علمت "الهداف" من مصادر موثوقة أنّ الرجل الأول على رأس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة يعتزم فتح باب المفاوضات مع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش يوم 5 أو 6 جانفي المقبل من أجل تجديد عقده مطلع السنة الجديدة... وتفيد مصادرنا بأنّ رئيس "الفاف" ضاق ذرعا من مدرب المنتخب الوطني ومن تصريحاته في كل مرة عن رحيله ما إن ينتهي عقده مع "الخضر" عقب نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبات قلقا من أن يفعلها الرجل ويورّطه فعلا عقب "المونديال" برحيله تاركا وراءه العارضة الفنية للمنتخب الوطني بدون مدرب، وللتصدي لذلك تفيد مصادرنا بأنّ روراوة قرر فتح باب التفاوض مع البوسني لكي يعرف المسار الذي سيتخذه، وإن كان سيبقي عليه مدرّبا أم أنه سيبحث من الآن عن خليفة له يتولى مهمة تدريب المنتخب مباشرة بعد المونديال. المفاوضات لم تنطلق وما تطرقا إليه كان حديثا مقتضبا في البرازيل وعكس ما تمّ تداوله حتى الآن من طرف الإعلام الجزائري، فإن مصدرنا كشف لنا أنّ روراوة لم يفتح باب المفاوضات مع حليلوزيتش، وأنّ الحديث الذي دار بين الرجلين في البرازيل على هامش قرعة نهائيات كأس العالم 2014 كان مقتضبا، إذ جسّ روراوة نبضه لمعرفة إن كان يرغب في التجديد أم لا، لكنهما لم يجلسا بعد على طاولة المفاوضات وهو ما سيحدث حسب مصدرنا في السنة الجديدة، وسيقدّم روراوة عرضا رسميا ل حليلوزيتش من أجل تجديد عقده مقابل رفع راتبه الشهري بعدما نجح في تأهيل الجزائر إلى المونديال، وفقا لأحد بنود العقد المبرم بين الطرفين منذ سنتين ونصف، والذي يقضي برفع أجرة حليلوزيتش إذا نجح في إيصال الجزائر إلى نهائيات كأس العالم. روراوة يريد معرفة رغبته في البقاء حتى يتصرف في مستقبل العارضة الفنية ويسعى روراوة إلى توضيح الرؤية من الآن ستة أشهر قبل انقضاء عقد البوسني حليلوزيتش، فبعد انتهاء مرحلة جسّ النبض دون أن يتلقى أي ردّ من البوسني على ما طلبه منه في البرازيل على هامش قرعة مونديال 2014، وبعدما أكثر حليلوزيتش من تصريحاته التي لمّح فيها للرحيل عقب كأس العالم، قرر روراوة التحول إلى المرحلة الثانية وفتح باب المفاوضات كي يعرف منه ردا صريحا إن كان يرغب في البقاء أم لا، فإذا كان الرد إيجابيا فإن البوسني سيجدد عقده لاحقا، وإذا كان سلبيا وقرر الرحيل نحو قطر أو وجهة أخرى فإنّ روراوة سيتصرف ويدخل مباشرة في مفاوضات مع مدرب آخر من المدربين الذين باتوا اليوم يتمنون الإشراف على العارضة الفنية ل "الخضر". يغلّب مصلحة المنتخب مع أنّه لا يريده بسبب خرجاته الإعلامية وتفيد مصادرنا أنّ روراوة في قرارة نفسه بات لا يطيق بقاء حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب، ولا يطيق الإطلاع على تصريحاته الإعلامية المثيرة في كل مرة، غير أنّ وصول الجزائر إلى المونديال وعدم احتمال الموقف لأي تغيير على رأس العارضة الفنية في الوقت الحالي جعله يتريّث ويغلّب الحكمة على التسرع، كما أنّ مصلحة المنتخب باتت تقتضي أن يبقي على المدرب على رأس المنتخب على الأقل إلى غاية نهاية عقده في جوان المقبل، وإلا لكان قد أبعده وتخلص من كابوس تصريحاته النارية والمثيرة في كل مرة، وهو ما جعله يقرر فتح باب المفاوضات معه حول تجديد عقده من عدمه. تمسّك الجمهور الجزائري بالبوسني عامل آخر يجعل روراوة يتريّث ويوجد عامل آخر جعل روراوة يتريّث، وهو تأكّده من أن ورقة الجمهور الجزائر باتت بين يدي حليلوزيتش الذي ورغم خرجاته المثيرة ومزاجه الغريب، إلا أنه بات محبوبا لدى الجماهير الجزائرية التي تعلقت به بفضل إنجازاته حتى الآن، وسواء كانت انتصارات الرجل