على الرغم من كلّ الخلافات بين وحيد حليلوزيتش ورئيس "الفاف" محمد روراوة، إلا أن مصدرا مقرباً من الأول كشف أن المدرب لا يفكر في ترك منصبه لمدرب آخر يقود الجزائر خلال مونديال البرازيل... وحتى مع العروض الكثيرة التي وصلته وتصله من كل حدب وصوب بعد نجاحه في قيادة الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، إلا أنه مع هذا يقول مصدرنا إن وحيد حليلوزيتش بسبب تجارب سابقة يريد أن يتذّوق طعم المونديال قبل أن يغادر العارضة الفنية ل "الخضر"، وهو الذي يعلم أنه باختياره الجانب المادي وإجابته على عرض من أحد الأندية أو حتى المنتخبات الخليجية، سيجنبه من جهة الضغط الذي يعيشه منذ جويلية 2011، ولكنه لن يتيح له فرصة لعب منافسة كالمونديال، وتذوق حلاوة التواجد مع مدربين كبار في أكبر منافسة عالمية. الخلافات لا تحتمل، لكنه غير مستعدّ لتضييع ثالث "مونديال" ولم يعد خافياً على أحد أن الصراعات بين حليلوزيتش وروراوة كبرت، وصار الجميع على علم بالخلاف القائم بين الطرّفين بسبب اختلاف الرؤى، حتى أن المدرب السابق لفريق الاتحاد السعودي بات اليوم مخيّرا بين أن يقول "نعم" ليستمرّ على رأس المنتخب الوطني أو يغادر من الآن. ومع كلّ هذا فإنه وفق مصدرنا غير مستعد لتفويت فرصة لعب مونديال آخر مع "الخضر"، لأنه لا يريد أن يحرم نفسه من هذه الفرصة، بعد أن كان حُرم منها بقرار الإقالة من تدريب منتخب كوت ديفوار نهاية فيفري 2010، فلم يشارك في مونديال جنوب إفريقيا، كما أنه في مونديال 1982 كلاعب وبعد أن شارك في التصفيات الأوربية مع منتخب يوغوسلافيا أساسياً، أحيل إلى الاحتياط في نهائيات مونديال إسبانيا، واحتفظ بالتالي بذكريات سيّئة من المونديال. في سنّ 62 سنة قد لا تتاح له الفرصة مستقبلا ليتذوق طعم "المونديال" من مقعد المدرب حليلوزيتش الذي تفصله أشهر قليلة عن المشاركة بالمنتخب الجزائري في المونديال العشرين في التّاريخ، يغريه هذا الأمر كثيرا حتى إن كانت الضغوط عليه كبيرة فضلا عن الانتقادات الموجهة إليه كل مرّة والاختلافات مع "الفاف"، غير أن المؤكد أنه يدرك أنه في سنّ 62 سنة وبعد 23 سنة عن بدأ مشواره التدريبي، قد لا تتاح له الفرصة من جديد ليشارك في نهائيات كأس العالم. فهو يتقدّم تدريجيا في السّن، كما أنه لا أحد يعرف إن كان سيفضل مستقبلا تدريب الفرق أو المنتخب. وعليه فإنها الفرصة هذه المرّة ملائمة، ولا تفصل عنها إلا أشهر ليتذوق طعم نهائيات كأس العالم من دكة المدرب. يطلب من المنتخبات والفرق التي تتصل به الانتظار إلى ما بعد المونديال وحتى مع العروض التي تصله بأرقام فلكية، تتجاوز أضعاف ما يناله من منتخب الجزائر شهرياَ،إلا أن حليلوزيتش لا يريد أن يبقى ذهنه فقط في المال، إذ يطلب حسب مصدرنا على الأندية التي تتصل به وكذلك المنتخبات أن تنتظره إلى ما بعد نهائيات كأس العالم، لأنه وقتها سيكون حراً، وكذلك من جهة أخرى لأنه سيكون بعدها خاض حلما جميلا وهو المشاركة في المونديال مع المنتخب الوطني. ويدلي حليلوزيتش بتصريحات متشائمة قبل المونديال، غير أنه في الوقت نفسه يحاول إبعاد الضغط عن نفسه، لأنه إن كتب له المشاركة في المونديال كمدرب لتشكيلة المنتخب الوطني، فسيكون ذلك لأجل دخول التّاريخ ليكون أوّل مدرب يفعلها في تاريخ الجزائر. مغادرته في جوان مثلما يفكّر الحلّ الذي لن تقبل به "الفاف" ويفكر حليلوزيتش - كما أشرنا إليه - في الاستمرار إلى غاية جوان، ثم يغادر باتجاه الفريق أو المنتخب الذي يكون أتمّ اتفاقه معه على كلّ حيثيات وتفاصيل عقده ليقوده في الموسم المقبل (2014-2015)، لكن هذا الأمر ترفضه "الفاف" بصورة قطعية، إذ ترفض استمراره فقط إلى غاية المونديال ثم الرحيل في نهاية عقده، وقد تمّ جس نبضه في البرازيل في هذا الموضوع، حيث طلب منه روراوة أن يؤكد بقاءه من الآن لأن برنامج المنتخب الوطني المضغوط بعد المونديال لا يسمح بالبحث عن مدرب آخر في ذلك الوقت، أي من جويلية إلى سبتمبر، عندما تبدأ تصفيات كأس إفريقيا 2015، وأمام حليلوزيتش الآن خياران، سواء البقاء وتمديد عقده، أو - وهو الاحتمال الثّاني- الرحيل من الآن. رحيله من الآن أو تمديد عقده لا يساعدانه وحتى هو يريد أن يلتقي روراوة ووفق مصدرنا دائما، فإن هذين الحلّين لا يساعدان حليلوزيتش، لأنه لا يريد أن يحرم من الآن من المونديال ويغادر المنتخب الوطني ولو مقابل "تسوية" وحصوله على كل مستحقاته إلى غاية جوان المقبل، فهذا سيجعله بالمقابل يغيب عن المونديال ليرى مدرباً آخر يقود "الخضر" محله، وهو الذي تعب وتحمّل كل الضغوط الممكنة في التّصفيات. وعليه، فإن لقاءه روراوة في القريب العاجل لأجل إيجاد حلّ مساعد له، هو ما يريده حليلوزيتش الذي سيكون مدعوا نهاية الشهر أو بداية فيفري - وفق مصادر أخرى- إلى لقاء الرجل القوي في "الفاف"، وهو ما يريده لأجل إيجاد حلّ وسط يساعد الطّرفين.