سيواجه شباب باتنة مساء اليوم بدءا من الساعة السادسة وفاق سطيف بملعبه، في إطار الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية. ورغم صعوبة المأمورية بالنسبة ل "الكاب" أملا في اقتطاع تأشيرة عبوره إلى الدور ثمن النهائي أمام فريق يشكّل معظم لاعبيه المنتخب الوطني المحلي، إلا أن رفقاء الحارس بابوش عازمون على عدم الاستسلام بسهولة واستغلال الثقة المفرطة التي سيدخل بها أشبال المدرب "ديلاكاسا" اللقاء، وهذا قصد مباغتهم. الشباب سيخوض اللقاء بنية الثأر وشاءت الصدف أن يلتقي الوفاق و"الكاب" مجددا في طبعة كأس الجمهورية لهذا الموسم، وهذا بعدما التقيا الموسم الفارط في النهائي بملعب 5 جويلية أين عادت الغلبة لوفاق سطيف بثلاثية كاملة حرمت آلاف "الشواية" من تذوق طعم أول تتويج في تاريخ النادي منذ التأسيس، كما أسالت كثيرا دموع اللاعبين الذين منهم من سيواجه "الكاب" مجددا، في صورة الحارس بابوش، وهي الفرصة التي ستكون بالنسبة إليهم مناسبة ثأرية ولم لا خطف تأشيرة التأهل من الوفاق والمرور إلى الدور القادم. الضغط سيكون أشدّ على الوفاق ورغم صعوبة المأمورية التي تنتظر الشباب إلا أنه سيلعب مقابلة اليوم بارتياح كبير، ما دام أن لا شيء لديه يخسره في هذه المنافسة، التي لا تعد هدفا من أهدافه لهذا الموسم والإقصاء منها لن يوصف بالكارثة أمام فريق بحجم وفاق سطيف، وهو ما يجعل كل الضغط مفروضا على أبناء "عين الفوارة" لإحداث الفارق وتأهّلهم إلى الدور القادم. وهي النقطة التي يجب على أشبال بوفنارة استغلالها واللعب بكل ارتياح مثلما خاضوا مواجهة النصر الليبي، فرغم أنهم كانوا متأخرين بهدفين في مقابلة الذهاب، لكن برودة أعصابهم في الإياب مكنتهم من تأدية مقابلة كبيرة لولا الحظ الذي ساعد النصر في العبور إلى الدور القادم. "الكاب" دائما "يخنق" الوفاق في ملعبه وإذا كانت السيطرة في منافسة كأس الجمهورية في تاريخ المواجهات بين الفريقين تعود إلى وفاق سطيف في المناسبات الأربع التي التقيا فيها، فإن الشباب اعتاد في أغلب المباريات التي خاضها أمام الوفاق بملعبه في البطولة على ألا يستسلم بسهولة، وانهزاماته في غالب الأحيان تكون بنتيجة هدف فارق و "بالسيف"، وهو ما انتهت عليه آخر مواجهة جمعتهما الموسم الفارط أثناء تواجد الشباب في القسم الأول بفوز الوفاق بهدفين لهدف واحد، مع تضييع بوراوي ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من اللقاء كان قادرا بها معادلة النتيجة لولا تصدّي فراجي لها. يلعب بشكل أفضل أمام الفرق الكبيرة وما يبعث تفاؤلا لدى بعض أنصار شباب باتنة في مقابلة اليوم رغم أن منافسهم في اقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور ثمن النهائي هو وفاق سطيف أكبر فريق حاز على كؤوس الجزائر (7 كؤوس) والذي يراهن كثيرا على كأس هذا الموسم، هو أن الشباب اعتاد على تأدية مقابلات كبيرة وفي المستوى عندما يلعب أمام الفرق الكبرى، وهذا بدليل المردود الكبير الذي قدّمه أمام شباب قسنطنية وأيضا أمام النصر الليبي في مقابلتي ذهاب وإياب الدور التمهيدي من كأس "الكاف"، والعكس أمام الفرق الصغرى التي تخلق له صعوبات. .. ويُبدع عندما يكون في أسوأ أحواله والأكثر من ذلك أن الشباب اعتاد على تأدية مقابلات