ضيع شباب قسنطينة على نفسه فرصة ذهبية لتثبيت نفسه أكثر ضمن فرق المقدمة المرشحة دون غيرها للتنافس على البطاقة الوحيدة التي تخول لصاحبها اللعب في القسم الأول ابتداء من بطولة الموسم الرياضي القادم، وهذا بعد تعثره أول أمس بميدانه أمام ضيفه نادي بارادو الذي فرض عليه التعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة، وهي النقطة رقم 13 التي تضيع في حملاوي منذ انطلاق الموسم ما يؤكد هشاشة الفريق بملعبه، وبعد هذه النتيجة توسع الفارق بين الشباب ومولودية سعيدة صاحبة الريادة إلى 7 نقاط كاملة، وهو الفارق الذي يصعب تداركه خاصة أن المنافسة تشتد كثيرا مع انطلاق العد التنازلي للبطولة سواء بين الفرق الطامعة للصعود أو تلك التي تصارع للبقاء. تضييع فرص بالجملة في الشوط لم يرق أداء المحليين في مباراة أول أمس إلى المستوى المطلوب خاصة في الشوط الأول حين لم يتمكنوا من فرض منطقهم أمام فريق عرف لاعبوه جيدا كيف يمتصون حرارة رفقاء حركاس في ربع الساعة الأول ناهيك عن تضييع أصحاب الضيافة عديد الفرص المحققة بسبب التسرع وسوء التركيز خاصة في (د18) حين فشل بوقوس في التسجيل بالرغم من وضعيته الحسنة داخل منطقة الجزاء شأنه في ذلك شأن وشام في (د28) عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس، لكنه فشل في التسجيل بطريقة أدهشت الجميع، وأيضا قذفة مجوج من حوالي 25 مترا أخرجها مدافع بارادو بصعوبة على الركنية. ضغط عشوائي في المرحلة الثانية حاول أصحاب اللونين الأخضر والأسود خلال ال45 دقيقة الثانية أن يرجحوا الكفة لصالحهم بأي طريقة، ما جعلهم يصعدون كليا إلى الأمام للوصول إلى مرمى بارادو متناسين مهمتهم الدفاعية ما كلفهم هدفا مباغتا مع بداية هذا الشوط، وبعدها لم نشاهد الشيء الكثير باستثناء هدف التعادل الذي جاء من كرة ثابتة، ليقع أشبال رواس في فخ اللعب العشوائي بعد أن اعتمدوا على الكرات الطويلة، وهو ما سهل من مهمة الضيوف الذين عرفوا كيف يحافظون على مكسبهم بفضل لعبهم المنظم وانتشارهم الجيد فوق المستطيل الأخضر. الدفاع أدى ما عليه كالعادة أدى الخط الخلفي للفريق مباراة قوية، حيث وفق كل من حركاس وبولمدايس ونحيلي وميهوبي في مهمة الذود عن منطقتهم كما ساهموا كثيرا في بناء اللعب، وهو ما يؤكد للمرة الألف أن خط الدفاع هو الحلقة الأقوى في النادي القسنطينى لهذا الموسم. الخط الأمامي يبقى النقطة السوداء على عكس الدفاع، يبقى خط الهجوم النقطة السوداء في أداء أبناء سيدي راشد بالنظر إلى عجز لاعبيه عن ترجمة الكرات الكثيرة التي تصلهم في كل مباراة إلى أهداف، ما يتسبب في تضييع النادي لنقاط ثمينة في مهمته للعودة إلى دوري الأضواء، وهو ما حدث الجمعة الماضي حين كاد الشباب يخرج صفر اليدين لولا هدف التعادل الذي سجله المدافع بولمدايس. وشام لم يكن في يومه يبدو أن أداء وشام يسير من السيئ إلى الأسوأ، حيث لم يقدم اللاعب السابق لشباب باتنة ما كان منتظرا منه طيلة ال70 دقيقة التي لعبها، وكان ظلا لنفسه وبعيدا جدا عن أداء وشام الذي عرف به قبل مواسم قليلة حين كان مدلل السنافر الأول، وواصل بذلك صومه عن الوصول إلى مرمي المنافسين لجولات عديدة، وبالرغم من الفرص السهلة التي أتيحت له للتسجيل إلا أنه ضيعها بطرق غريبة. بوقوس