صحافة المخزن تواصل حملة تكالبها وتعتبر الغياب تصعيدا غاب سفير الجزائر بالرباط عن اللقاء الذي جمع السفراء العرب المعتمدين بالمغرب بوزير الشؤون الخارجية صلاح الدين مزوار الجمعة المنصرم، لاجتماع دعت إليه الخارجية المغربية سفراء الدول العربية لمناقشة الوضع في فلسطين. ووجدت الصحافة المغربية في الغياب مادة دسمة لمعاودة مهاجمة الجزائر، دون أن تحاول البحث في خلفيات الغياب، الذي يعتقد متتبعون أنه جاء ردا على تصريحات وزير خارجية "المخزن" العدائية حيال الجزائر، حيث وجه الأخير انتقادات للجزائر، معتبرا إياها طرفا أساسيا في النزاع القائم حول قضية الصحراء الغربية، وسبق الإعلام المغربي الأحداث، مقدما تحليلا عدائيا معتادا، قال فيه أن غياب السفير يعد تصعيدا جزائريا جديدا ضد المغرب، وتكريسا لما أسماه التوجه العدائي للدبلوماسية الجزائرية، وعاد إلى قرار تعيين مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى الصحراء الغربية، حيث اعتبر أن الجزائر رمت بثقلها من أجل هذا القرار خلال القمة الأخيرة للاتحاد، وتغاضى الإعلام المخزني عن تصريحات وزيره -الذي وصفته الخارجية الجزائرية بغير المسؤول- وحسب المغاربة فإن اتهامات مزوار للجزائر بأنها طرف أساسي في نزاع الصحراء الغربية ليست في حاجة إلى المزيد من الأدلة بعد غياب السفير الجزائري الذي تلقى دعوة لحضور الاجتماع. واعتبرت الصحافة المغربية التي تناقلت الخبر عن مصادر وصفتها بالموثوقة، وتناولتهمختلف المواقع بالطريقة نفسها والمعلومات ذاتها، عدم تقديم السفير الجزائري اعتذارا أومبررا لغيابه، بعد تلقيه دعوة الحضور، تأكيدا على أنه تلقى أوامر من الجزائر بمقاطعة هذا"الاجتماع الهام" الذي تم خلاله التطرق أيضاً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة العربية،خاصة في العراق وليبيا، والتهديدات الإرهابية لتنظيم داعش، متنبئة بمقاطعة الجزائرلمختلف النشاطات المغربية التي يمكن أن تحضرها الجزائر. وتعودت المغرب على العمل بمبدأ "ضربني وبكى سبقني واشتكى"، حيث وبعد التصريحات"المشينة" التي أدلى بها وزير الخارجية المغربي بخصوص النزاع في الصحراء الغربيةووصفه فيها الموقف الجزائري ب"البائس"، واتهامها بالوقوف وراء تعيين الاتحاد الإفريقيلمبعوث خاص إلى الصحراء الغربية "خارج الجهود الأممية"، تكفلت الصحافة المغربيةبمهاجمة السفير الجزائر المعتمد بالرباط. وتؤكد الحملة الإعلامية المتواصلة حقيقة تصريحات الضابط المغربي هشام بوشتي الذيأماط اللثام عن الكثير من نقاط الظل حول المخابرات المغربية التي قال أنها تعتبر الجزائرالعدو الأول للمغرب، حيث تستهدفها استخباراتيا من طرف أكثر من جهاز استخباراتي مغربيبمختلف اختصاصاتهم عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا وحقوقيا، ضف إلى ذلك حملة إغراقالجزائر بالمخدرات، حيث صنفت الجزائر في المرتبة الثانية عالميا من حيث المخدراتالمحجوزة العام المنصرم بحجز أكثر من 200 طن من الحشيش القادم من الحدود الغربية. وتقوم قائمة "المخزن" في كل مرة تسجل فيها القضية الصحراوية تقدما، حيث عبر المغربفي أول جويلية عن رفضه للقرار الأخير للاتحاد الإفريقي القاضي بتعيين ممثل خاص بملفالصحراء الغربية، داعيا الأممالمتحدة ومجلس الأمن لتجاهل هذا القرار ودعم المساعيالجارية تحت إشراف المنظمة الدولية. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف "أن التصريحات غيرالمسؤولة الصادرة عن مسؤولين حكوميين مغربيين ضد الجزائر تندرج في سياق ممارساتمعروفة للهروب إلى الأمام يثيرها الجانب المغربي في كل مرة يسجل فيها مسار استكمالتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية تقدما"، وأنها تشكل انزلاقا وتنم عن حساسية مفرطةلا تليق بالعلاقات التي تربط بين بلدينا الشقيقين والجارين"، وأضاف ردا على تصريحاتمزوار بأن "الفشل والخيبات التي تلقتها المملكة المغربية التي تعد السبب المباشر في هذهالتجاوزات اللفظية نابعة بطبيعة الحال من الطابع الأحادي وغير المؤسس لمطالبها الخاصةبمعالجة مسألة الصحراء الغربية"، وتابع "الجزائر التي يتماشى موقفها من مسألةالصحراء الغربية مع التوافق الدولي وعقيدة الأممالمتحدة ترفض بشدة هذه الاتهاماتالمغلوطة الصادرة عن هؤلاء المسؤولين المغربيين، وتأسف كثيرا لمثل هذا السلوك الذييضر بعمق بالقيم التي يتقاسمها الشعبين الجزائري والمغربي الشقيقين".