كبيرة أمام الفرق الكبرى وهو ما ينتظر منه اليوم، كما اعتاد أيضا أن يبدع عندما يكون في أسوأ أحواله وأمام مباراة مصيرية مطلوب منه فيها ألا يخسر، وهو ما حدث في عديد من المرّات، فمثلا الموسم الفارط بعد مرحلة فراغ رهيبة في النتائج مرّ بها جاء تنقله إلى الحراش التي كانت وقتها متصدّرة الترتيب وكان التعثر عليه ممنوعا، وقد عرف كيف يخطف منها نقطة بملعب "لافيجري"، كما أن تعثره في "داربي" الذهاب لم يؤثر فيه، وكان يُعتقد أنه سيُدخل الشباب في متاهة، بدليل أنه تأهّل بعده في الكأس وعاد من المدية بنتيجة إيجابية مع تأديته مقابلة كبيرة. غلق اللّعب أمام الوفاق ضروري قوة تشكيلة الوفاق وخاصة على مستوى قاطرته الهجومية أمر سيدفع بالمدرب بوفنارة في لقاء اليوم إلى تغيير خطة اللعب التي اعتاد الدخول بها في المباريات السابقة، واللعب بخطة مغايرة يكون الاعتماد فيها على غلق اللعب مع محاولة منع المنافس من الاستحواذ على منطقة وسط الميدان، الذي يرتقب أن يوظف فيه أكبر عدد من اللاعبين. ويراهن مدرب "الكاب" على الهجمات المعاكسة السريعة بقيادة مساعدية، من أجل إحداث الفارق، وهذا مثلما اعتاد على خلق مشاكل للمدافعين بفضل بنيته الهائلة وحسن تمركزه في وسط الميدان. شاوشي نقطة ضعف الوفاق التي لا بدّ من استغلالها وإذا كانت تشكيلة "الكاب" على دراية بأنها ستواجه فريقا لا أحد بإمكانه أن يشك في قدراته وإمكاناته، فإن نقطة ضعفه بشهادة الكثيرين تبقى في حراسة المرمى رغم وجود الحارس الدولي شاوشي، الذي اعتاد على ارتكاب الكوارث وما الهدف الذي تلقاه أمام عنابة بملعب 8 ماي قبل جولتين من بعد أكثر من 60 مترا بمخالفة ضعيفة أكبر دليل على ذلك. ويبقى على رفقاء بيطام في ظلّ الصلابة التي يرتقب أن يجدوها في اختراق دفاع الوفاق، استغلال نقطة الضعف هذه والتكثيف من التسديد كلّما سنحت الفرصة بذلك أمام المرمى. -------------------------- المناصرون "ما خلاوش" للاعبين في الاستئناف لحقت مجموعة من أنصار شباب باتنة (حوالي 15 فردا) تشكيلة "الكاب" إلى المعذر التي تمّ برمجة حصة الاستئناف بملعبها، وقد أسمعت لاعبي الشباب كل أنواع السبّ والشتم، وهذا بسبب الخسارة أمام مستغانم في الجولة الفارطة، التي كان يراهن فيها أنصار الشباب على العودة بنتيجة إيجابية. وقد استهدف الأنصار جميع اللاعبين دون استثناء، لكنهم ركزوا في شتائمهم بالخصوص على بوحربيط وبن عمارة. بوفنارة تحدّث معهم وحاول تهدئتهم وقد اقترب منهم المدرب بوفنارة محاولا تهدئتهم، وقد جمعه بهم حديث دام حوالي ربع ساعة، حيث طلب منهم التعقل وعدم تصعيب الأمور. فصحيح أن من حقهم الغضب على اللاعبين لكن ليس بهذه الطريقة التي تزيد من التأثير في نفسية الفريق أكثر مما تنفع، ومع ذلك فقد واصل الأنصار الشتائم بعد بداية الحصة. طلبوا تفسيرات من بعض اللاعبين أنصار "الكاب" الذين كانوا في حالة هيجان بسبب وضعية الفريق وتخوّفهم من أن تصعب عليه مهمّته في قادم الجولات، حاولوا معرفة مكمن الخلل في الفريق والسبب الذي جعله اليوم يعجز عن تحقيق نتائج أفضل من التي حققها إلى حدّ الساعة، وقد بادروا بطرح هذه الأسئلة على بعض اللاعبين الذين يوجد منهم من ردّ بأنهم "ماهومش خالصين"، وهو الأمر الذي أثر في تركيزهم. بوحربيط