لم يكن يتوقع أكثر العارفين بخبايا كرة القدم الإسبانية عبر العالم هذا السيناريو المثير لمنافسات الدوري الإسباني الموسم الحالي، حيث يبدو أن حسم لقب الليغا هذا الموسم سيتأجل إلى غاية الجولات الأخيرة في ظل الصراع المحتدم بين العملاق الكتالوني برشلونة وقطبي العاصمة الإسبانية مدريد "أتلتيكو والريال"، وذلك بسبب العودة القوية لأشبال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني الذين عرفوا كيف يقلبون الطاولة على عملاقي الليغا اللذان لم يعتادا على وجود منافس ثالث لهما منذ سنوات طويلة، لكن دخول زملاء الهداف دييغو كوستا معادلة المنافسة على لقب الدوري سيجعل البطولة أكثر إثارة من السنوات الماضية، وسيحتم على برشلونة والريال بذل مجهودات أكبر إذا أرادا تكريس سيطرتها من جديد. البارصا تنازلت عن صدارة الليغا بعد سيطرة دامت 59 جولة وشهدت الجولة الأخيرة من منافسات الدوري الإسباني الممتاز اعتلاء أتلتكيو مدريد صدارة الدوري منفردين لأول مرة هذا الموسم، بعدما تنازل زملاء النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن المنصب الأول على إثر الهزيمة القاسية التي تعرضوا لها أمام فالنسيا على ملعبهم في "الكامب نو"، ليتمكن بذلك زملاء النجم التركي أردا توران من وضع حد لهيمنة "البلاوغرانا" على الصدارة، والتي دامت لأكثر من موسم ونصف، عبر تربعهم على عرش الليغا ل 59 جولة متتالية، وهو رقم تاريخي سيظل صامدا لسنوات طويلة قادمة بعدما تمكنوا من كسر الرقم السابق الذي كان بحوزة ريال مدريد منذ موسم 87/88 ب 53 جولة متتالية. صدام الريال والأتلتيكو في كأس الملك يصب في مصلحة البارصا ورغم أن الحديث عن لقب الليغا من الآن يبدو غير منطقي إلى أن هناك عوامل كثيرة من شأنها التأثير على هوية المتصدر في الجولة المقبلة، حيث سيكون البلاوغرانا أمام فرصة ذهبية لاستغلال الصدام المرتقب بين قطبي العاصمة الإسبانية مدريد في الدور النصف النهائي من منافسات كأس الملك سهرة الغد، حيث من المنتظر أن يبذل الفريقان مجهودات بدنية كبيرة من شأنها أن تؤثر على اللاعبين في الجولة المقبلة، والتي سيتنقل فيها أتلتيكو إلى ألميريا ويستقبل الريال فياريال، بينما يسافر برشلونة إلى إشبيلية بعد مباراة سهلة على ملعبه أمام سوسيداد في الكأس، قبل أن يصطدما أيضا الأسبوع المقبل لحساب لقاء العودة. الجولة 26 ستكشف عن هوية الفريق الأقرب للتتويج وفي ظل كل هذه المعطيات المتداخلة سيستمر الصراع بين الأندية الثلاثة حتى النهاية، لكن الجولة 26 من الدوري ستحمل بعض المفاجآت، لأنها ستشهد صداما قويا آخر بين قطبي العاصمة مدريد يوم 2 مارس المقبل، والذي قد يكون المنعرج الحاسم في الدوري، حيث سيكشف بشكل كبير عن هوية الفريق الأقرب للتتويج باللقب هذا الموسم، سيكون برشلونة المستفيد الأكبر من المباراة، لأن تعثر أي فريق سيخدم مصالحهم بالدرجة الأولى، لأنهم سيواجهون في تلك الجولة ألميريا وقبلها ريال سوسيداد، فيما ستكون نتيجة التعادل الأفضل بالنسبة لأنصار النادي حتى يستعيد فرقيهم الصدارة.