معنا. وبما تعدهم؟ سأعدهم بموسم استثنائي أقدم كل ما أملك من قدرات، ولم لا أجدد في الحراش التي أصبحت الآن فريق القلب. وهل اتصلوا بك “الشناوة”؟ نعم، اتصل بي عدد كبير من أنصار “الشناوة” وهنؤوني على الهدف الذي سجلته في مرمى فريقهم، حيث قالوا لي: “أنت لاعب كبير كنا نتمنى لو بقيت في المولودية وتصنع لنا أفراحنا”. بماذا تريد أن تختم؟ الآن يجب أن ننسى الفوز على المولودية ونفكر في اللقاء القادم أمام “الحمراوة” الذي يجب أن نفوز بنقاطه، لأننا الآن أصبحنا نفكر في اللعب على الأدوار الأولى ولم لا الظفر بلقب البطولة. ---------------------------------- "حراش شارف سينيما بلا دراهم والكواسر شاهدوا البارصا باطل" حقق اتحاد الحراش أول أمس فوزا كبيرا على حساب مولودية الجزائر بهدف مقابل صفر بملعب المحمدية، حيث أكدت كتيبة بوعلام شارف أنه من الصعب إيقاف زحفها نحو المقدمة نظرا للتألق اللافت لنجومها والفهم العميق لألف باء الكرة الحديثة الجامعة بين أداء متميز ونتيجة رائعة، فهي عزفت على أوتار شباك "العميد" لحنا أطرب "الكواسر" الذين يحق لهم أن يفتخروا بلاعبيهم الذين كانوا عند حسن الظن فرسموا أمام "العميد" صورة كروية توجها بومشرة بقذفة صاروخية في (د70)، وعليه فإن الأنصار لم يخطئوا عندما قالوا إنهم شاهدوا "البارصا باطل" بملعب أول نوفمبر. سيطرة ومتعة فوق الميدان وإذا كانت الأمور بخواتيمها فإن البدايات مجلاة للنهايات، حيث أن أبناء المحنك شارف قالوا كلمتهم من البداية فضحكت لهم النهاية ليقهروا المولودية في نهاية المطاف، مؤكدين أن فريقهم كان الأفضل بكل المقاييس ولم يتركوا لنظيرهم فرصة لالتقاط أنفاسه فأطبقوا عليه منذ اللحظات الأولى بدليل السيطرة المطلقة التي فرضوها على مدار 90 دقيقة وهو ما عقد أمور زملاء القائد بابوش الذين بدوا مستسلمين ومسلّمين في آن واحد بأن الحراش حسمت بلا ريب أمر الانتصار فلم يجدوا أمام حالة اليأس التي انتابتهم سبيلا لاستعادة التوازن أو على الأقل للتقليل من وطأة الهزيمة، ولم تنجح محاولاتهم الخجولة على مدى الشوطين في تشكيل أي خطر حقيقي على مرمى الاتحاد الذي نجح بقيادة المدرب شارف في التربع على عرش الأندية العاصمية. اللاعبون "خبّاو البالون" والعد من 1 إلى 20 صحيح أن الفوز الذي حققه إتحاد الحراش أمام غريمه التقليدي مولودية الجزائر كان أجمل وأروع من الانتصارات التي حققها في المواجهات الماضية، كيف لا وزملاء المدافع ڤريش أخفوا الكرة لنظرائهم وأتاحوا الفرصة للجمهور الحراشي لكي يشاهد كرة قدم متطورة لا تخلو من العروض الكروية رغم اللعب بعشرة عناصر منذ (د53)، حيث كانوا يعدون تمرير الكرات من واحد إلى 20 ولاعبو المولودية يتفرجون أو بالأحرى يحصون عدد الكرات التي كانت تمر على أرجل بوعلام ورفاقه، وأمام هذه الوضعية فإن من حق "الكواسر" أن يحلموا باللقب الذي طالما انتظروه منذ مواسم عديدة. طرد ڤريش حفّز "الحراش" طرد المدافع المحوري لاتحاد الحراش عدلان ڤريش سواء كان مستحقا أو غير ذلك فإنه أحدث ثورة لدى المدرب شارف والأنصار الذين ثارت ثائرتهم، الأمر الذي زاد اللاعبين عزما على الفوز ولم يثبط