كشف مصدر مؤكّد أن معلومات وصلت مسؤولي المنتخب الوطني ليلة المباراة في فندق "لايكو" من أطراف - نتحفظ عن ذكرها- نبّهت إلى "السيناريو" المحبوك الذي سينفذ ضدّ الجزائر من طرف الحكم الزامبي "جياني سيكازوي" في مباراة بوركينافاسو، حيث أكدت هذه الأطراف أن هذا الحكم تمّ استمالته لصالح الفريق المضيف، بعد تدخل رئيس البلاد شخصيا في هذا الموضوع حيث استعمل كلّ ما في وسعه للتأثير على الحكم. وحسب مصدرنا، فإن الجهة التي اتهمها المتصل لم تكن "رياضية" وإنما "سياسيةّ، والغريب في الأمر أن ما تنبّأ به صاحب الاتصال كان حقيقة، والحديث هنا عن قرارات الحكم ومساعده التي تؤكد فرضية وجود تأثير خارجي عليه. المعلومات أكدت أن السلطات البوركينابية استعملت نفوذها على مستوى عال وقال المتصل إن رئيس البلاد شخصيا ظلّ يسهر على موضوع مباراة الجزائر ويتابع كلّ جديد يتعلق بالمنتخب وهذا منذ أيام، مشيرا إلى أنه استعمل نفوذه و علاقاته للتأثير على الحكم من جهات خارجية على أعلى مستوى، وأنبأ المتصل أن ما يفعله الرئيس البوركينابي عن طريق مساعديه وعلاقاته أثمرت وستؤدّي بالحكم لأن يسيّر المباراة بشكل سيخدم مصالح منتخب بوركينافاسو. ومن غير المستبعد وفق هذه الرواية، أن أطرافا سياسية من زامبيا ضغطت على الحكم وحتى على المساعدين، خاصة أن رئيس البلاد اعتبر الأمر قضية "موت أو حياة" فاستغل كلّ الأساليب الممكنة. بلاده تعيش مشاكل كبيرة وكان يريد اللّقاء لتنويم الشعب البوركينابي وحسب مصدرنا الموثوق، فإن المتصل كشف أن رئيس البلاد كان يريد استغلال نتيجة المباراة والتأهل – إن حصل لهم رغم أن المهمّة صارت معقدة جدّا في البليدة – لأجل تنويم الشعب البوركينابي الذي يعيش على وقع الفقر المُدقع والمشاكل الكثيرة، كما أن الوضع العام في البلاد ليس على ما يرام خلال المدّة الأخيرة، وهو الأمر الذي دعاه لاستعمال ورقة التأثير على الحكم لتعزيز حظوظ منتخب بلاده، دائما وفق رواية الطرف المتصل، التي لا يمكن تصديقها وكذلك لا يمكن تكذيبها في نفس الوقت، بما أن هذا الحكم أعطى أدلّة بقراراته أنه محلّ شبهة، وأن قراراته لم تكن نزيهة سواء هو أو مساعده الأول "إيمنيالو جيرسون دوس سانتوس" صاحب الجنسية الأنغولية. الآن قضي الأمر وروراوة طلب من الجميع تفادي الحديث عن الحكم وفي كلّ الحالات، لا يفيد الحديث الآن عما فعله الحكم الزامبي بالمنتخب الجزائري وبأعصاب ملايين الجزائريين، ومن المؤكد أن التركيز على مباراة العودة أفضل بكثير من البحث عن الجهة التي دفعت الحكم ليمنح ركلتي جزاء للمنتخب البوركينابي، مع حرمان "الخضر" من واحدة شرعية قبلهما كان يمكن أن تغيّر كل مجريات اللقاء. وقد طلب رئيس "الفاف" روراوة من الجميع أن لا يتكلموا كثيرا عن الحكم، ويطووا هذه الصفحة، لأن المباراة لعبت وقضي أمرها، وما أهمّ منها هي مباراة البليدة المقبلة يوم 19 نوفمبر التي ستلعب في شكل نهائي. روراوة تلقى مكالمات بالجملة بعد اللقاء ومهزلة "سيكازوي" لن تتكرّر في البليدة وعلمنا أن روراوة تلقى العديد من المكالمات عقب اللقاء من قبل أصدقائه ومسؤولين في "الكاف" و "الفيفا"، الذين لم يتقبلوا تماما القرارات التي اتخذها الحكم، خاصة أن هذه المباراة حظيت بمتابعة كبيرة من قبل الجميع، بما أنها كانت أولى مباريات الدور الفاصل. ومن المؤكد بعد أن كان "سيكازوي" هو الحدث الأهم في لقاء الذهاب، وهو رجل المباراة بامتياز بعد أن غيّر نتيجة المباراة، أن التحكيم لن يتواطأ مرة ثانية ضدّ الجزائر في البليدة ولا خوف من هذا "السيناريو"، لأن الجزائر ستحصل على حقها يوم 19 نوفمبر. فمهزلة مثل التي حضرنا لها سهرة أوّل أمس لا تحدث دائما.