مرة أخرى يعود إتحاد بسكرة بهزيمة جديدة وثقيلة من تنقله إلى وهران على حساب الجمعية المحلية بنتيجة (4-1)، في مقابلة لم تقدم خلالها التشكيلة البسكرية مردودا يؤكد أحقيتها باحتلال مرتبة مشرفة وتجسد رغبة “الفوارس”، الذين يحلمون بالصعود الذي بات مستبعدا في الوقت الحالي بالنظر إلى غياب السيولة المالية وتأخر الإدارة في تسوية المستحقات المالية لرفقاء القائد تريعة. حكم في المستوى، الضغط منعدم “وعيبك على رجليك” وقبل تحليل اللقاء يجب التأكيد أن كل العوامل كانت في صالح التشكيلة البسكرية، من أجل العودة بنتيجة إيجابية في لقاء أول أمس بداية من حكم اللقاء، الذي كان في المستوى في كل تدخلاته التي لم تؤثر في النتيجة النهائية عكس ما حدث في بعض اللقاءات التي جرت خارج الديار والتي هضم فيها حق الإتحاد من أصحاب البدلة الصفراء، وصولا إلى الأرضية الرائعة لملعب الشهيد زبانة وانتهاء بانعدام الضغط نظرا لغياب جمهور الجمعية، وهي معطيات كان من المفترض أن تساعد على الأقل على العودة بالتعادل. التنقل بالطائرة، الإقامة بفندق فخم والهزيمة برباعية! وما يزيد الحسرة التي عاشها الأنصار بعد هذه الهزيمة هو أن التشكيلة تنقلت إلى وهران جوا، قبل موعد اللقاء بثلاثة أيام وأقامت بأحد أفخم الفنادق تجنبا للتبريرات الجاهزة التي يحاول اللاعبون استعمالها في كل مرة، كأن يتحججوا بالتعب من السفر وأن البرمجة قاسية وغيرها، الأمر الذي جعل العشرات من “الفوراس” الذين تلقوا النتيجة النهائية بدهشة يتساءلون: “تنقلوا بالطائرة وعادوا بهزيمة برباعية فكيف سيكون الحال لو تنقوا برا؟” عدم تلقي المستحقات لا يبرر الخسارة وإذا كنا نقدر الحالة الصعبة التي يعيشها اللاعبون بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية العالقة بما أن أغلبهم مسؤولون على عائلات، فإن هذا الأمر لا يعفيهم –حسب الأنصار- من تحمل مسؤولية الهزيمة، فكما من حقهم المطالبة بأموالهم كان عليهم أن يدركوا أن عليهم واجبات تجاه الفريق وأنصاره الأوفياء وعليهم القيام بدورهم على أكمل وجه. ولا فرصة واحدة في الشوط الأول وعن مجريات اللقاء في شوطه الأول فقد سجلنا غياب شبه جماعي للاعبي الخضراء، وكأن الجمعية لعبت أمام أشباح أو كانت في حصة تدريبية حيث ظهر التشتت في الخطوط الثلاثة، ولم يكشف ذوي الزي الأخضر والأسود عن إمكاناتهم الحقيقية الأمر الذي سهل مهمة المنافس، بدليل أن بعض من تابعوا اللقاء أكدوا بأن تشكيلة المدرب سبع لم تصنع بأي فرصة حقيقية في الشوط الأول. “كي الشوط الأول كي الثاني“ وعلى الرغم من أن جمعية وهران تمكنت من الوصول إلى شباك الحارس عزيون في مناسبتين، وكان الجميع ينتظر رد فعل أشبال المدرب سبع لعلهم يعادلون الكفة، إلا أن ذلك لم يتجسد وتكرر سيناريو الشوط الأول بعدما ضاعفت “لازمو” النتيجة وأضافت هدفين نظيفين، أمام دهشة الطاقم الفني والإداري للإتحاد الذي لم يفهم المردود الهزيل الذي أظهره اللاعبون طيلة التسعين دقيقة. دفاع الإتحاد “حمام” ولم يقم لاعبو الإتحاد بدورهم مثلما كان متوقعا، لدرجة أن المدرب الفرنسي لجمعية وهران أكد في تصريحاته بعد اللقاء أن بسكرة سهلت له المهمة ولم تخلق أي صعوبات