احتجاج ممتحنين في عزابة و بسكرة و القالة و إغماءات لصعوبة الفلسفة عرف اليوم الثالث من امتحانات شهادة الباكالوريا أمس حدوث بعض الاحتجاجات الطفيفة في عزابة بولاية سكيكدة بسبب التفطن لمحاولة غش و في بسكرة بعد منع الممتحنين من إدخال وثيقة المخطط المحاسبي إلى قاعات الامتحان، و سرعان ما تم احتواء المشكلة في الولايتين، بينما عبر المترشحون لنيل شهادة الباكالوريا في العديد من الولايات عن صعوبة أسئلة مادة الفلسفة، التي قال عنها ممتحنون في عنابة أنها كانت سهلة. فقد سادت أمس حالة من الفوضى داخل مركز امتحان متقن بن موسى صالح بدائرة عزابة في ولاية سكيكدة بعدما حاول أحد التلاميذ الغش في الامتحان. وحسب مصادر من مديرية التربية فإن التلميذ من شعبة تسيير واقتصاد توجه لدورة المياه وهناك قام بتسليم ورقة الأسئلة الى أحد الأشخاص من خارج المؤسسة فقام الحارس المرافق له بتبليغ الادارة التي تمكنت على الفور من استرجاع ورقة الأسئلة، ليتقرر إقصاء التلميذ من الامتحان وهو الأمر الذي لم يتقبله العديد من المترشحين الذي قرروا الخروج الى أروقة مبنى المؤسسة محدثين حالة من الفوضى، حاولوا خلالها مقاطعة الامتحان تضامنا مع زميلهم المقصى قبل أن يتنقل مدير التربية إلى عين المكان رفقة القوة العمومية أين فتح حوار مع التلاميذ ليتم اقناعهم بالعودة الى الحجرات واستئناف الامتحان الذي تأخر عن التوقيت المحدد بحوالي نصف ساعة. و بمركز ثانوية 19 ماي 56 بالقالة في ولاية الطارف حاول ممتحنون من شعبة التسيير و الاقتصاد القيام بعملية غش جماعي و لما تم منعهم أثاروا فوضى داخل الحجرة و كسروا زجاج النوافذ و خربوا الطاولات ثم خرجوا غاضبين إلى فناء المؤسسة، لكن تدخل رئيس المركز و مدير التربية أعادا الهدوء. و بصورة أقل حدة نظم أمس التلاميذ النظاميون الممتحنون في شهادة البكالوريا شعبة التسيير والاقتصاد بثانوية الحكيم سعدان بمدينة بسكرة وقفة احتجاجية لمدة قاربت 45 دقيقة امتنعوا من خلالها عن الدخول إلى الأقسام و إجراء الامتحان في الفترة الصباحية بعد القرار المتخذ من قبل المشرفين على مركز الامتحان القاضي بعدم الاستعانة بالمخطط المحاسبي في المادة الرئيسية ومنعهم من إدخاله وبعد أخذ ورد بين الطرفين قرر المترشحون إنهاء الحركة والالتحاق بمقاعدهم دون المخطط المحاسبي بعد أن تم تمديد الوقت بنحو ساعة من الزمن. وفي الوقت الذي أبدى فيه بعض الممتحنين في مادتي العلوم والتقني رياضي تذمرهم من صعوبة الأسئلة رغم استهلاكهم الوقت المحدد فقد عبر البعض الأخر عن رضاهم التام كون أسئلة معظم المواد في مختلف الشعب جاءت في متناول الفئة المتوسطة منهم. في تيزي وزو تم تسجيل حالة غش، كما تم ضبط حالة غش أولى أيضا بمركز امتحان ثانوية ابن خلدون بمدينة سطيف ، من طرف طالبة خلال امتحان الفلسفة، و قد تم التبليغ عنها مع منعها من مواصلة الامتحان، في سياق آخر كشف ذات المصدر بأن مصالحهم سجلت حالتي إغماء في صفوف