عزيمتهم في إلحاق الهزيمة بمولودية الجزائر، ومع ذلك فإن كل من شاهد "الداربي" العاصمي لم يشعر بوجود نقص عددي بما أن أبناء شارف ملأوا أرض الملعب حيوية ونشاطا وزادوا إليهم ذكاء من خلال قراءة المستطيل الأخضر كما ينبغي، وترجموا محاولاتهم إلى نصر كبير سيظل إلى وقت ليس بالقصير يقض مضجع "العميد وحتى الفرق الأخرى التي ستضع في حسبانها أن لقاء الحراش المرعب لن يكون نزهة بأي حال من الأحوال. شارف أخرج ما في جعبته من ذكاء وأكد مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف أول أمس أن العبرة بالخواتيم وأن مشكل نقص الإمكانات والأموال الذي يعرفه فريقه لا يمنعه من أداء مهمته بإخلاص نابع من الصميم معتمدا على إرادة لاعبين مغمورين سيصبحون في الوقت القريب نجوما يحملون الراية الحراشية في المحافل الكبرى ويعيدون لها مجدها الضائع، حيث أخرج "الألماني" كما يلقب (لأنه يعتمد في عمله على النموذج الألماني) كل ما في جعبته من ذكاء وقهر الفرنسي ميشال تكتيكيا بعد أن تفادى إخراج مهاجم وأبقى على ثلاثة والسبب في ذلك تيقنه من عدم قدرة لاعبي المولودية على الخروج من منطقتهم. دخول بناي كان موفقا أما المهاجم الحراشي بناي العائد من إصابة فإن دخوله في (د67) كان موفقا إلى أبعد الحدود بعدما أعطى الحيوية للقاطرة الأمامية وشكّل خطورة على منطقة مولودية الجزائر من خلال الفرص التي خلقها كتلك التي ضيعها في (86) عندما قام بعمل فردي جميل راوغ به المدافعين مغربي وحركات، غير أن الحظ لم يحالفه بعدما ضيع هدفا حقيقيا كاد أن يعمق به جراح المنافس لتجانب كرته القائم الأيمن لمرمى الحارس سليماني. (د72) بومشرة يقضي على المولودية ب 10 أنصار اتحاد الحراش لم يفقدوا الأمل في الفوز وظلوا يساندون شبانهم إلى حين أن أذن لهم صانع الألعاب سليم بومشرة بإعلان الأفراح، بعد أن وجه في (د72) تسديدة قوية هز بها شباك حارس المولودية سليماني وقضى بها على أشبال المدرب ألان ميشال الذين لم يقوموا بأي محاولة يعادلوا بها النتيجة وتحفظ لهم في الأخير ماء الوجه، لينتهي اللقاء بروح رياضية عالية وبفوز مستحق للحراش خلق صورا رائعة ومؤثرة بملعب المحمدية زادتها دموع الفرحة التي انهمرت من عيناي بومشرة الذي لم يتوقف عن البكاء. ميسي "ما يلقاش روحو" في المحمدية لم يخطئ أنصار اتحاد الحراش عندما لقبوا ملعب المحمدية ب "غوانتانامو" ملمحين إلى أن كل من يأتي إليه يترك النقاط الثلاث ويغادر، وهو ما فعله زملاء المهاجم دراڤ الذين استسلموا من البداية بعد أن شعروا بضغط رهيب وغريب يصدره "الكواسر" من المدرجات، حيث علّق أحد لاعبي المولودية بأن نجم برشلونة ليونيل ميسي لن يجد ضالته في المحمدية مهما فعل، الظاهر أن هذا الكلام عبارة عن رسالة مباشرة للأندية الأخرى التي ما عليها إلا أن تحضر نفسها للهزيمة عندما تتنقل إلى الحراش لمواجهة رفاق الحارس محفوظ. ------------------------------ بعد الانتقادات التي وجهت له الصيف الماضي بومشرة يتحوّل إلى نجم كبير والأنصار يرفضون رحيله إستطاع صانع ألعاب إتحاد الحراش سليم بومشرة أن يتحول في ظرف قصير إلى محبوب "الكواسر" الذين خرجوا