شلل ونوبات إغماء وبكاء أحصت اللجنة الوطنية لموظفي التوجيه والإرشاد المدرسي أكثر من 9 آلاف تلميذ فقدوا أعصابهم خلال امتحانات شهادة نهاية التعليم الثانوي "الباك" وأغلبهم من البنات، حيث تعرضوا إلى الانهيار العصبي الحاد أو نوبات البكاء والإغماء، كما تعرض آخرون إلى الشلل الجسدي وعدم القدرة على الكتابة، وخاصة أن اللجنة أدرجت ثلاث مواد في الخانة الحمراء. حسب رئيس اللجنة، عمر قوسم، فإن الإحصائيات الأولية التي تم إعدادها تشير إلى تعرض أكثر من 9 آلاف مترشح لنيل شهادة البكالوريا على المستوى الوطني إلى فقدان أعصابهم، ما استلزم تدخلا عاجلا للمستشار التربوي المجند في مركز الإجراء. وأفاد ذات المصدر، في حديثه ل«الخبر"، بأن الأرقام الأولية التي وصلت إلى اللجنة تشير إلى أن معدل تدخل المستشار التربوي بلغ 10 حالات في كل مركز بالنسبة للأدبيين و40 حالة في كل مركز بالنسبة للعلميين. ويقول رئيس اللجنة التابعة للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "أنباف" إن أغلب الحالات تم تسجيلها لدى الشعب العلمية وخاصة شعبتي العلوم التجريبية وشعبة الرياضيات، وهذا في مادة الفيزياء التي شكلت صعوبة للممتحنين في اليوم الأخير، وبدرجة أقل في مادة العلوم الطبيعية التي تسببت هي الأخرى في تعرض بعض التلاميذ إلى اضطرابات نفسانية. وأضاف أن حالات أخرى كثيرة تم تسجيلها عند شعبتي اللغات الأجنبية والآداب وذلك في مادة الفلسفة، حيث تعرض المئات من التلاميذ المترشحين إلى فقدان أعصابهم، ما استدعى تدخل الطبيب المعالج في كل مركز، إضافة إلى المستشار التربوي الذي توكل إليه مهمة تهدئة المترشح لكي يكمل امتحانه بمعنويات عالية. كما أفاد قوسم بأن أغلب الحالات التي تم تسجيلها تتعلق خاصة بالانهيار العصبي الذي يفقد التلميذ توازنه وتركيزه بدرجات متفاوتة، بالإضافة إلى نوبات البكاء التي تنتاب التلاميذ مباشرة بعد الاطلاع على الأسئلة والتفكير في عدم قدرتهم على حلها، كما أن المترشحات هن الأكثر إصابة من غيرهن. وأفاد ذات المتحدث بأن بعض الحالات استلزمت تدخلا عاجلا ليس للمستشار النفساني فقط وإنما لباقي المصالح، مثل حالة تلميذ ممتحن في شمال سطيف شعبة آداب وفلسفة، تعرض إلى شلل تام أعجزه عن الكتابة، وذلك منذ اليوم الأول من الامتحانات، حيث أنه مريض وله ملف طبي، غير أن التوتر الذي رافق البكالوريا جعل حالته تسوء، ما استدعى تدخل الطبيب العادي والمستشار النفساني، ومع ذلك لم يقدر على الكتابة، حيث تطلب ذلك تدخل خلية متابعة الامتحانات من أجل الترخيص لشخص آخر يكتب له ولا يكون أستاذ المادة الممتحن فيها، وهو التدخل الذي دام طيلة أيام الامتحان على اعتبار أن التلميذ بقي مشلولا. وأشار نفس المصدر أن هذه الإحصائيات الأولية تم تسجيلها من طرف المستشارين النفسانيين الذين اشتغلوا في ظروف صعبة، حيث صرح أنهم تعرضوا للمضايقات خلال تدخلاتهم من طرف رؤساء المراكز أو الملاحظين، الأمر الذي أثر سلبا على كيفية التدخل الذي جاء في بعض الأحيان متأخرا بسبب هذه العراقيل، كما أوضح المتحدث أن الكثير من مراكز الامتحان لم تشهد تجنيد أي مستشار تربوي.