استعاد شباب قسنطينة توازنه في البطولة وأحي آماله من جديد في المنافسة على اللقب بعد أن حسم أول أمس «الداربي» القسنطيني ال50 لصالحه بفوزه الباهر على غريمه التقليدي «الموك» بنتيجة هدفين دون رد من تسجيل بولمدايس ولكحل في الشوط الثاني، في مباراة كان أشبال رواس الأفضل على طول الخط وعرفوا كيف يخرجون غانمين بثلاث نقاط ثمينة سيكون لها وزن من ذهب في باقي مشوار الفريق الساعي للعودة إلى دوري الأضواء. سيطرة مطلقة في الشوط الأول حاول ضيف الذي كان أحد أحسن العناصر الموجودة فوق المستطيل الأخضر في مباراة أول أمس، الضغط مند البداية على منطقة «الموك» لإرباك دفاعه وبعثرة أوراقه، وهو الأمر الذي مكنهم من تطويق منطقة الحارس طوال في ال45 دقيقة الأولى، وكان بإمكان هجوم الشباب أن يسجل 3 أهداف محققة لو تم استغلال الفرص الكثيرة المتاحة لكل من بولعويدات وبوقوس لكن التسرع وسوء الطالع في بعض الأحيان جنبا «الموك» الكارثة. شوط ثان رائع والفعالية كانت حاضرة وعلى عكس المباريات القليلة الماضية حين كان مستوى التشكيلة يتراجع بشكل رهيب خلال النصف الثاني منها، قدم أصحاب اللونين الأخضر والأسود هذه المرة مرحلة ثانية ولا في الأحلام، حيث صالوا وجالوا وأمتعوا الجماهير الحاضرة بلوحات فنية غابت عن الفريق لجولات عديدة، والأكثر من هذا أن خاتمة السيطرة كانت مسكا، بهدفين في منتهى الروعة، ولولا التسرع في بعض الأحيان وغياب الحظ لكانت النتيجة أثقل خاصة أن المنافس انهار تماما. الدفاع في المستوى كالعادة يتأكد من جولة إلى أخرى أن الخط الخلفي للفريق هو الحلقة الأقوى في تشكيلة رواس بعد أن لعب كل من ميهوبي، نحيلي، حركاس وبولمدايس واحدة من أحسن مبارياتهم منذ بداية المنافسة، فقد أوقفوا كل محاولات «الموك» من الوصول إلى مرمى ضيف ناهيك عن مساهمتهم في الهجوم. غياب اللمسة الأخيرة لدى المهاجمين بالرغم من المجهودات التي تبذل على مستوى الخط الأمامي في كل مباراة إلا أن غياب صاحب اللمسة الأخيرة الذي يكمل العمل الجبار الذي يبنى على مستوى الدفاع والوسط يضيّع على الفريق انتصارات عريضة، ولكن هذا لا ينقص من قيمة عناصر الخط الأمامي التي ينقصها هدف واحد للتحرر نهائيا. مجوج «الباترون»في الوسط ومزياني يؤكد من جديد وواصل القائد مجوج عروضه القوية منذ عودته إلى الفريق مطلع مرحلة العودة، حيث قدم هو الآخر مباراة رائعة بفضل الكرات الكثيرة التي استعادها من لاعبي المنافس، كما قدم الكثير منها إلى لاعبي الخط الأمامي، وكان وراء كل الهجمات تقريبا، ما يؤكد عودة «ديدين» التدريجية إلى المستوى الكبير الذي عرف به قبل مواسم قليلة، وإضافة إلى مجوج فإن مزياني قدم إحدى أحسن مقابلاته هو كذلك ويؤكد من جديد المستوى الذي عرف به منذ التحاقه بالشباب الموسم الفارط. بوقوس «دار حالة» وأزعج كثيرا دفاع«الموك» العزيمة القوية التي لعب بها بوقوس وتحركه في كل الاتجاهات أربك كثيرا دفاع «الموك» وجعل لاعبيه لا