تباينت المواقف الجزائرية غير الرسمية من التصريحات المنسوبة للمرشّح المحتمل لرئاسة مصر.. المشير عبد الفتّاح السيسي، ففي وقت التزمت فيه الخارجية الجزائرية الصمت المطبق واختارت اللاتعليق عن التصريحات المسيئة للبلاد، سارع البعض من العسكريين السابقين إلى نفي صحّتها، فيما استهجنها آخرون. وقال المحلّل السياسي وأستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، عبد العالي رزّاقي، في تصريح للشروق بأنّ تصريحات عبد الفتّاح السيسي تعتبر "مزايدة على الجزائر" يراد من ورائها التقرّب من الولايات المتّحدة الأمريكية، وذلك حسبه راجع إلى الدعم الأمريكي المتنامي للجزائر في سبيل مكافحة ما أسماه ب"الإرهاب"، حيث إنّ السيسي أراد بذلك _ يقول رزّاقي - أن يعرّف الولايات المتّحدة بأنّ مصر أقوى من الجزائر، ويمكن التعويل عليها في مكافحة هذه الظاهرة العابرة للقارات، مشيرا إلى أنّ حديث السيسي عن اجتياح الجزائر أراد به الحديث عن أنّ الإرهاب الذي لم تقض عليه الجزائر يمكن لمصر "اجتياح الجزائر في ثلاث أيّام"، وتخليص المنطقة منه، كما اعتبر رزّاقي بأنّ السيسي عنده مشكلة مع الجزائر، بسبب رفضها التجاوب مع القرارات المصرية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظّمة إرهابية، ما جعله يصدر مثل هذه التصريحات ضدّها، فضلا عن ذلك _ يكمل رزّاقي _ فإنّ كلا من الولايات المتّحدة وإسرائيل تنظران إلى القدرات العسكرية للجزائر بأنّها "مشكلة في المنطقة"، فأراد السيسي بتصريحاته إرسال تطمينات لهم بأنّ "الجزائر إن كانت تشكّل خطرا عليكم، فإنّنا نستطيع هزيمتها في ثلاث أيّام". إلا أنّه استبعد أن تكون للدّول الدّاعمة للسيسي كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتّحدة علاقة بتصريحاته الأخيرة ضدّ الجزائر. وحذّر اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد في تصريح للشروق من محاولات "مغرضة" ممن سمّاهم "الإرهابيين المتأسلمين" لضرب العلاقات بين النّظامين الجزائري والمصري، في سبيل إضعاف القدرات العسكرية للبلدين، وذلك حسبه في سبيل تحقيق حلم الصهاينة بتفكيك العلاقة بين النّظام المصري والجزائري، كبلدين قويين في المنطقة، مشدّدا على أنّه وبعد تكذيب الصفحة الرسمية لحملة المشير عبد الفتّاح السيسي للخبر، بات واضحا بأنّ "المعلومة غير صحيحة، وأنّها مغرضة لعكس الحقيقة"، ويراد بها إضعاف المرشّح للرئاسة السيسي، وخلق عداوة بينه وبين الجزائر، مسترسلا بأنّ آل سعود خطّتهم شراء السيسي وهم يختلقون هذه الأمور ضدّه، من أجل الضغط عليه أكثر، وفي خصوص الموقف الرسمي الرافض لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظّمة إرهابية، وإن كان لذلك علاقة بما نشر منسوبا للسيسي، قال إنّه "ليس هناك من يملي على الجزائر مواقفها"، إلا أنّه يجب عزل ما يسمّيه "الإرهاب المتأسلم" من السياسة التي يتغطّى بها لخدمة الصهيونية على حدّ زعمه.