لفريقه، وهو ما يؤكد أن زملاء خناب كانوا خارج الإطار كما كان الدفاع “حمام” ولم يبقى إلا الحارس بوهدة الذي لم يسجل على عزيون. باستثناء مومن.. البقية تاهوا على الميدان ولم يقتصر الوجه الشاحب الذي ظهر به الإتحاد أول أمس على الدفاع، بل حتى بقية العناصر الأخرى لم تكن في المستوى وظلت تائهة على الميدان وكأنها انتعلت أحذية قطنية أو اعتمدوا على خطة من كوكب آخر ليبقى الاستثناء الوحيد من نصيب اللاعب مومن، الذي ضل “طالع هابط” ولم يجد المساندة من زملائه. ... وحتى هدف مرازقة ليس له معنى وإذا كان هدف الشرف الذي سجله مرازقة في (د84) قد فك العقدة التي لازمته طيلة أربع جولات، وبعث نوعا من التحرر وسيجعله يأمل في إضافة أهداف أخرى بداية من لقاء الجولة القادمة أمام ترجي مستغانم، إلا أنه لم يحمل أي معنى في مباراة أول أمس مادامت الجمعية ضمنت النقاط الثلاث وحققت الأهم. “قلنالكم ربي هو الساتر” ومهما كانت هزيمة جمعية وهران وما خلفته من ردود أفعال في أوساط الفوراس وأعضاء الإدارة، إلا أننا كنا ندرك مسبقا بأن الظروف التي تم التحضير فيها لهذا اللقاء لم تكن جيدة، لأن الإدارة تأخرت في تسوية المستحقات المالية، كما أن بعض أعضائها كان يبحث عن رأس المدرب سبع، ومصادر أخرى تشير إلى أن التيار لا يمر بين أعضاء الطاقم الفني، وهي العوامل التي تطرقنا إليها في عدد السبت “وقلنالكم ربي هو الساتر”. “ومازال تشوفو لعجب مع باردين القلب” وقد جاءت الهزيمة أمام لازمو لتشكف حقيقة الوضع داخل الفريق الذي لا يبشر بالخير، مادامت النية غائبة ويسود الخوف من تكرار هذا السيناريو في الجولات القادمة، من منطلق “مازال تشوفو العجب مع باردين القلب” -حسب الأنصار- إذا لم تراجع الإدارة حساباتها ولم تف بالتزاماتها. حديث عن تعمد بعض اللاعبين رفع الأرجل ومن جانب آخر دار حديث في معاقل الأنصار عن تعمد بعض اللاعبين في رفع الأرجل، وعدم اللعب بكل إمكاناتهم حتى تقدم الإدارة على إقالة المدرب سبع، الذي أكد لنا في عدة مناسبات أن لاعبي الإتحاد “ولاد فاميليا” لكن خرجة أول أمس ستؤكد له بأنه “ما بقاش لمان” وكل طرف مسؤول عن تصرفه. الهزيمة يتحملها الجميع ومهما اختلفت الآراء بشأن الهزيمة التي مني بها الإتحاد، إلا أن المسؤولية يتحملها الجميع بداية من الإدارة التي تأخرت في تسوية المستحقات المالية لرفقاء غسيري، واكتفت بوعود التي تركت اللاعبين يفقدون تركيزهم وفي الدرجة الثانية الطاقم الفني، جراء خياراته الفاشلة وعدم إيجاد الخطة اللازمة التي تمكنه من العودة على الأقل بالتعادل، ليأتي اللاعبون في المركز الأخير جراء تفكيرهم في أموالهم رغم أن ذلك حق مشروع لكن كان عليهم وضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار. الإدارة تكون قد أبلغت سبع بالإقالة وإذا كان المدرب سبع قد عاد إلى بسكرة رفقة عناصر التشكيلة، وأكد لنا في اتصال هاتفي بعد المباراة بأن الأمور عادية رغم مرارة الهزيمة، إلا أن مصدرا من داخل الفريق أكد لنا أن أحد أعضاء الإدارة يكون قد أبلغ ابن عين البنيان سهرة أول أمس بقرار إقالته من العارضة الفنية، محملا إياه مسؤولية الهزيمة بعدما وفرت له الإدارة كل عوامل النجاح.