يرى فريق بايرن ميونيخ الألماني أنه مازال قادرا على تجاوز هزيمته على ملعب ريال مدريد الإسباني بهدف نظيف مساء الأربعاء في ذهاب المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا... والتعويض في لقاء الإياب في الوقت الذي يصبح فيه المدرب الاسباني بيب جوارديولا تحت المجهر. ينبغي السماح ببعض الانتقادات لغوارديولا، فبعد الهزيمة الأولى للمدرب الاسباني على ملعب سانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد، فإن فرصة بايرن ميونيخ في أن يصبح أوّل نادي منذ نحو 25 عاما يرفع كأس دوري الأبطال مرتين متتاليتين، يبدو أنها اصبحت محل شكوك . ولم ينجح أي فريق في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين منذ أن حقق ميلان الإيطالي الإنجاز ذاته في عامي 1989 و1990. ورغم السيطرة المطلقة لبايرن على مجريات اللعب بالأمس، فإن الفريق اصابته حالة من العجز أمام المرمى، فمنذ تتويج الفريق بلقب البوندسليجا قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، فإن الحيوية و النشاط اللذين كان يحدثها بايرن داخل الملعب اصبحت غير موجودة. ما الذي حدث لغوارديولا بعد حسم لقب البوندسليغا، حيث أنه منذ ذلك الحين تعادل بايرن مع هوفنهايم ثم خسر أمام أوغسبورغ وبوروسيا دورتموند، وسط تغييرات جذرية في صفوف الفريق خلال هذه المباريات. وقد بدا مؤخرا أن بايرن ميونيخ يواجه صعوبة شديدة في استعادة هيمنته السابقة، رغم أن مباراة الأمس تشير إلى عكس هذه الحقيقية، حيث حقق الفريق سيطرة مطلقة على المواجهة أمام النادي الملكي، بل ووصلت نسبة استحواذه على الكرة في بعض الأوقات إلى 70 بالمئة بجانب حصوله على 15 ضربة ركنية مقابل ثلاثة فقط لريال مدريد، ولكن النتيجة النهائية صبت في مصلحة أصحاب الأرض. وقال فيليب لام قائد بايرن ميونيخ "الفريق كان ظاهرا بقوة داخل أرض الملعب، نافيا أن يكون فريقه قد فقد الإيقاع الذي اشتهر به. وأوضح لام "نحن نفتقد إلى بعض الحظ في اللحظات الحاسمة، وهو الأمر الذي ربما ينقلب يوم الثلاثاء في مباراة الإياب، حيث سنبذل قصارى جهدنا". وأثار بعض معلقي وسائل الإعلام الألمانية علامات استفهام بشان قرار غوارديولا بالابقاء على الجناح الفرنسي الدولي فرانك ريبيري في الملعب حتى الدقيقة 72. وذكرت صحيفة "بيلد" اليوم الخميس "خطأ جوارديولا: توماس مولر وخاصة ماريو غوتزه تم الدفع بهما في وقت متأخر للغاية". ورغم الهزيمة فإن النقطة الإيجابية بالنسبة لبايرن ميونيخ، أنه أثبت قدرته على السيطرة على الكرة في ملعب سانتياغو برنابيو، وهو ما نجح عدد قليل جدا من الأندية في تحقيقه. ويقضي غوارديولا أول موسم له مع بايرن ميونيخ، ويسعى المدرب الاسباني لتحقيق انجاز الموسم الماضي، حينما توج الفريق بثلاثية الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا تحت قيادة المدرب السابق يوب هاينكس. وحتى الآن فاز بايرن بلقب البوندسليغا كما انه يواجه بوروسيا دورتموند في نهائي كأس المانيا الشهر المقبل في برلين، بالإضافة إلى وصول الفريق إلى المربع الذهبي لدوري الأبطال. وأوضح غوراديولا "نريد أن نكرر استحواذنا على الكرة وأن ننقل الكرة بشكل جيد، لقد فعلنا ذلك على نحو ما، ولكن نهايتنا للمباراة خذلتنا". وأكد كارل هاينز رومينيغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ أن فريقه سيكون على أهبة الاستعداد لموقعة الثلاثاء المقبل أمام ريال مدريد. وقال رومينيغه خلال مؤتمر صحفي "يا رفاق، لدي شيء واحد أقوله لكم، لقد انتفضت من مقعدي في مقصورة الملعب عقب المباراة، وكان انطباعي أن قادة ريال مدريد لا يشعرون بالسعادة". وأضاف "إنهم يعلمون ما الذي يمكن أن يواجههم في ميونيخ يوم الثلاثاء، رحلتهم إلى دورتموند (حيث خسر ريال مدريد بهدفين نظيفين في دور الثمانية) مازالت ذكرى حية. سنريهم أن بايرن ميونيخ يمتلك قدرات حقيقية على ملعبه، وسوف تكون المباراة اشبه بالجحيم". وهناك البعض يتشكك في قدرة بايرن على إيقاف الهجمات المرتدة الخطيرة لريال مدريد في مباراة الإياب، خاصة إذا عاد الجناح البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى كامل لياقته، وتعافى غاريث بيل من نزلة برد. ومن جانبه، أوضح فرانك بيكنباور الرئيس الشرفي لبايرن ميونيخ لشبكة "سكاي" التليفزيونية "ريال مدريد كان أفضل وأمكر . عن طريق رونالدو وبيل وكريم بنزيمة سيصبح الفريق أكثر خطورة يوم الثلاثاء في مباراة الإياب". وبالنسبة لصحيفة سبورت الاسبانية، فإن بايرن ميونيخ تحت قيادة غوارديولا اصبح نسخة محاكاة من برشلونة، ولكن بدون القصير المكير ليونيل ميسي. وأوضحت صحيفة "سبورت" اليوم "مباراة الإياب بلا شك ستكون قمة في الاثارة، ولكن بايرن عليه أن يعدل من طريقة لعبه إذا أراد مفاجأة ريال مدريد".