وأرقامه المذهلة أمام منتخبات مغمورة مثل البينين، رواندا، غامبيا وغيرها، إلا أنّ الجمهور الجزائري بات يقف خلفه لأنّه أخرج المنتخب الوطني من دوامة النتائج السلبية في سنة 2011 وأعاده مجددا إلى الواجهة في ظرف سنتين، ونجح في إيصاله إلى نهائيات كأس العالم التي كان حلم الوصول إليها يبدو صعب المنال. ويدرك روراوة في ظل ذلك أنّ أي تغيير يمسّ العارضة الفنية في الوقت الحالي قد ينقلب عليه وعلى المنتخب، لذلك يغلّب الرجل مصلحة المنتخب حتى وإن تمادى البوسني كثيرا في تصريحاته وقال مجددا: "نعم لست الخروف الذي يقول في كل شيء نعم لروراوة". قبل أفريل وماي إمّا أن يتفق معه على التجديد أو يتفق مع مدرب آخر وإذا كان روراوة يغلّب مصلحة المنتخب ويضعها فوق أي اعتبار بسعيه للحفاظ على الاستقرار على رأس العارضة الفنية، فإنه بالمقابل يفكر في مصلحة المنتخب من زاوية أخرى في آن واحد، فالرجل لا يرغب في بقاء العارضة الفنية من دون مدرب ما إن يعلن البوسني عن انسحابه عقب نهائيات كأس العالم بالبرازيل مباشرة بعد انتهاء عقده، ويريد أن يعرف منه إن كان سيجدد أم لا، وحسب مصادرنا فإن روراوة لن ينتظر حليلوزيتش بعد شهر أفريل أو منتصف ماي على الأكثر إذا رفض التجديد بعد جلسة المفاوضات التي ستجمعهما لاحقا، وسيبحث عن مدرب جديد يشرف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني بدلا منه بعد المونديال، وتضيف مصادرنا دائما أنّ "الفاف" بدورها تملك الحق في الإعلان عن المدرب الذي ستتفق معه في حال رفض البوسني التجديد، مثلما يرى الأخير أنه يملك الحق في قول ما شاء وما أراد بخصوص اقترابه من الرحيل بعد المونديال. روراوة لا يرغب في تضييع الوقت بسبب تصفيات "كان" 2015 وحسب مصدرنا فإنّ روراوة لا يرغب في تضييع الوقت ويرغب في حسم مستقبل العارضة الفنية بالإبقاء على حليلوزيتش مدربا أو بالاتفاق مع مدرب يخلفه، بسبب دخول منتخبنا غمار تصفيات كأس إفريقيا 2015 شهرين بعد المونديال (التصفيات ستنطلق في سبتمبر)، فلو لم يكن لمنتخبنا أي موعد هام عقب المونديال لتريث في ذلك ولأخذ كامل وقته للاتفاق مع مدرب جديد أو للتفاوض مع حليلوزيتش براحته على تمديد العقد، لكن ضيق الوقت ودخول منتخبنا غمار التصفيات أوّلا ودخوله المنافسة في جانفي من سنة 2015 ثانيا جعل روراوة يرسم خارطة طريق الآن لمستقبل العارضة الفنية للمنتخب الوطني. ممكن جدا الإعلان عن المدرب الجديد قبل المونديال في حال رفض حليلوزيتش التجديد وقد يعتقد البعض أنّ الاتفاق مع مدرب جديد قبل المونديال والكشف عن اسمه وعن موعد شروعه في الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب بعد نهائيات كأس العالم خلفا للبوسني حليلوزيتش، من شأنه أن يؤثر سلبا على أداء منتخبنا في البرازيل، إلا أنّ مصادرنا المقربة جدّا من بيت "الفاف" لا ترى في ذلك عيبا لأنّ حليلوزيتش بنفسه لم ير في ذلك خطأ عندما ظل يتحدث في كل مرة عن اقترابه من الرحيل وعدم تأكده من البقاء بعد المونديال، ناهيك عن أنّ مصلحة المنتخب تقتضي الاتفاق مع مدرب جديد قبل فوات الأوان في حال رفض البوسني البقاء، واستدل مصدرنا بنادي بايرن ميونيخ الألماني الذي أعلن عن تعيين الإسباني ڤوارديولا مدربا لفريقه في منتصف الموسم الماضي خلفا للألماني هاينكس الذي نجح في نهاية المطاف في حصد ثلاثية وغادر بعدها من أوسع الأبواب، قبل أن يواصل ڤوارديولا المهمة خلفا له بقيادة البايرن في الموسم الجاري للحصول على لقبين، وكم هو جميل أن يقود حليلوزيتش الجزائر إلى المرور للدور الثاني في المونديال ويغادر من أوسع الأبواب أو يبقى لمواصلة المشوار الطويل الذي ينتظر "الخضر" -قال محدّثنا-.