قدم المنتخب الوطني مباراة مشرفة أمس أمام المرشح الأول للتأهل عن المجموعة الثامنة بلجيكا، إذ لم يظهر "الشياطين الحمر" بمستوى كبير خاصة في الشوط الأول، والذي عرف تلقي شباك "كورتوا" هدفا في (د25) عن طريق ركلة جزاء فغولي الذي عرقل داخل منطقة العمليات، وقد تمكن الناخب الوطني "حليلوزيتش" من توظيف تشكيلة كانت لها نزعة دفاعية وترتكز في بناء اللعب على الهجمات المعاكسة التي نجحت في المرحلة الأولى من المباراة، وهو ما أحدث متاعب للمدرب البلجيكي "فيلموتس" الذي لم يتمكن من تجاوز السد المنيع الذي شيده البوسني انطلاقا من وسط الميدان، والذي تدعم بخدمات كارل مجاني الذي كان يراقب تحركات "هازارد"، فالأخير لم يجد ضالته وتاه بين تادير، بن طالب ومجاني. إستراتيجية فعالية في بداية المباراة أجمع المختصون بأن الخطة التي اعتمد عليها البوسني في الشوط الأول من المباراة كانت ناجعة، رغم أن البعض تحفظ من مشاركة بعض اللاعبين على غرار توظيف مهدي مصطفى في الرواق الأيمن، لكن هذا الاخير قدم مردودا طيبا في الشوط الأول، قبل أن ينهار في الشطر الثاني من الشوط الثاني وأصبح الرواق الأيمن مصدر خطر المنتخب المنافس. فيلموتس بدأ التغييرات مع بداية الشوط الثاني تغير مجرى مباراة "الخضر" كان مع بداية الشوط الثاني، إذ أقدم المدرب البلجيكي على إحداث تغيير في (د46) بإشراك "مارتنس" مكان الشادلي وفلايني في (د63) مكان "لوكاكو"، فقدم "مارتنس" وفلايني الإضافة للخط الأمامي استطاع "الشياطين الحمر" توقيع هدفي الفوز بفضل هذين اللاعبين، فقد غيرا وجه بلجيكا الهجومي حليلوزيتش راهن على التعادل، فخسر النقاط الثلاث جرأة "فيلموتس" قابلها حذر مفرط من طرف "حليلوزيتش" الذي لم يوظف أرواقه الهجومية الخطيرة، وخاصة الثنائي جابو وبراهيمي الذي لم يلعب وفضل إشراك كل من سليماني لتعويض سوداني كرأس حربة، ليدخل لحسن وأخيرا غيلاس في وقت كان على "الخضر" البحث عن هدف قاتل، لتنقلب المعطيات ويتمكن رفقاء "هازارد" من تسجيل الهدف الثاني بسبب خطأ في المراقبة. جازف بدفاع متقدم بعد هدف فلايني ولام المختصون "حليلوزيتش" على الخطأ الإستراتيجي المرتكب في الشوط الثاني من مباراة أمس، وهو تقدم محور الدفاع بعد تلقي هدف التعادل، ما جعل السريع "مارتنس" يجد مساحة في الجهة اليسرى التي لم يحسن حليش تغطيتها، ليوقع الهدف الثاني القاتل، وقد تراجع أداء محور الدفاع في نهاية المباراة ولولا مبولحي لكانت النتيجة أثقل في نهاية المباراة. ...وبلجيكا كانت في المتناول الخلاصة الفنية لأول مباراة ل"الخضر" في "مونديال" البرازيل هو أن "حليلوزيتش" يملك منتخبا قادرا على تقديم وجه أفضل، خاصة في الجانب الهجومي، وبقليل من الحنكة التكتيكية كان قادرا على الفوز بنقاط بلجيكا أو تحقيق التعادل على أقل تقدير، فقد فضل البوسني الجانب الدفاعي الذي كان يعيبه على سعدان، لكنه وقع ضحيته أمام "الشياطين الحمر"، ليكون "حليلوزيتش" مطالبا بمراجعة حساباته قبل موقعة كوريا الجنوبية الأحد المقبل. -------------------------- بوڤرة :"لم نكن منظّمين في الشوط الثاني، الحرارة والرطوبة أثّرتا علينا وهذا ما قلته للاعبين في نهاية اللقاء" هزيمة صعبة وقاسية، فهل من تعليق؟ لقد قلت كل شيء في السؤال، من الصعب جدا أن تتقبل خسارة وأنت كنت فائزا، المباراة كانت في متناولنا في الشوط الأول، ثم في المرحلة الثانية تغيّرت المعطيات، عادوا بقوة وكانوا يرغبون في التسجيل ونجحوا في ذلك، لكن صدقوني الأمور على أرضية الميدان كانت صعبة جدا، كان من الصعب القيام بانطلاقة نحو الأمام، ومع هذا علينا أن نفكر في ما هو قادم، وتحديدا لقاء كوريا وتكملنا عن هذا الأمر. هل من المعقول تلقي هدفين بتلك الطريقة؟ طبقنا النصائح في الشوط الأول ولكن في المرحلة الثانية لعبوا بتركيز وضغط عال موجه نحو مرمانا، حاولنا أن نحافظ على توزاننا قبل أن يأتي الهدف الأول عن طريق فيلاني الذي يملك قامة طويلة ومكنته من اقتناص الكرة، وخاصة في الهدف الثاني الذي كان مفاجئا وجاء في وقت عندما كنّا نبحث عن تسجيل هدف آخر، حاولنا نقل الخطر إلى منطقتهم قبل أن يأتي الهدف الثاني الذي سمح لهم بتحقيق الفوز من هجمة مرتدة. المنافس سيطر بالطول والعرض على اللقاء، هل كانت طريقة مثالية للعب هذه المباراة؟ المنتخب البلجيكي سيطر على المباراة ولكن في المرحلة الأولى كنّا أفضل، قبل أن نفقد هذا التنظيم في المرحلة الثانية، كانت هناك بعض العوامل المناخية التي أثرت نوعا ما، على غرار الحرارة والرطوبة العاليتين، فضلا عن نقص مشاركة بعض اللاعبين مع فرقهم، لكن في اللقاء الثاني وقت المباراة سيكون أفضل ويساعدنا ولن تكون العوامل المناخية حجة على أحد. لكن، هل فعلا أثرت الحرارة عليكم؟ كان من الصعب الاسترجاع وحتى لما تقوم بانطلاقة قوية تشعر بتعب أكبر، المناخ لم يكن ملائما، ولكنها ليست الحجة الأولى ولن نختفي وراء هذا العذر، وفي النهاية هذه هي كرة القدم. على ماذا ندمتم في المباراة؟ ليس على شيء خاص، لأننا منحنا كل ما باستطاعتنا فعله وفي النهاية كرة القدم لم تبتسم لنا واختارت صاحب الخبرة الأكبر. كيف ترى المباراة المقبلة؟ ستكون صعبة جدا، علينا أن ننتظر نتيجتهم (لقاء كوريا الجنوبية – روسيا) لعب قبل تصريحات بوڤرة) وسنرى ما الذي يلزم فعله، في كل الحالات نحن مطالبون بدخول المنافسة. تكملت مع زملائك في نهاية اللقاء في وسط الميدان، فماذا قلت لهم؟ أملك خبرة في كأس العالم الماضية وفي كأس إفريقيا وبعد أن انتهت المباراة بحسرة كبيرة، تكلمت مع رفقائي قلت لهم أننا خسرنا اليوم أمام المرشح الأول للتأهل عن هذه المجموعة، وأننا أدينا مباراة جيدة ولا نلوم أنفسنا وعلينا أن نعمل جيّدا في اللقاءين المقبلين حتى لا نفوت تأشيرة التاهل، خاصة أن كل شيء يبقى ممكنا. --------------------- هازارد: "المنتخب الجزائري دافع جيدا لكننا كنا نعرف أنه سيتعب" "لديّ عدة أصدقاء جزائريين وأتمنى أن تتأهل الجزائر إلى الدور الثاني" ما تعليقك على المباراة؟ المباراة كانت في غاية الصعوبة للفريقين، المنتخب الجزائري خلق لنا عدة صعوبات خاصة عندما اعتمد على الطريقة الدفاعية ولم يترك لنا مساحات كبيرة فقد كان الدفاع قويا في البداية، لكن عندما عادلنا النتيجة مهمتنا كانت أسهل نوعا ما قبل أن نضيف الهدف الثاني عن طريق الهجوم المعاكس. ما الذي حدث لكم في الشوط الأول فقد شعرنا بأنكم مرهقون نوعا ما؟ لقد تحكمنا في الكرة لكننا لم نجد المساحات بعد أن أغلق المنتخب الجزائري كل المنافذ أمامنا، نعلم جيدا أنّ المنتخب الجزائر يدافع بطريقة جيدة لذلك كان لابد من بذل جهود كبيرة من أجل العودة في النتيجة، كما كنا نعلم بأنّ الطريقة الدفاعية سترهق المنافس وهو ما حدث. الفارق صنعه اللاعبون الاحتياطيون... نعم ككل مرة، سواء مروان أو درييس فكل واحد منهما سجّل هدفا بعد دخوله وما يهم هو الفوز بالنسبة للمجموعة. ألم تساوركم الشكوك بعد نهاية الشوط الأول بتقدّم المنتخب الجزائري بهدف مقابل صفر؟ لا لم نشك أبدا في قدرتنا على العودة في النتيجة، لقد قلنا إنّه يجب مواصلة التحكم في الكرة وخلق الفرص وإيجاد الحلول التي تمكّن من معادلة النتيجة. تحركت كثيرا تارة على الجهة اليسرى وتارة أخرى على الجهة اليمنى وأحيانا في الوسط، هل هذا راجع إلى عدم وجود مساحات؟ في الشوط الأول لم أجد المساحات بالنظر إلى الطريقة الدفاعية التي انتهجها المنتخب الجزائري، حتى الفرص القليلة التي أتيحت لنا كانت عن طريق العمل الفردي، بعدها كنا ندرك أنّ المنتخب الجزائري سيتعب وهو ما صنع الفارق في نهاية المطاف. هل تعتقد أنّ المنتخب الجزائري يملك حظوظا للتأهّل إلى الدور الثاني؟ أتمنى ذلك، لقد دافع بشكل جيد في هذه المباراة لكنه لم يخلق فرصا للتهديف، فماعدا الهدف الذي سجله عن طريق ركلة جزاء لم نشاهد أشياء كثيرة على مستوى هجومه، لكن أعرف جيدا بعض اللاعبين الجزائريين بحكم أنني لعبت في فرنسا ولدي أصدقاء كثر من الجزائر وعليه أتمنى أن يتأهلوا إلى الدور الثاني. هل تشعرون بضغط المونديال؟ نملك مجموعة شابة تنقصها الخبرة على هذا المستوى لأنه أول مونديال لنا لهذا نشعر بنوع من الضغط، في هذه المباراة شعرنا بذلك لكن في ربع الساعة إلى عشرين دقيقة الأولى، قبل أن نعود ونتحكّم في الكرة وفي نهاية المطاف صنعنا الفارق. البعض يرشّحكم للوصول على الأقل إلى الدور ربع النهائي، فماذا تقول؟ أمر جيد أن نصل إلى الدور ربع النهائي أو أكثر من ذلك، هذا ممكن جدا، لكن سنرى مع مرور المباريات. --------------- والد بوڤرة تجاوب مع الأنصار تجاوب والد قائد "الخضر" مجيد بوڤرة كثيرا مع الانصار قبل انطلاق المباراة، حيث كان إلى جانبهم وبقي يحتفل معهم بالرايات الوطنية. ويبدو أن والد بوڤرة أراد أن يتخلص من الضغط الذي كان مفروضا عليه، لذا فضل أن يغني ويحتفل مع جمهور"الخضر" وكله أمل على أن يحقّق فريقنا الوطني نتيجة إيجابية تسعد كل الجزائريين. خيبة أمل عميقة عند الأنصار وانتقادات إلى حليلوزيتش أصيب الجمهور الجزائري بخيبة أمل عميقة جدا بعد نهاية المواجهة، فقد خرج كل محبي الفريق الوطني الذين تابعوا المباراة على الشاشة الصغيرة من بيوتهم وعلامات الحزن بادية عليهم ولقد حمّل الكثير منهم المسؤولية في هذه الخسارة إلى حليلوزيتش الذي تعرّض إلى انتقادات لاذعة بسبب خياراته التكتيكية الفاشلة واعتماده على خطة دفاعية طيلة ال 90 دقيقة وعدم وجود أي رد فعل بعد الهدفين، كما طرحوا استفسارات كثيرة عن سبب اعتماده على مصطفى مهدي الذي أتى الهدف الثاني من جهته في مباراة كان "الخضر" قادرين على الأقل تحقيق التعادل فيها.