خلفت المعركة الضارية بين نادي برشلونة وأتلتيكو مدريد خسارتين فادحتين تتمثلان في إصابتي جيرارد بيكي وييغو كوستااللذين.... يفتح غيابهما الباب أمام علامات استفهام فيما يتعلق بالتحديات القريبة. ولم تترك مباراة الثلاثاء فحسب نتيجة المواجهة مفتوحة في دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا، بعد التعادل 1/1 ذهابا، بل تركت تكلفة باهظة على كلا الناديين الإسبانيين، ليس فقط لأهمية اللاعبين ، بل لمركزيهما. فلو كان بيكي هو الاسم الأهم في دفاع برشلونة، فإن كوستا هو النجم الأبرز لهجوم أتلتيكو مدريد. وسيغيب بيكي لمدة شهر عن الملاعب بعد إصابته بشد في الفخذ، ليغيب على الأقل عن مباراة إياب دور الثمانية ونهائي كأس إسبانيا أمام ريال مدريد ، التي ستقام في 16 أفريل الجاري ، في موعدين كبيرين. ولا يزال كارليس بويول غير لائق بدنيا ، ما يجعل لدى برشلونة لاعبين فقط في مركز قلب الدفاع هما المخضرم خافيير ماسكيرانو وعديم الخبرة مارك بارترا. وأعادت إصابة بيكي فورا جدلا بات مزمنا في برشلونة يتعلق بعدم التعاقد مع مدافعين، في نقاش زاد الآن بعد الإعلان عن عقوبة الفيفا على النادي الكتالوني ، الذي لن يتمكن من ضم لاعبين على مدار عام. لكن الأمر الفوري هو رؤية ما يفعله مدربه خيراردو مارتينو من أجل حل المشكلة على المدى القصير. وهو لا يتمتع بهامش كبير للتحرك ، حيث لا يكاد يملك عناصر كافية لدفاع فقد أيضا لنهاية الموسم حارسه الأساسي فيكتور فالديز. وقال مارتينو الذي بات عليه الآن أن يثق في المدافع الشاب فيما تبقى من الموسم : "مارك قلب دفاع يملك مميزات كثيرة. ما أدهشني حقا هو الطريقة السريعة التي تأقلم بها مع المباراة. بدا لي أمرا صعب الحدوث... قام بذلك على نحو جيد وبشخصية بارزة". ويتعلق الأمر بالطريقة التي سيؤدي بها الثنائي ماسكيرانو-بارترا في المباريات الهامة المقبلة، بما في ذلك إياب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني. كما أن هناك لغزا يتعلق بالقدرة البدنية لكلا اللاعبين، فمارتينو لا يكاد يملك هامشا لاتباع سياسة المناوبة في هذا المركز. على الجانب الآخر، تبدو إصابة كوستا أقل خطورة من تلك التي تعرض لها بيكي رغم أنه من المحتمل أن يغيب المهاجم على الأقل عن مباراة الثلاثاء المقبل أمام برشلونة. وإذا كان برشلونة يعاني قصورا في المنطقة الدفاعية، قد ينطبق الأمر نفسه على أتلتيكو مدريد في الهجوم، حتى أن الأمر انتهى بالفريق إلى أن يلعب دون مهاجمين في نهاية لقاء الثلاثاء، مكتفيا بمركز متقدم قليلا للاعب الوسط الأرجنتيني خوسيه سوسا. ولا يمثل كوستا فقط فرصة لإحراز الأهداف (33 هدفا في 44 مباراة هذا الموسم)، بل إن وجوده يخيف الفرق المنافسة، كما أنه اللاعب الأبرز في أتلتيكو مدريد الذي نضج بفضل تحول الهداف البرازيلي الأصل إسباني الجنسية إلى نجم عالمي الطراز. وخلال الموسم الجاري، وضع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني ثقته في نجاح لاعب الوسط راؤول غارسيا - الذي يجيد التسجيل - كزميل أو بديل لكوستا. وقد يمثل الإسباني الحل الأمثل للمدرب خلال المباراة المقبلة أمام برشلونة. واختار برشلونة وأتلتيكو لحظة سيئة لفقد لاعبين مهمين في خططهما، والعثور على حلول يمثل التحدي الجديد لمارتينو وسميوني في توقيت سيكون فيه ثمن كل خطأ أو تقصير غاليا.