عكس الكثير من محترفينا الذين تزايد الطلب عليهم مباشرة عقب نهاية المونديال الذي أبانوا فيه على وجه طيب وقادوا الجزائر إلى تأهل تاريخي للدور الثاني، فإن وسط ميدان خيتافي مهدي لحسن لا يوجد أي كلام بشأنه، حيث أن اسمه ليس متداولا تقريبا في أي ناد، وهو أمر يبدو محيرا، لأن اللاعب الدولي وإن كان لم يشارك كثيرا في مباريات المونديال، فإنه تألق بشكل لافت في 120 دقيقة من مباراة ألمانيا التي كان فيها بشهادة أصحاب الاختصاص أفضل لاعب على الإطلاق يومها في كتيبة حليلوزيتش. وبحسب ما علمناه فإن لحسن وباستشارة من وكلاء أعماله قرر رفض كل العروض التي تصله مباشرة دون دراستها. سيغادر عند نهاية عقده للحصول على عروض جيدة ويبدو أن قرار لحسن بالاستمرار لموسم إضافي مع خيتافي طبعا في حال عدم قدوم عرض مغر ومن ناد كبير له قبل نهاية الميركاتو الحالي، سببه الرئيسي هو رغبته في إكمال عقده مع خيتافي الذي سينتهي بنهاية الموسم الجديد (أمضى 4 سنوات في جوان 2011)، لإدراكه وقتها أنه سيكون حرا من أي التزام مع ناديه وسيكون من السهل عليه إيجاد ناد جديد يلبي طموحاته الرياضية، وأيضا يمنحه الراتب الذي يريده، وهو الذي سيبلغ وقتها 31 سنة كاملة. المشكل أنه سيعيد سيناريو سانتاندير قبل 3 سنوات لحسن الذي استعاد نشوة اللعب وأصبح أساسيا فوق العادة مع ناديه في النصف الثاني من الموسم المنقضي، يكون قد جازف باتخاذه قرار البقاء لموسم إضافي في خيتافي، لأنه لا يملك أي ضمانات بالاستمرار أساسيا في التشكيلة خلال الموسم الجديد، ومن المؤكد أن إدارة ناديه لن تكتفي بلعب دور المتفرج مادام أنها تدرك أن بقاءه دون تجديد عقده سيعني مغادرته مجانيا شهر جوان القادم، وهو ما سيكون بمثابة خسارة بالنسبة لها، ولهذا فهي قد تضغط عليه لتجديد عقده مقابل اللعب مثلما حدث له قبل 3 سنوات من الآن مع راسينغ سانتاندير، أين عانى الويلات في موسمه الأخير مع هذا النادي، حين رفض تجديد عقده ليكون حرا من أي التزام في جوان 2011. مكانته مع "الخضر" مهددة إذا لم يلعب باستمرار وببلوغه الآن 30 سنة (احتفل بعيد ميلاده يوم 15 مارس الفارط)، فإن مكانة لحسن في المنتخب الوطني ستصبح مهددة إذا لم يلعب باستمرار مع ناديه، وهو الأمر الذي يدركه جيدا، خاصة أن الناخب الجديد غوركوف سيكون مطالبا باختيار الأفضل في كل المناصب مع التحديات الكبيرة التي تنتظره، خصوصا في وسط الميدان، أين يملك حلولا كثيرة بوجود العديد من اللاعبين الذين ينشطون في وسط الميدان الدفاعي في صورة بن طالب، مجاني، مهدي مصطفى، تايدر، يبدة وقديورة دون ذكر أسماء أخرى يمكنها أن تدعم التشكيلة الوطنية لاحقا، ومن هذا المنطلق فإن حجم المنافسة عند كل لاعب سيكون حاسما حتما في خيارات التقني الفرنسي، وهو ما يدركه جيدا لحسن الذي قد يفتح على نفسه باب من المشاكل مع إدارة خيتافي إذا لم يجدد عقده معها أو لم يرغب في المغادرة قبل نهاية الميركاتو الحالي.