أمرت وزارة التربية الوطنية بإحصاء حالات الاضطرابات النفسية التي تقع خلال امتحانات نهاية السنة المصيرية (سانكيام، بيام، باك)، وهذا بالموازاة مع تجنيد مختص نفساني في كل مركز يشرف على التدخل السريع لمعاجلة الحالات الطارئة، وسيسمح الإحصاء بالخروج بأرقام دقيقة للتكفل النفساني الجاد بالتلاميذ خلال المواسم الدراسية المقبلة. ويأتي هذا القرار كإجراء أول من نوعه يطبق بداية من السنة الدراسية الحالية ونهاية الامتحانات الرسمية التي انطلقت، أمس، بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي، وستستمر في 28 من الشهر بالنسبة لامتحانات نهاية الطور المتوسط، وفي الفاتح من شهر جوان الجاري بالنسبة للممتحنين في شهادة التعليم الثانوي. ومن المنتظر أن ينطلق المستشارون النفسانيون في إحصاء حالات الاضطراب النفسي التي تصيب التلميذ قبل، خلال وبعد الامتحان، والتي تتعلق مباشرة بالقلق الناجم عن اجتياز الامتحان، خاصّة وأن الكثير من التلاميذ يصابون بنوبات اضطراب تؤدي إلى أعراض جسدية ونفسية صعبة. ويتدخل المستشار النفساني الذي يجند في كل مركز امتحان خلال ظهور آثار الاضطراب على التلميذ، حيث تتم إحالة الممتحن المعني إما على الطبيب العادي إذا تعلق الأمر بأعراض جسدية ظاهرة، أو على طبيب نفساني إذا تعلق الأمر بارتباك أو إغماء أو نوبة من البكاء التي كثيرا ما تعترض بعض التلاميذ إثر التخوف من الأسئلة أو عدم استحضار الإجابة. وستقدم وزارة التربية الوطنية على هذا الإجراء الأول من نوعه من أجل تحديد إحصاء دقيق يسمح لها بالتعرف على نوع الاضطرابات التي يتعرض لها التلاميذ، خاصة في الأقسام النهائية، وإدراج كيفية معالجتها والتصدي لها خلال السنوات المقبلة من أجل تحكم أكبر في عملية تحضير التلميذ نفسيا لاجتياز امتحان البكالوريا أو باقي الامتحانات المصيرية، خاصة وأنه لم يتم تحديد نوع وموعد تدخل المستشار النفساني خلال الامتحانات، حيث لا يوجد دليل تربوي يحدد بدقة الحدود التي يمكن أن يتدخل خلالها. ولقد تعرض الكثير من التلاميذ الذين اجتازوا امتحان البكالوريا، السنة الماضية، إلى نوبات هستيرية وإغماءات بالجملة رافقتها نوبات بكاء حادة خلال امتحان بكالوريا السنة الماضية، وخاصة بعد الاطلاع على موضوع الفلسفة بالنسبة لشعبة الأدبي، كما ذهب البعض إلى درجة التمرد وتخريب وتكسير الطاولات والكراسي، حيث أُصيب بعض التلاميذ بنوبات عصبية حادة.