بعيدا عن تحضيرات أكابر اتحاد بسكرة لمواجهة شبيبة سكيكدة بعد غد الثلاثاء ورهان رفاق بوتريعة على العودة بنتيجة إيجابية، كان الموعد أول أمس مع تأهل أصاغر الإتحاد إلى الدور النهائي من منافسة كأس الجمهورية بعد تغلّبهم في اللقاء نصف النهائي على نظرائهم من إتحاد العاصمة بهدف لصفر في ملعب الشهيد خلفة أحمد بالمسيلة. أداء رجولي ورغبة قوية في تحقيق التتويج ومنذ البداية كانت رغبة زملاء الحارس المتألق زكيري واضحة من أجل الظفر بورقة التأهل، حيث كانوا أحسن تنظيما وكان أداؤهم رجوليا وهو ما جعلهم يحسمون المعركة لمصلحتهم أمام فريق يفوقهم خبرة وإمكانات، لكن كل هذه الفوارق لم يكن لها أثر على أرضية ملعب الشهيد خلفة التي كانت شاهدة على إرادة وعزم هؤلاء الشبان على صنع ما لم يستطع غيرهم أن يحققوه. فرحة عارمة وحملاوي غلبته الدموع ولأنّ الرهان يتعلق بمنافسة الكأس فإن الفرحة كانت عارمة في غرف حفظ الملابس بعد نهاية المواجهة احتفالا بالإنجاز التاريخي الذي صنعه هؤلاء الشبان الذين غنوا ورقصوا، وذلك بحضور مسؤول الفئات الشابة للإتحاد منويي أحمد ومدربهم حملاوي الذي غلبته الدموع وهو يشاهد الإنجاز الذي تمكن شبانه من تحقيقه. 50 مناصرا تنقلوا والمئات كانوا في الانتظار عرفت المواجهة تواجد حوالي 50 مناصر من الإتحاد أبوا إلا أن يكونوا خلف الأصاغر رغم التوقيت المبكر الذي جرت فيه المواجهة ومشقة السفر، وهي اللفتة التي زادت اللاعبين عزما على تقديم أحسن ما يملكون خاصة في وجود الحافز المعنوي، كما سجلنا تواجد ثنائي تدريب الفريق الجار شبيبة بسكرة لتكون الأجواء غير عادية بعد العودة إلى بسكرة وتحديدا في مزرعة عمر إدريس "الفيرمة" بما أنّ المئات من المناصرين كانوا في انتظار المدرب حملاوي وشبانه من أجل تهنئتهم على الإنجاز الذي حققوه. دخلوا في "كورتاج" و"هوّلوها" في وسط المدينة وبعد وصول الحافلة المقلة للاعبين إلى مزرعة عمر إدريس في حضور المئات من الأنصار الذين حيوهم على الإنجاز انطلق الجميع في "كورتاج" كبير متوجّهين إلى بسكرة، ليزاد العدد بمجرد الوصول إلى محطة البنزين المتواجدة بطريق باتنة أين كان العشرات بدورهم في الانتظار، ويتوجّه الجميع في موكب طويل إلى وسط المدينة التي جابوا شوارعها بشكل جعل اللاعبين يحسّون بقيمة الإنجاز الذي تمكنوا من تحقيقه. استقبال بالبارود ودورة شرفية في ملعب مناني وبعد ذلك توجّه الجميع إلى ملعب الشهيد مناني أين كان رئيس النادي علي حوحو في الاستقبال رفقة الكاتب العام سعدي وحظي الجميع باستقبال حار على وقع طلقات البارود التي "دارت حالة"، كما صنع الحدث المناصر الوفي فرحات الذي تفاعل هو الآخر مع الإنجاز، في وقت حيى اللاعبون خلال وجودهم بملعب مناني الجمهور الحاضر من خلال قيامهم بدورة شرفية. اللقاء النهائي أمام مستغانم وبعد الظفر بتأشيرة التأهل سيكون أصاغر الخضراء أمام مهمة لا تقل صعوبة في النهائي الذي سيجمعهم بترجي مستغانم الذي حسم تأشيرة التأهل في المواجهة الثانية، حيث سيتقابل الفريقان يوم 29 أفريل بملعب زرالدة في لقاء يعد بالإثارة والتنافس ويتمنّاه الجميع أن يكون بسكريا. من أزاح الشلفوعنابة لن توقفه مستغانم وقبل أيام من النهائي يبقى التفاؤل السمة السائدة وسط متابعي تشكيلة المدرب حملاوي قياسا بالمشوار الطيب الذي قطعوه إلى حد الآن والفرق التي أزاحوها من طريقهم للوصول إلى هذا الموعد في صورة جمعية الشلف، إتحاد عنابة وإتحاد العاصمة، وهي فرق من الوزن الثقيل بشكل يجعل المأمورية رغم صعوبتها نظريا بما أنّ الكأس هي للمفاجآت في متناول "لولاد" الذين بإمكانهم العودة بها إلى بسكرة لأنّ مستغانم ليست الفريق الذي يوقفهم. عانوا في غياب الإمكانات وحتى لا يستغل بعض الطفيليين الذين يهوون الظهور في مثل هذه المناسبات الفرصة من أجل السطو على إنجاز هؤلاء البراعم، ينبغي العودة قليلا إلى الوراء وتحديدا إلى فصل الشتاء وهي الفترة التي عانى فيها هؤلاء معاناة لا يمكن وصفها في غياب أدنى الإمكانات، لدرجة أننا وقفنا بأنفسنا خلال إحدى الحصص التدريبية على غياب أحذية التدريب لدى الكثير من اللاعبين فضلا عن