يرددون اسمه مطولا بعد هدفه في مرمى الغريم مولودية الجزائر في "الداربي" التقليدي الثلاثاء الماضي بملعب أول نوفمبر بالمحمدية، حيث عرف بومشرة كيف يحوّل نفسه إلى نجم اللقاء بدون منازع سواء بأدائه أو الهدف الذي سجله وحتى عند نهاية اللقاء عندما بكى بحرقة مما زاد الحراشيين تعلقا به. من إنتقادات إلى تعلق في ظرف قصير ولعل لا أحد في الحراش كان يتوقع أن تتحول علاقة الإنتقاد إلى ود وتعلق بين أنصار الحراش وبومشرة، فلو عدنا إلى الصيف الماضي فإن اللاعب عاش لحظات صعبة خاصة خلال اللقاءات التحضيرية للحراش أين تعرض لموجة من الإنتقادات وإعتبره البعض صفقة خاسرة، لكن الأيام أثبتت العكس بفضل تألق بومشرة الذي عرف كيف يكسب قلوب الحراشيين ويتحوّل إلى مدللهم خاصة بعد هدفه في مرمى مولودية الجزائر. اللعب بحرارة أمام المولودية زاد الأنصار حبا له والأكيد أن علاقة المودة والحب ازدادت الثلاثاء الماضي بعد كل الذي قدمه بومنشرة في "الداربي"، إذ ورغم الضغط الشديد الذي كان مفروضا عليه في مواجهة فريقه السابق وتحول الأنظار نحوه إلا أن بومشرة عرف كيف يتعامل مع اللقاء منذ الوهلة الأولى وكان رجل "الداربي" بدون منازع بأداء راق وكبير جعل الحراشيين يتمتعون لتكون الخاتمة بهدف على طريقة الكبار. الأنصار حملوه على الأكتاف وأكدوا ضرورة بقائه الموسم المقبل وأكثر ما يبين أن بومشرة كسب قلوب أبناء الحراش هو ما حدث في نهاية المباراة حيث توجه نحوه عدد كبير من الأنصار وحملوه فوق أكتافهم فرحا بالانتصار على مولودية الجزائر، وظل الأنصار يؤكدون أنهم يرفضون فكرة رحيله من الحراش مستقبلا واستعدادهم لجمع الأموال حتى يمضي لموسم آخر في الحراش. ------------------------------ دهاء شارف وإرادة اللاعبين يتفوّقان على حنكة ألان ميشال لا يختلف اثنان على أنّ الفوز الرائع الذي حققه إتحاد الحراش في "الداربي" العاصمي على مولودية الجزائر رفع من قيمة المدرب الحراشي بوعلام شارف الذي كان بشهادة الجميع مهندس هذا الفوز بطريقة تعامله مع أحداث اللقاء مقارنة بمنافسه في الجانب الآخر الفرنسي ألان ميشال، حيث أنّ شارف استطاع أن يحوّل نقاط الضعف إلى قوة في هذا اللقاء مما رفع أسهمه لدى أنصار الحراش الذين مازالوا يؤكدون أنه مصدر قوة الفريق. لم يتراجع للوراء بعد طرد ڤريش ولعل ما يؤكد دهاء شارف في هذا "الداربي" هي الطريقة التي تعامل بها مع أطوار اللقاء خاصة أنّ الجميع كانوا متخوّفين إثر طرد القائد ڤريش، لكن شارف كان له رأي آخر إذ أظهر حنكته برفضه إجراء أي تغيير بسرعة خاصة على مستوى الدفاع وفضّل الاعتماد على جغبالة كما رفض التراجع للوراء لغلق اللعب وبقي مهاجما مما أثار دهشة الحاضرين الذين كانوا يتوقعون على الأقل إقحام عوامر في محور الدفاع مع بداية الشوط الثاني لكن المدرب الحراشي كان له رأي آخر. إرادة اللاعبين ورغبتهم في الفوز صنعت الفارق وإلى جانب حنكة المدرب شارف في التعامل مع اللقاء فإن النقطة التي صنعت الفارق أيضا تتمثل في الإرادة القوية والرغبة في الفوز التي أظهرها لاعبو الحراش منذ الوهلة الأولى، كما أنّ طرد ڤريش تحوّل إلى شحنة إضافية بالنسبة