تحرك كثيرا وخرج مصابا حاول بوقوس في هذه المباراة أن يساعد فريقه على الفوز، وقد تحرك في كل الاتجاهات بغية التسجيل لكنه لم يفلح في مهمته، مع العلم أن اللاعب السابق لمولودية باتنة لم يكمل ال90 دقيقة وخرج مصابا في كاحله بعد مرور 10 دقائق من الشوط الثاني، ومن المرتقب أن يقوم ببعض الفحوص لمعرفة مدى خطورة الإصابة. دخول شتيح ودربال أنعش الهجوم يحسب لرواس منذ إشرافه على الفريق مطلع مرحلة العودة اعتماده على العناصر الشابة لإيمانه بقدرتها على منح الإضافة من جهة وغياب البدائل من جهة ثانية، وهو ما حدث في مباراة بارادو حين أشرك كلا من دربال وشتيح كأوراق رابحة خلال الشوط الثاني، وبالفعل انتعش الخط الأمامي للفريق مند دخولها، وكاد شتيح في إحدى الفرص أن يسجل لكن رأسيته جانبت المرمى بقليل، في حين لعب دربال على الجهة اليمنى وساهم في حصول الشباب على ركنيات كثيرة لم يكتب لجميعها النجاح، ومع هذا فإن مردود الشبان يبشر بالخير وأحسن بكثير من مردود البعض الآخر من ذوي الخبرة. بولمدايس يرفع رصيده إلى 4 أهداف بالرغم من أنه ليس مهاجما إلا أن بولمدايس وقع إلى حد الآن أربعة أهداف، 3 منها في مرحلة العودة، وكانت كلها حاسمة في تحديد النتائج النهائية للمباريات. ويواصل بولمدايس إلى جانب أدائه القوي هواية التسجيل وإنقاذ الفريق من الهزيمة وتعويض المهاجمين في مهمة هز الشباك. مجوج قدم واحدة من أحسن مبارياته لعب مجوج واحدة من أحسن مبارياته هذا الموسم، حيث صال وجال فوق المستطيل الأخضر واسترجع الكثير من الكرات كما قدم أخرى إلى الخط الأمامي وكان أحسن لاعب في تشكيلة فريقه بعد الأداء الرائع الذي قدمه والذي ذكر به الأنصار بمجوج المواسم الماضية الذي كان مطمع كبرى فرق القسم الأول، لكن فرحته لم تكتمل بما أن فريقه عجز عن الإطاحة بضيفه. 4 لاعبين فقط نالوا رضا أونيس أبدى رئيس النادي بعد نهاية اللقاء امتعاضه الشديد من الأداء المقدم من قبل التشكيلة التي واجهت فريقا يتكون في مجمله من الأواسط ومع هذا لم يفلح أشبال رواس في تخطيه، ولم يمنع غضب الرئيس من إشادته بالرباعي مجوج، نحيلي، ميهوبي، بولمدايس الذي انفرد به وعبر له عن رضاه التام بما يقدمه ليس فقط في مباراة «الباك» وإنما في كل اللقاءات التي لعبها إلى حد الآن وهو ما قلل من خيبة الرباعي ورفع من معنوياته قليلا. ضيف يعتذر لزملائه عن الخطأ الذي ارتكبه في هدف بوعيشة وجد الحارس ضيف بعد إعلان الحكم نهاية اللقاء في حالة معنوية سيئة للغاية بعد تعثر ناديه مرة أخرى بميدانه، حيث اعترف ابن الحجار بأنه يتحمل قسطا وافرا من المسؤولية في الهدف الذي تلقاه الشباب ووجد صعوبة كبيرة في التحدث إلينا، كما لم يجد ما يكفر به عن ذنبه سوى الاعتذار من زملائه والأنصار عبر «الهداف» والتأكيد بأنه سيبذل جهودا إضافية هذا الأسبوع من أجل تحقيق الفوز في مباراة الموسم أمام مولودية قسنطينة التي ستلعب الجمعة القادم. الاستئناف عشية اليوم كما جرت عليه العادة، ستعود التشكيلة إلى أجواء تحضيراتها لباقي اللقاءات، وفي مقدمتها مباراة الموسم في مدينة قسنطينة والمتمثلة في «الداربي» الذي ينتظرها الجمعة القادم بحملاوي أمام «الموك» وهذا بعد راحة ال48 ساعة التي منحها رواس للاعبيه مباشرة عقب نهاية لقاء بارادو.