كيف هي الأحوال؟ بخير والحمد للّه، كل شيء يسير على أحسن ما يرام وهو الأهم في الوقت الراهن. أسيل الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة عن المنتخب الوطني وخرجته الإفريقية، كيف تُقيّمها كحارس دولي سابق شارك في كأس العالم 1986؟ أعتبرها إيجابية أكثر منها سلبية لأنها سمحت للطاقم الفني بالوقوف على جاهزية عدة لاعبين في ظروف متعدّدة، مثل لقاء مالاوي الذي كان في منتهى الصعوبة، ورغم الهزيمة إلا أن سعدان اكتشف أنه يملك لاعبين قادرين رفع التحدّي في أحلك الظروف، مثلما حدث مع يبدة الذي قدم مباراة كبيرة بل و دورة مشرّفة أين كان من بين أحسن العناصر الوطنية، وهي مفاجأة بالنسبة لنا لأن “المونديال“ على الأبواب ونحن بأمس الحاجة إلى مثل هؤلاء اللاعبين. خرجنا من الدور نصف النهائي الذي لم نصله منذ 20 سنة، هل من تعليق؟ قلت لك هذه المشاركة مشرفة جدا على الرغم من العيوب التي وقفنا عليها منها غياب الإنسجام بين اللاعبين وغياب صانع لعب حقيقي، أو بالأحرى أن المدرب لم يكن يستغل بعض اللاعبين.. لم نصل إلى هذا الدور منذ عقدين من الزمن وعلينا الافتخار بذلك، ولكن يجب مواصلة العمل. ماذا يمكنك أن تقول فيما يخصّ تصرّفات بعض اللاعبين؟ هذه النقطة بالذات أثارت ضجة كبيرة، لأن تصرّفات لاعبينا في لقاء مصر غير مقبولة ولا أحد يمكنه إنكار ذلك، لأنه مهما كانت قرارات الحكم قاسية فعلى اللاعبين التحلي بالروح الرياضية لأنهم يحملون ألوان منتخب وطني ويمثلون بذلك شعبا بأكمله، وعليهم أن يدركوا هذا الأمر قبل كل شيء، وما لم أفهمه أنهم محترفون وكان عليهم التفكير قبل القيام بأي تصرّف يُسيء بسمعة الجزائريين. نتطرّق الآن إلى منصب حراسة المرمى، فبعد الإنتقادات العديدة التي قدّمها الفنيون ل شاوشي، فإنه أكد لنا أنه ندم ويسعى إلى التدارك لكن لا يجب أن يتدخل في شؤونه أي أحد، هل من تعليق في هذا الجانب؟ لا أجد ما أقوله فيما يخصّ شاوشي، فلما نتكلم عنه لا يعجبه الأمر وكأنه الحارس رقم واحد في العالم وهذا غير مقبول... عليه أن يتحلى بروح رياضية عالية ويتقبّل كل الإنتقادات والنصائح التي يقدّمها له الفنيون والقدامى الذين سبقوه في الميدان. للأسف فإنه يقول دائما إنه نادم، لكن دون جدوى... وبكل بساطة لأنه صنّف نفسه نجما وهذا خطأ كبير يقع فيه أكبر اللاعبين. والرسالة التي أريد أن أقدّمها له لأنه في مقام إبني، هي أن يقتدي بالحديث النبوي الشريف: “من تواضع لله رفعه”، لأن التواضع هو سرّ نجاح أي إنسان وفي كل المجالات وليس فقط في كرة القدم. هل يمكن أن توضّح لنا أكثر في هذه النقطة؟ فيما يخص التواضع بالنسبة للاعب كرة قدم فهذا أمر مهمّ جدا لأنه إذا دخل الغرور نفسية اللاعب وبالخصوص حارس لأني حارس سابق، فمن غير الممكن أن يستطيع الحارس التركيز في حراسة مرماه، ولعلمكم فإن حارس المرمى إذا ضيّع اللقطة الأولى أو الثانية فهذا سيخرجه عن اللقاء ومن الصعب عليه التدارك ويدخل فريقه في متاهات هو في غنى عنها، وهو ما يحدث مع شاوشي الذي يملك إمكانات كبيرة لكن عليه أن يتحلى بصفات الحارس الكبير وليس المتهوّر. أنت مقتنع أنه أخطأ في مباراة مصر وبعدها بعدم تقبّله الانتقادات؟ لقد كان مخطئا بنسبة كبيرة وساهم بدور كبير في توتير بقية زملائه، في الوقت الذي كان هو المطالب بتهدئتهم والتركيز أكثر في ركلة الجزاء التي لا يمكن أن يُلام أي حارس في العالم على عدم تصدّيه لها، لأن الأفضلية دائما لمسدّد الكرة. وفيما يخص الانتقادات دائما فلا يمكنني أن أتكلم كثيرا عن هذا الجانب وأطلب منه أن يقتدي بمن سبقه ويستمع أكثر لمن هو أكثر منه خبرة، لأن مشوار لاعب كرة قدم قد يتوقف بعد تلقي إصابة وبعدها لا يبقى لهذا اللاعب مهما كان صيته إلا علاقته مع الآخرين، لأنني مررت بهذه المرحلة واستخلصت أمرا مهمّا طوال مسيرتي. ما هو؟ كرة القدم أخلاق قبل كل شيء وتأكد أنني كوّنت علاقات وطيدة من خلال كرة القدم و لا زالت قائمة لحد الآن، وهو الأهم بالنسبة لي أكثر من الشهرة أو المال. لا تفصلنا سوى أشهر معدودة قبل انطلاق العرس العالمي في جنوب إفريقيا، هل ترى أن المنتخب الوطني بحاجة إلى تدعيم؟ بالتأكيد لأن التدعيم قبل “المونديال“ أكثر من ضروري، لأن منافسة كأس العالم ليست مثل نهائيات كأس أمم إفريقيا، فالمستوى رفيع جدا بالإضافة إلى أننا مطالبون بتشريف الكرة الجزائرية التي عادت بعد غياب طويل إلى المحافل الدولية، وعلى سعدان الإسراع في جلب بعض اللاعبين وضمّهم إلى صفوف المنتخب على غرار لحسن، جبور والبقية... إذن أنت مع الداعين إلى استقدام هؤلاء اللاعبين؟ حسب علمي فالمنتخب الوطني أمامه مبارتان وديتان أمام صربيا و أوكرانيا قبل انطلاق نهائيات كأس العالم، وهي فرصة سانحة للمدرب سعدان كي يستدعي الأسماء المطروحة بشدّة في الآونة الأخيرة ويجربّها، فيما سيعمل كثيرا على سدّ الثغرات التي أبانت عنها “الكان“ الأخيرة في أنغولا في الخطوط الثلاثة دون استثناء. صحيح أننا حققنا المرتبة الرابعة عن جدارة واستحقاق وكنا قادرين على الذهاب أكثر من ذلك، إلا أن العمل وحده يسمح للاعبين بتطوير أدائهم الجماعي والظهور بالوجه الذي ينتظره منهم الجميع في جنوب إفريقيا، خاصة أننا سنمثل العرب بأكملهم، وهي مسؤولية كبيرة وعلى الجميع أن يحضّر نفسه كما ينبغي لهذا المحفل الدولي الذي يجلب إليه الأنظار من كلّ أنحاء العالم. من المحتمل جدا أن يستدعى سعدان الحارس سيدريك مستقبلا، ما تعليقك؟ سيدريك لا أعرفه حقّ المعرفة ولم أقف على مستواه إلى حدّ الآن، وقد سمعت حديثا كثيرا عنه، وإذا كان يستحقّ مكانته في “الخضر“ فلا أحد يمنعه من ذلك لأن أبواب المنتخب مفتوحة في وجه كل أبنائه، ومرحبا بكل من يستطيع تقديم الإضافة لأننا بحاجة إليه... وبما أن الحارس سيدريك يتواجد في المنتخب الوطني للمحليين فهذا خير دليل أنه واحد من بين أحسن الحراس على المستوى الوطني وعلى المدرب سعدان أن يمنحه فرصته، على الرغم من أنني أفضّل أن يواصل شاوشي وڤاواوي مسيرتهما بحكم الخبرة التي أصبحا يتمتعان بها بالإضافة إلى إمكاناتهما الكبيرة.