وبن عمارة أكبر المستهدفين وإذا كانت مجموعة الأنصار التي حلّت خصيصا من أجل إفراغ "غشها" في اللاعبين لم تستثن أحدا من اللاعبين تقريبا في شتائمها، فان أكبر المستهدفين كان المدافع الأيمن بن عمارة، وهذا بسبب الأخبار التي بلغتهم عن المردود الذي قدّمه أمام مستغانم، حيث كانت الجهة التي يشغلها "طريقا سريعا" وهو ما سهل مهمّة مهاجمي "موستا". كما لم يرحم "الشواية" بوحربيط لأنه لم يعرف طريق الشباك منذ مدة طويلة. -------------- "الكاب" أكبر مستفيد من عقوبة المولودية و"السياسي" جاءت القرارات العقابية المتخذة من طرف لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية فيما يتعلق بملف لقاء مولودية باتنة شباب قسنطينة، وهذا على خلفية الأحداث التي كان ملعب أول نوفمبر الجمعة الفارط مسرحا لها والتي حالت دون خوض لقاء الجولة الثانية من مرحلة الإياب بين الفريقين، ليكون شباب باتنة هو المستفيد الأكبر منها، وهو ما يجعل المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" ينطبق على "الكاب" المستفيد. "داربي" الأوراس و"الكلاسيكو" سيلعبان دون جمهور وتضمّنت القرارات المتخذة من طرف لجنة الانضباط حرمان المولودية الباتنية وشباب قسنطينة من جمهورهما في 4 لقاءات كاملة، وهو ما يهم "الكاب" أكثر من أيّ قرار آخر اتخذ في حقهما، وهو ما سيجعل "داربي الأوراس" الذي ستستقبل فيه المولودية "الكاب" يلعب دون جمهور، ونفس الشأن بالنسبة ل "الكلاسيكو" أمام "السنافر" لحساب الجولة التاسعة، والذي سيلعب كذلك دون جمهور. فرصة قد لا تعوّض ل "الكاب" من أجل فرض منطقه وتعدّ الإجراءات العقابية المتخذة في حقّ مولودية باتنة وشباب قسنطينة فرصة لا تعوّض، من أجل التخلص من عقدة الفريق الجار في "الداربيات" بحضور الأنصار، خاصة أن قوة المولودية تكمن في جمهورها. ونفس الكلام يقال عن شباب قسنطينة الذي تمكن قوته في "السنافر". ويبقى على شباب باتنة إن أراد الصعود استغلال هذه الفرصة وتحقيق نتيجتين إيجابيتين في هذين اللقاءين. الاستئناف بتعداد مكتمل وقربوعة تدرّب على انفراد شهدت حصة الاستئناف بملعب المعذر حضور جميع اللاعبين دون استثناء تحضيرا للقاء وفاق سطيف اليوم، وكان الوحيد الذي تدرّب خارج المجموعة هو المدافع حمزة قربوعة، وهذا بسبب الآلام التي يعاني منها والتي أجبرت المدرب بوفنارة على استبداله في الشوط الثاني من لقاء مستغانم. وحول وضعيته الصحية، أكد لنا قربوعة بأنها لا تدعو للقلق وكل ما في الأمر أنه فضّل إجراء تدريبات خفيفة. التنقل إلى سطيف بعد تناول الغداء يكون المدرب بوفنارة في الحصة التدريبية الأخيرة التي جرت أمس بملعب سفوحي، أعطى قائمة ال 18 المعنية بمواجهة الوفاق عشية اليوم في السادسة. وسيكون تنقل أشبال بوفنارة إلى عين الفوارة بعد تناولهم وجبة الغداء، على اعتبار قرب المسافة بين عاصمتي الأوراس والهضاب. وسيكون وصولهم الفريق إلى ملعب 8 ماي في حدود الساعة الثالثة إلى الرابعة عصرا، أي قبل أكثر من ساعتين عن بداية المقابلة. --------------------------- بوشوك: "مهمّتنا أمام الوفاق صعبة، لكن ليست مستحيلة" كيف كانت عودتكم إلى جوّ التدريبات بعد هزيمة مستغانم؟ لا أخفي أن المعنويات في حصة الاستئناف اليوم (الحوار أجري سهرة أول أمس) كانت منحطة ليس فقط بسبب خسارة مستغانم في الجولة الفارطة، ولكن أيضا بسبب تعرضّنا لوابل من الشتائم من طرف الأنصار، وهو الأمر الذي أثر في المجموعة ككل، رغم أننا نقدّر موقف أنصارنا النابع من حبّهم للفريق ورغبتهم في رؤية فريقهم يحقق النتائج الإيجابية. كيف تصرّفتم مع ما قام به الأنصار تجاهكم؟ لم نتصرّف بطريقة معينة إذ حاولنا تجاهل الشتائم، فكما قلت لك من حقهم أن ينتقدونا لكن ليس بطريقة جارحة. ومن جهته المدرب حاول تهدئتهم لأن البطولة لا تزال طويلة والفريق قادر على العودة بقوة في البطولة، ولذا فلا داع للقلق. ألا تتخوفون من تأثير تصرّفهم هذا في نفسية المجموعة قبل موعد الوفاق؟ لن يكون لتصرّفاتهم أي تأثير، وسنحاول طي صفحة تعثر مستغانم في الجولة الفارطة ودخول لقاء الوفاق اليد في اليد، مع محاولة تأدية مقابلة في المستوى وإظهار وجهنا الحقيقي الذي لا يظهر سوى أمام الفرق الكبيرة. فإذا جاء التأهل فسيكون فائدة للفريق، أما إذا لم يكتب وتأهّل الوفاق، فإن الخسارة أمام منافس من هذا الحجم "ما تغيضش"... ماذا بخصوص إصابتك التي تركت المدرب لا يعتمد عليك أمام مستغانم؟ السبب الذي جعل المدرب لا يعتمد عليّ في مقابلة ترجي مستغانم منذ البداية أساسيا، هي الإصابة القديمة التي أعاني منها في الكتف، والتي عاودتني بعض آلامها. لكن حاليا لا أشعر بأي ألم أو مضاعفات. يعني أنك جاهز إذا أراد المدرب الاعتماد عليك هذه المرّة؟ نعم، أنا جاهز وتحت تصرّف المدرب إذا أراد الاعتماد عليّ، ولا أخفي أنني أرغب في اللّعب أمام وفاق سطيف، والأكثر من ذلك تحدوني رغبة كبيرة لتأدية مقابلة في المستوى والظهور بوجه لائق ألفت به الانتباه، ولم حتى التسجيل في مرمى الوفاق. لكن مهمّتكم لن تكون سهلة للاعبي القاطرة الأمامية خاصة مع العقم الذي أصابكم في الجولات الأخيرة.. ما نمرّ به في الجولات الأخيرة من البطولة ما هو إلا مرحلة فراغ يمرّ بها أي خط هجوم في أيّ فريق، ومن كان يدري أنه بإمكاننا تسجيل هدفين في مرمى النصر الليبي؟ وأعتقد أن العناصر التي سيعتمد عليها المدرب هذه المرّة ستكون محفزة أكثر من العادة. كيف تتوقع أن تكون مهمتكم أمام فريق يشكّل معظم لاعبيه المنتخب المحلي؟ المهمة صعبة للغاية أمام الوفاق لأن العديد من العوامل تصبّ في صالحه، منها أفضلية الأرض والجمهور، لكن نحن متيقنون أن الضغط سيكون على عناصر الوفاق، ما دام أن لا شيء لدينا نخسره، ولو نلعب بنفس الوجه الذي قدّمناه أمام النصر الليبي وبنفس الإرادة، فأؤكد لك أننا نستطيع أن نخلق المفاجأة أمامهم. هل ستحاولون الثأر من هزيمة نهائي الموسم الفارط؟ الفريق خسر الموسم الفارط النهائي أمام المنافس ذاته، وهذا الأمر من بين العوامل التي ستحفزنا على الإطاحة بالوفاق في عقر داره، وهذا قصد إفراح مناصرينا الذين حُرموا من تذوق طعم التتويج. وبالمناسبة أعدهم نيابة عن جميع اللاعبين أننا سنؤدّي مقابلة في المستوى وسنحاول خطف تأشيرة التأهّل التي سنهديها إياهم، وهذا قصد التصالح معهم. هل من إضافة؟ سنبذل كلّ ما في وسعنا من أجل تأدية مقابلة قوية أمام الوفاق نحافظ بها على هيبة الفريق، وفي المقابل لا بدّ من التركيز على ما تبقى من مباريات البطولة، والبداية بلقاء "الموك" الذي لن يكون سهلا.