بن طالب في طريقه لاستكمال ستة أشهر من الصعود المدهش

يوجد لاعبون قليلون في كأس العالم لكرة القدم في البرازيل مروا بعملية صعود سريعة مثل التي يتمتع بها لاعب وسط الجزائر الشاب نبيل بن طالب هذا الموسم. ومنذ أقل من ستة أشهر كان بن طالب يلعب ضمن أكاديمية الناشئين في توتنهام هوتسبير الانجليزي في ملاعب بلا مدرجات واستادات خالية.
وفي جوان سيكون بن طالب ضمن خط وسط منتخب الجزائر الذي سيواجه بلجيكا وروسيا وكوريا الجنوبية مع تطلعه لتحسين ما حدث في جنوب افريقيا قبل أربع سنوات عندما ودع الفريق البطولة من الدور الأول دون أن يسجل أي هدف.
ورغم أن بن طالب - الذي يبلغ عمره 19 عاما فقط - لن يمنح التشكيلة الجزائرية خبرة كبيرة إلا أنه يلعب بشكل جيد في الدوري الانجليزي الممتاز منذ بداية مشواره هناك على نحو مفاجيء مع توتنهام في أول لقاء للفريق تحت قيادة تيم شيروود في ديسمبر كانون الأول الماضي عقب رحيل المدرب البرتغالي اندريه فيلاس بواش.
وقال بن طالب بعد مشاركته في مباراته الأولى في ديسمبر "كان طريقا صعبا بالنسبة لي. لم ترغب العديد من الأندية في فتح أبوابها أمامي. ليل تركني أرحل وعمري 14 عاما بعد أن كنت هناك منذ كان عمري ستة أعوام.. كان ذلك صعبا جدا."
وأضاف "كان أمامي خياران.. الاستسلام وعدم القتال.. أو أن أظهر لهم أنهم كانوا على خطأ. بالتأكيد ذهبت للخيار الثاني."
ومثل العديد من تشكيلة الجزائر الحالية نشأ بن طالب المولود في ليل بين فرق الناشئين الفرنسية لكن مسيرته تخللتها العديد من لحظات الاحباط.
وانتهى الوقت الذي قضاه في موسكرون عندما أعلن النادي البلجيكي افلاسه ثم استغنى عنه فريق دونكيرك.
ولم يصل بن طالب لشيء بعد فترة اختبار في برمنغهام سيتي بانجلترا قبل أن يعرض عليه توتنهام فرصة الاختبار وهناك تألق ووقع عقد هواية حتى سبتمبر أيلول 2011 وفي العام التالي وقع عقدا احترافيا.
ولم يكن لدى شيروود - الذي كان يرأس أكاديمية الناشئين في توتنهام وشاهد تطور بن طالب - أي شكوك بشأن منح اللاعب الجزائري فرصة المشاركة مع الفريق الأول واثبت نجاحا حقيقيا بأسلوب لعبه السلس والمبتكر كما منح التشكيلة قوة رغم الصعوبات في موسم انتقالي سيء بعد رحيل الجناح الويلزي جاريث بيل وانضمام سبعة لاعبين جدد ثم اقالة فيلاس بواش.
لكن بن طالب استفاد من ذلك الموقف وحصل على فرصة دخول التشكيلة بعد سلسلة من الاخفاقات في بداية مسيرته.
وشارك بن طالب في مباراة واحدة مع منتخب فرنسا تحت 19 عاما قبل أن يحول انتمائه عن طريق والديه وخاض مباراته الأولى مع المنتخب الجزائري عندما فاز الفريق 2-0 على سلوفينيا وديا في مارس آذار الماضي.
وقال بن طالب "أنا فخور للغاية باللعب للجزائر. بعض الناس سألوني '‬‬لماذا لم تلعب لفرنسا؟'‬‬ لكن لا أمتلك هذا الفخر في هذا البلد على صعيد كرة القدم."