الطلبة الأحرار بمركز امتحان ثانوية الخنساء وذلك في الفترة الصباحية، في الامتحان الخاص بمادة العلوم الطبيعية في شعبة العلوم التجريبية، لكن الحالتين لم تكونا خطيرتين حيث تمت الإسعافات بذات المركز. في قسنطينة تباينت، آراء المترشحين حول نوعية الأسئلة ودرجة صعوبتها، بين من يؤكد سهولتها، و من يصفها بالغامضة. وتناول تلاميذ الشعب الأدبية، في تحليلهم لطبيعة الأسئلة المدرجة ضمن امتحان مادة الفلسفة من شقها السلبي، عندما وصفوا المواضيع بغير الواضحة بشكل يمكنهم من الفصل في الإجابة، وأعاب عدد من المترشحين الذين تحدثنا اليهم، "تعمد واضعي الأسئلة استخدام عبارات غير مفهومة، من شأنها أن تشوش على الاجابة الصحيحة"، وهو ما خلق حسب البعض اضطرابات و تخوف عند الاطلاع على الأسئلة، خصوصا وأنهم كانوا يراهنون على امتحان مادة الفلسفة من أجل الارتقاء بالمعدلات.و قد زال ذلك الخوف مع بداية امتحان مادة الفرنسية. من جهتهم تفاءل عدد من تلاميذ الشعب العلمية، الذين اعتبروا أن أسئلة مادة العلوم الطبيعية، كانت في متناول الجميع، وتنبع أساسا من صلب المقرر السنوي، و أعاب البعض ضيق الوقت مقارنة مع طول الأسئلة، معتبرين أن امتحان مادة العلوم الطبيعية وإن كان سهلا، إلا أنه كان مرهقا، ومن شأنه أن يؤثر على الممتحنين خلال الفترة المسائية. بولاية وهران سجلت عدة حالات إغماء لدى مترشحي شعبة العلوم الإنسانية والفلسفة و كان أبرزها تلك الحالة التي كانت بمركز نقاز الهواري بوسط المدينة أين أصيبت إحدى المترشحات بانهيار عصبي بمجرد إطلاعها على أسئلة مادة الفلسفة التي كانت مبرمجة لطلبة شعبة العلوم الإنسانية والفلسفة، حيث بدأت بالصراخ والعويل مما أحدث نوعا من الضجة داخل القسم و تدخل مسؤولو المركز والحراس وأعوان الأمن لمنع أي محاولات للغش أو لاستغلال الوضع وإثارة الفوضى. و تم التحكم في الوضع وعاد الهدوء بسرعة ليواصل المترشحون الإجابة بينما تم نقل المترشحة للمستشفى لتلقي العلاج. وأعرب المترشحون عن قلقهم من نتائج مادة الفلسفة التي كانت أسئلتها صعبة حسبهم. و على العكس من ذلك عبر عدد من المترشحين في عنابة أن الأسئلة كانت في متناول الجميع خلال امتحانات المادة الأولى والمتمثلة في الفلسفة، و أبدى معظم تلاميذ شعبة الآداب واللغات ارتياحا كبيرا لأسئلة الفلسفة ، وهو نفس الانطباع الذي أبداه تلاميذ شعبة العلوم التجريبية في ما يخص مادة علوم الطبيعة والحياة. من جانب آخر، نفت مديرية التربية بوهران، تسجيل أية حالة غش منذ انطلاق الامتحانات، وهذا بعدما راجت أخبار تفيد ضبط 30 حالة غش خلال اليومين الأولين.بينما سجلت نظيرتها في ولاية تبسة بعد 3 أيام من انطلاق الامتحانات إقصاء 20 مترشحا حرا من الامتحان في هذه الدورة بسبب الغش.و في باتنة سجلت عدة حالات الغش منذ انطلاق امتحانات الباكالوريا لدورة 2014 ومن بين الحالات 10 مترشحين ضبطوا في حالة غش بواسطة الهواتف النقالة واستعمال تقنية البلوتوث.