يتقدمون إلى الأمام ويكتفون بالذود عن منطقتهم، وهو ما عرّض اللاعب السابق لمولودية باتنة لتدخلات عنيفة كلفت إحداها خنيفسي بطاقة صفراء كان ممكنا أن تكون حمراء لولا تسامح الحكم عاشوري، ومما لا شك فيه أن خروج اللاعب تحت التصفيقات وهتافات الحناجر لوقت طويل يؤكد رضا «السنافر» الذين كانوا حاضرين في المدرجات المغطاة. بولمدايس «خارج» في «الموك» لم يكتف المدافع الصلب بولمدايس بدوره الدفاعي في مباراة «الداربي» بل ساهم بشكل كبير في منح فريقه النقاط الثلاث بعد أن فك عقدة التهديف برأسية رائعة، وبذلك يؤكد أنه «خارج في الموك» بعد أن سجل هدفين في موسمين متتالين وبالطريقة نفسها، وتبقى الميزة الأهم في مدلل أصحاب اللونين الأخضر والأسود أنه فاز على فريقه الأصلي والذي كان قد غادره منذ مواسم بسبب عدم منحه فرصة تأكيد إمكاناته. ويرفع رصيده إلى 5 أهداف وأصبح يخيف» يواصل بولمدايس مهمة تعويض لاعبي الخط الأمامي بعد الهدف الرائع الذي دك به مرمى «الموك» إ يعتبر الخامس له في بطولة هذا الموسم والرابع في مرحلة العودة فقط، وهو ما يؤكد الحس التهديفي لابن «الزاوش» ومساهمته الفعالة في عودة فريقه إلى الواجهة من جديد، وهو يسير بخطى ثابتة نحو إنهاء الموسم كهداف للفريق. بولعويدات «طلع السكر» ويحتاج الى «رقية» أمام المرمى لم يتكمن المهاجم بولعويدات مرة أخرى من ترجمة الفرص الكثيرة التي أتيحت له إلى أهداف، وهو بهذا يحتاج إلى «رقية» لطرد النحس الدي يلازمه أمام المرمى ويقف عائقا دون وصوله إلى شباك المنافسين بالرغم من أنه يقدم أداء مقبولا تنقصه اللمسة الأخيرة فقط، وبالرغم من ذلك فإن المدرب رواس أكد على ضرورة عدم الضغط على الشبان ومطالبتهم بأشياء كثيرة مادام أنهم في مرحلة التعلم. بوتريعة «خيطوه» ب5 غرز وواصل المقابلة «نيف ورجلة» لاعب آخر قدم مستوى كبيرا في مباراة «الداربي»، ويتعلق الأمر ببوتريعة الذي «حارب» في الوسط من أجل تحقيق الفوز، ما كلفه إصابة في الرأس بعد اصطدامه بالمدافع جبايلي، ما أجبر الطاقم الطبي على وضع 5 غرز لإيقاف النزيف من رأسه ومع هذا فضل بوتريعة إكمال المباراة من أجل مساعدة فريقه في تحقيق الفوز حتى ولو أن ذلك كان خطرا على صحته وكان سيكلفه الكثير لو حدث له احتكاك آخر. 4000 «سنفور» صنعواالفرجة و«حياو» المدرجات يعتبر الحضور الجماهيري الذي تابع اللقاء، الأضعف على الإطلاق في تاريخ «الداربيات» حيث لم يحضر إلا حوالي 4000 «سنفور» فقط من أصل أكثر من 60 ألف عاشق للونين الأخضر والأسود فضلوا متابعة فريقهم عن قرب ومساعدته على تجاوز عقبة المولودية، وقد تمت مكافأتهم من قبل اللاعبين بالنقاط الثلاث، وبالرغم من أن عددهم قليل إلا أن الأنصار الذي حضروا لم يتوقفوا طيلة ال90 دقيقة عن تشجيع رفقاء مزياني الذي بدأ يستعيد مستواه الحقيقي الذي عرف به في الموسم الماضي، وقد صنعوا أجواء رائعة في المدرجات بفضل طريقتهم الفريدة من نوعها في التشجيع التي تدفع اللاعب