يبدو أن رهان التأهل إلى نهائيات كأس العالم قد أفسد علاقات الإتحادين الجزائري والبوركينابي عقب مباراة السبت الماضي، إذ غادر مسؤولو المنتخب الوطني واڤادوڤو وهم غير راضين تماما عن الاستقبال وطبيعة المعاملة التي تعرض لها وفد المنتخب رغم أن علاقة طيبة ظلت تربط الإتحاديين ببعضهما منذ سنوات، بدليل أن بوركينافاسو واجهت بداية جوان الماضي الجزائري وديا في البليدة في استعدادات المنتخبين، وقال مصدر موثوق من الإتحادية أن استقبالا باردا للغاية في انتظار الوفد البوركينابي في لقاء العودة، حيث لن يحظى رفقاء بانسي بأكثر مما تنص عليه القوانين. مهزلة المطار في الذهاب والإياب وغياب أي مسؤول حزّ في نفوس الجميع وقال مصدرنا أن البوركينابيين لا يجب أن ينتظروا معاملة خاصة أو مجاملات بعد كل ما وقع مع المنتخب الوطني وبالأخص في مطار واڤادوڤو الدولي، حيث تعرض اللاعبون إلى تفتيش دقيق جدا على مستوى الأبواب ووصل الأمر بحد نزع الحزام لبعض أعضاء الوفد، وفي رحلة العودة استغرقت عملية أخذ البصمات وقتا طويلا، وهو ما جعل مسؤولي "الفاف" يشعرون بالإهانة لاسيما أن كل هذا حصل في غياب مسؤولي الإتحاد البوركينابي الذين غابوا عن الاستقبال وكذلك عن رحلة المغادرة، وهو ما حزّ في نفوس الجميع وكأن بوركينافاسو لا تنتظرها مباراة العودة في الجزائر. الجميع يعتقد أن سنغاري طعنهم في الظهر بلعبه ورقة الكواليس وإضافة إلى هذا، يشعر الجزائريون أنهم تعرضوا إلى الطعن في الظهر من قبل مسؤولي الإتحاد البوركينابي الذين كانوا يعتقدون أنهم أصدقاؤهم، بما أن هؤلاء فضلوا اللعب وراء الكواليس، ويُجمع كل من شاهد اللقاء أن الحكام كانوا تحت تأثير خارجي وكانت نيتهم سيئة، بل جاؤوا في مهمة واحدة وهي تقديم الانتصار للمنتخب المضيف. ويرى مسؤولو "الفاف" الذين يملكون خبرة كبيرة في هذه المواعيد أن الحكم ومساعده الثاني الموزمبيقي لعبا لصالح بوركينافاسو، ويشكون إلى درجة اليقين أن سيتا سنغاري لجأ إلى أساليب غير رياضية، وهو ما يكفي لوحده أن يجعل "الفاف" تعيد النظر في علاقاتها مع الإتحاد البوركينابي. روراوة غاضب جدا منهم والمعاملة بالمثل في البليدة من جهته، لم يخف روراوة غضبه الشديد أمام الجميع في مطار واڤادوڤو بسبب غياب مسؤولي الإتحاد المحلي للمساعدة وكذلك بالنظر إلى الإجراءات التي تم التعامل من خلالها مع وفد رسمي (حكاية البصمات)، فضلا عن غياب التغطية الأمنية لوفد "الخضر" عند وصوله ما عرضهم إلى الخطر، وغير ذلك من الأمور من خلال ما وقع على أرضية الميدان من مؤامرة مفضوحة على المنتخب الوطني، وكلها أسباب ستجعل "الفاف" تتعامل معهم بطريقة جافة وفي حدود ما تفرضه القوانين دون معاملة خاصة تعكس العلاقات الطيبة التي يبدو أنها صارت من "حكم الماضي".