للاعبين الذين قدّموا مباراة قتالية وعرفوا كيف يتعاملون مع اللقاء، وهي نقطة تحسب لهم في مثل هذه المباريات. اللاعبون لم يتحدثوا حتى عن المنحة ويبقى المثير في هذا "الداربي" أنّ روح اللاعبين ورغبتهم في الفوز ظهرت أيضا في قضية منحة المباراة، حيث أنّ لا أحد منهم تطرّق لهذه النقطة مع الإدارة وحتى بعد نهاية اللقاء ظل اللاعبون يجهلون قيمة منحة الفوز وأكد أغلبهم أن كل ما كان يهمهم هو الفوز وإرضاء الأنصار، وهي نقطة تحسب للاعبين وتجعل الإدارة مطالبة بمكافأتهم. ------------------------------ بناي يبدع ويؤكد عودته القوية لمنافسة تمكن المهاجم بناي من خطف الأنظار في هذا "الداربي" لأن دخوله كان منعرجا حيث حرّك من جديد خط هجوم الحراش وكان وراء لقطة الهدف الوحيد بتمريرة ل بوشمرة، كما أنه كان سما قاتلا في دفاع المولودية ليؤكد بذلك تعافيه من الإصابة التي كان يعاني منها وأجرى بسببها عملية جراحية. أداؤه يريح شارف ويعيد الروح للهجوم والأكيد أن المدرب الحراشي بوعلام شارف وإلى جانب فرحته الشديدة بالفوز في هذا "الداربي" فإنه لم يخف ارتياحه للمردود الذي ظهر به بناي الذي أكد أنّ الإصابة أصبحت من الماضي ولم يندم على إقحامه، في خطوة أيضا تحسب للطاقم الطبي للحراش الذي كان يتابع وضعية بناي بدقة. --------------------------- بوعلام: "سعداء لأننا أسعدنا أنصارنا ولا أخفي رغبتي في البقاء مع الحراش" حققتم فوزا في "الداربي" على مولودية الجزائر، ماذا تقول عنه؟ أكيد أن شعوري مثل شعور كل الحراشيين واللاعبين على وجه الخصوص فالسعادة تملأ قلبي لأننا عرفنا كيف نحقق هذا الفوز الرائع. الفرحة شديدة في الحراش بعد هذا الفوز. لقد شاهدت ذلك ونحن سعداء لأننا تمكنا من صنع هذه المشاهد وأن نرى الفرحة في أعين أنصارنا. لو نعود للقاء كيف كان فوق الميدان؟ المهمة لم تكن سهلة لأن لقاءات بهذا الحجم تفرض الحذر، لكننا كنا الأفضل منذ البداية ورغبتنا في الفوز هي التي صنعت الفارق مقارنة بالمنافس لذا فإن فوزنا منطقي. لعبكم منقوصين عدديا بعد طرد ڤريش ألم يجعلكم ذلك تتخوّفون؟ بالعكس فإن طرد قائدنا ڤريش كان نقطة التحوّل بالنسبة لنا، حيث أعطانا شحنة إضافية وزادنا إصرارا على الفوز. لكن هناك من تخوّف من أن تنعكس الأمور عليكم. لقد أحسسنا بذلك لكن فوق الميدان كلاعبين كان لنا موقف آخر وأكدنا على ضرورة أن نحوّل هذا النقص العددي لمصلحتنا، وبالتالي لو تابعنا الشوط الثاني للاحظنا أنه لم يظهر أننا كنا نلعب بتعداد ناقص. وماذا تقول عن زميلك بومشرة؟ سليم يستحق كل الخير، لقد لعب تحت ضغط شديد وأنا أعيش معه وكنت أتابعه لحظة بلحظة وفرحت كثيرا له عندما سجل هدف الفوز. لكنه تقدم عليك في ترتيب هدافي الفريق. (يضحك) سألحق به قريبا، أنا سعيد بما حققه ومصلحة الفريق فوق كل اعتبار والمهم أننا فزنا. ماذا تقول عن الأنصار وحضورهم القوي؟ أنصارنا يستحقون كل الخير وعندما وصلنا للملعب وشاهدنا حضورهم القوي قلت في نفسي حرام أن يخرج أنصارنا متأثرين بنتيجة سلبية والحمد لله وفقنا في مهمتنا. الآن أصبحتم في المرتبة الثالثة وهي مرتبة تزيدكم طموحا. بلوغنا للمرتبة الثالثة مستحق لأننا قدمنا لقاءات كبيرة والنتائج تتحدث عن نفسها، والآن طموحنا سيزداد أكثر لكن يجب أن نبقي أرجلنا على الأرض لأن القادم أصعب ويجب أن نعرف كيف نسيّر اللقاءات المقبلة. الكلام بدأ يكثر عن مستقبلك بين البقاء أو الرحيل. حاليا لا أفكر في هذه النقطة بقدر ما أفكر في تشريف عقدي مع الحراش وهذا الموضوع مؤجل إلى نهاية الموسم. لكن إذا طلبنا رأيك فما قولك؟ بكل صراحة وجدت راحتي في الحراش وأتمنى أن أبقى لموسم آخر، لكن الحديث عن البقاء أو الرحيل سابق لأوانه في هذه الفترة وأفضل أن أترك الموضوع إلى غاية نهاية الموسم. ---------------------------- العايب والمسيرون زاروا عائلة جربوعة أمس تنقل أمس مدير شركة اتحاد الحراش محمد العايب ومسؤولو الفريق إلى منزل أسامة جربوعة لاعب الأشبال الذي توفي مساء الأحد الماضي بمستشفى زميرلي عن عمر يناهز 16 سنة، حيث واسوا عائلة الفقيد وقدموا لها التعازي وإعانات مادية، وهي الالتفاتة التي تدل على أن الإدارة الحراشية لا تضيّع مثل هذه المناسبات ودائما ما تعرب عن وقفتها التضامنية مع كل من له علاقة بالحراش. اللاعبون أهدوا الفوز لروحه بدورهم وعد لاعبو اتحاد الحراش بوعلام والد اللاعب أسامة قبل انطلاق المواجهة المحلية بين اتحاد الحراش ومولودية الجزائر بأن يهزموا أشبال المدرب ميشال ويهدوا الفوز لروح ابنه أسامة، وهو ما كان لهم ذلك عشية الثلاثاء الماضي خاصة أنهم يعتبرون أسامة أحد أفراد العائلة الحراشية. لونيسي صدق في كلامه صدق كلام صانع الألعاب السابق لاتحاد الحراش خالد لونيسي عندما قال لنا في حوار أجرته معه "الهداف" إنّ من سيعتمد على التسديد من بعيد هو الذي سيخرج غانما بالنقاط الثلاث، الأمر الذي حصل عشية الثلاثاء الماضي عندما وجه بومشرة تسديدة قوية سكنت شباك الحارس سليماني. البلوزداديون شمتوا المولودية رغم أن المباراة المحلية جمعت الحراش بالمولودية إلا أن أنصار شباب بلوزداد أعربوا عن فرحتهم الشديدة بفوز الاتحاد وشمتوا دراڤ وزملائه، خاصة أن أحد الأنصار أكد أن المولودية عادت إلى عهد الانتكاسات وبدأت تفقد هيبتها أمام الأندية العاصمية. اللاعبون تحصلوا على 6 ملايين رفع رئيس اتحاد الحراش محمد العايب المنحة إلى ستة ملايين، حيث وزع تلك القيمة على اللاعبين بعد الفوز الكبير الذي حققوه على حساب مولودية الجزائر، وجاءت هذه الالتفاتة كتحفيز لهم من أجل بذل جهود مضاعفة والمواصلة على منوال الانتصارات خلال المواعيد القادمة التي تنتظرهم. التشكيلة استأنفت أمس لم يمنح مدرب اتحاد الحراش بوعلام شارف راحة للاعبين حيث أجبرهم أمس على العودة إلى التدريبات خاصة أنهم مقبلون على مباراة مهمة ستجمعهم عشية الجمعة المقبل بمولودية وهران، وقد ركز الطاقم الفني خلال حصة الاستئناف الذي عرفت حضور كامل التعداد على الاسترخاء. "البارصا" ب 200 دج فقط وجّه أنصار اتحاد الحراش خلال المواجهة المحلية التي لعبها فريقهم أمام مولودية الجزائر الدعوة لجميع مناصري الأندية الأخرى إذا أرادوا التمتع بالعروض الكروية، حيث علّق أحدهم قائلا: "من يريد مشاهدة البارصا ما عليه إلا أن يقتني تذكرة بسعر 200 دج فقط".