البدلات التي تكرمت الوزارة بمنحها (نوعية رديئة) في الوقت الذي استفاد فيه لاعبو الأكابر من تجهيزات بالجملة، وبالتالي فإنّ ما تحقق لهم لوحدهم رفقة مدربهم والطاقم الإداري المشرف عليهم بقيادة الرئيس منوبي. الأمل فيهم وحذار أن يتفرّقوا في نهاية الموسم وإذا كان المشوار الرائع الذي أداه هؤلاء الشبان في البطولة والكأس يجعل مستقبل الإتحاد في مأمن في ظل وجود الإمكانات البشرية التي يمكن الاعتماد عليها مستقبلا، فإنّ الأكيد أنّ هذا المشوار من شأنه أن يفتح الباب أمام بعض الأندية لخطف العناصر المتألقة من هذا الفريق وهو أمر يجب أن يضعه المسؤول على الفئات الشابة للإتحاد منوبي في الحسبان لأنّ تجارب بحري، عمراني والبقية لازالت في الأذهان بما أنّ الإتحاد كوّنهم وصرف عليهم ولما جاء موعد الاعتماد عليهم في الأكابر خطفتهم أندية أخرى. المسيرون مطالبون بالوقوف معهم هذا الأسبوع ولأنّ الحصول على الكأس إذا تحقق سيُحسب لاتحاد بسكرة وليس لشخص واحد فإنّ الإدارة الحالية بقيادة المناجير العام ساعو بالرغم من انشغالاتها ومشاكلها المالية مطالبة بالوقوف مع هؤلاء الشبان مدربهم على الأقل خلال الأسبوع الذي يفصلنا عن موعد النهائي، سواء من الناحية المعنوية وحتى من الناحية المالية بما أنّ الأمر يتعلّق بنهائي كأس الجمهورية. --------------- حملاوي: "نسعى لتقديم أفضل إنجاز لعاصمة الزيبان" في البداية نبارك لكم التأهل للدور النهائي. شكرا لجريدة "الهداف"على هذه الإلتفاتة وبارك الله لنا ولكم ولكل سكان مدينة بسكرة، وصولنا إلى هذا الدور لم يكن بالأمر السهل بل هو ثمرة تضافر جهود الجميع من إدارة، طاقم فني ولاعبين الذين قرروا دخول التاريخ وتقديم أفضل إنجاز لمدينة بسكرة والجنوب ككل. لو طلبنا منك أن تشرح سير اللقاء أمام إتحاد العاصمة فماذا تقول؟ لقد واجهنا فريقا محترما يملك لاعبين في المستوى لكن هذا لم يمنعنا من فرض منطقنا خلال شوطي المواجهة، حيث طبّق اللاعبون التعليمات التي قدّمناها لهم وتمكّن بوخبلة من تسجيل هدف السبق رغم أنّ الحكم مال خلال الشوط الثاني للمنافس ومنحه ركلة جزاء غير شرعية لكن العدالة الإلهية أنصفتنا في الأخير. ركلة الجزاء صدها الحارس زكيري؟ لا، لاعب إتحاد العاصمة وضع الكرة خارج الإطار لكن هذا لن يمنعني من التنويه بجهود الحارس زكيري الذي كان في يومه وأنقذ شباكه من عدة أهداف محققة دون أن أنقص من إمكانات بقية اللاعبين الذين كانوا في المستوى. وماذا بعد التأهل؟ نسعى إلى ضمان أفضل تحضير لعناصر التشكيلة لموعد اللقاء النهائي أمام ترجي مستغانم ولم لا الظفر بالكأس لأنه يراودنا إحساس قوي بالصعود إلى منصة التتويج والدخول بعاصمة الزيبان إلى التاريخ. هل من إضافة؟ أؤكد أن بلوغنا إلى هذا الدور لم يكن سهل المنال مادمنا قد أزحنا من طريقتا أندية من القسم الأول على غرار إتحاد عنابة وجمعية الشلف، وبالمناسبة أتوجّه بالشكر إلى كل من قدّم لنا يد العون ولو بكلمة طيبة خاصة رئيس البعثة مغربي محمد، عويش جلال، نبيل وكل من تنقل معنا إلى المسيلة كما أدعو الله أن يوفّقنا في المباراة النهائية. ------------ الاتحاد غير معني بالعقوبة على عكس ما أشرنا إليه في عدد أمس بشأن الخبر الذي انتشر بسرعة البرق في أوساط الأنصار بخصوص تعرّض الفريق إلى عقوبة اللعب بدون جمهور عقب الأحداث التي وقعت على هامش مواجهة النصرية وما دوّنه الحكم زروقي في ورقة اللقاء، فإن ذلك لا أساس له من الصحة وستستضيف الخضراء نادي بارادو لحساب الجولة 23 بحضور أنصارها. سعدي: "لن نتعرّض للعقوبة وأفنّد جميع الإشاعات" ومن أجل الحصول على أكثر توضيح صرح لنا الكاتب العام للإتحاد يوسف سعدي قائلا: "في البداية أفنّد جميع الإشاعات المغرضة التي يريد أصحابها ضرب استقرار الفريق الذي لن يكون عرضة لأي عقوبة، لاسيما أنّ ما دوّنه حكم مقابلة نصر حسين داي يعد بمثابة الإنذار الأول بالإضافة إلى الغرامة المالية بعد أن تم مسح الإنذارين الأولين خلال العفو الذي أصدره رئيس الفاف بمناسبة انتخابه في الهيئة التنفيذية للفيفا، ومع ذلك أتمنى أن تزول مثل هذه التصرفات لأننا نجونا هذه المرة".