إلى بذل مجهودات إضافية لإدخال الفرحة إلى قلوبهم. رواس لم يجلس طيلة ال90 دقيقة عاش رواس مباراة أول أمس على أعصابه، ما يؤكده عدم جلوسه على مقعد البدلاء طيلة ال90 دقيقة كما لم يتوقف عن منح لاعبيه الإرشادات اللازمة وتنبيه من يغفل عن منصبه، وهي التوجيهات التي لم تذهب هباء بما أن النادي حسم نتيجة اللقاء لصالحه وخرج من عنق الزجاجة كما يقال، وبالرغم من أنه أعاد الروح وكسب ثقة الادارة والأنصار أكثر إلا أن رواس يبقى واقعيا ويؤكد على ضرورة تسيير البطولة لقاء بلقاء. كموش : «تربيتي لا تسمح لي بالرد على رئيس الموك» أكد المدافع كموش الذي لم يشارك في المباراة بسبب الإصابة وتابع أداء زملائه من المنصة الشرفية أنه فضل الانسحاب وعدم الرد على استفزازات رئيس «الموك» وشتائمه وهذا لسبب واحد -يقول- وهو أن تربيتي وأخلاقي لا يسمحان لي بالرد على مثل هذه التصرفات التي لا تمت للرياضة بأي صلة بالرغم من محاولات الاعتداءات الجسدية التي كدت أتعرض لها لولا تدخل العقلاء، وللإشارة فإن كموش كان واضعا الجبس على رجله وتخلص بصعوبة من الفوضى التي عرفتها المنصة الشرفية. ---------- بولمدايس: «فوزنا مستحق في الداربي ونهديه إلى كل السنافر» ما هو تعليقك على الفوز؟ الحمد لله على هذه النتيجة التي كنا في أمس الحاجة إليها للإبقاء على آمالنا في المنافسة على اللقب بعد أن تعثرنا كثيرا في المباريات الأخيرة. لم يكن أمامنا أي حل آخر سوى الفوز وتحقق لنا في الأخير، خاصة أننا كنا محضرين جيدا لهذا الموعد ومن جميع النواحي. كنت الأفضل طيلة مجريات اللعب. بالفعل، فقد كنا الأفضل في أغلب فترات اللقاء حيث دخلنا اللقاء بقوة لكننا لم نسجل في الشوط الأول بسبب التسرع، غير أن المدرب طلب منا في الشوط الثاني وضع الكرة على الأرض لأن 45 دقيقة كافية للتسجيل، وهو ما طبق فوق أرضية الميدان وتمكنّا من توقيع هدفين وعلى العموم استحققنا الفوز بالنظر إلى مجريات اللقاء. أصبحت هداف الفريق ب5 أهداف، ما هو السر وراء كل هذه الأهداف؟ أحمد الله على توفيقي في التسجيل ومساعدة فريقي على الفوز. أما عن الأهداف التي سجّلتها هذا الموسم، فإن الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى بقية اللاعبين الذين يخلقون فرصا كثير ة ويستفيدون من عديد المخالفات القريبة من المرمى لذلك أتعمد الصعود في كل مرة لأن طول القامة يساعدني على استغلال الكرات العالية. كيف ترى باقي المشوار؟ علينا أن لا نغتر بهذه النتيجة ونواصل العمل بالجدية نفسها من أجل تحسين مرتبتنا أكثر والاقتراب من المقدمة التي تبقى هدفنا الأول في بطولة هذا الموسم ولم يعد يفصلنا عنها سوى 5 نقاط فقط. هل من إضافة؟ أتنمى فقط أن يكون الفوز في «الداربي» مناسبة لعودة «السنافر» إلى المدرجات الذين أهدي لهم النقاط الثلاث وأقول لهم إن الفريق في حاجة ماسة إليهم في باقي المشوار خاصة أن الصعود ما زال ممكنا و بتضافر جهود الجميع يمكن الوصول إليه.