بسيارة "فولكسفاغن" موديل 1987 اشتراها منذ 10 سنوات، ويقدرون سعرها الآن بحوالي 1200 دولار فيما لو عثروا على زبون ليشتريها، انتقل "أفقر رئيس بالعالم" من مزرعة يقيم فيها خارج عاصمة الأوروغواي.... وأدلى بصوته أمس الأحد في انتخابات احتدم فيها التنافس بين 7 مرشحين لخلافته على منصب فاز به في 2010 بالانتخابات، وبالانتخابات ودعوه أمس. خوسيه موخيكا، المتم 80 سنة من عمره في مايو المقبل، كان بين أول من وصلوا الى أحد مراكز الاقتراع، بحسب ما تابعت "العربية.نت" مجريات الانتخابات أمس، وحين نزل هو وزوجته من السيارة في الثامنة صباحا، وجد عشرات الاعلاميين بانتظاره لتغطية وداعه، ومعهم وجد مئات يقيمون مثله في منطقة "كيرو" الشعبية، ممن احتشدوا بانتظار قدومه، فعرف أنها أولى لحظات الوداع. ورافقت انتخابات الأوروغواي انتخابات مماثلة جرت الأحد أيضا في الجارة الكبرى البرازيل، ففازت اليسارية المنتهية ولايتها ديلما روسيف بحصولها على 51.45 % من الأصوات، مقابل 48.55 % لمنافسها مرشح يمين الوسط، آيسيو نيفيس، وفق نتائج شبه نهائية نقلتها الوكالات بعد فرز 98 % من الأصوات على ما اعتبره المراقبون "استفتاء على 12 سنة من حكم حزب العمال اليساري" الذي شهدت عملاقة أميركا اللاتينية في عهده تغييرات اقتصادية واجتماعية كبيرة. اصطحب امرأة لتقيم مع ابنائها في القصر الرئاسي أما عن موخيكا، المعروف بلقب Pepe في الأوروغواي البالغ سكانها 3 ملايين و400 ألف ومساحتها 176 ألف كيلومتر مربع، أنه متقشف يحتفظ لنفسه بنسبة 10 % فقط من راتبه الشهري البالغ 25824 بيزوس، أي 12 ألف و500 دولارا، ويتبرع بالباقي لجمعيات خيرية، مفضلا أن يبقى بلا حساب في البنك، وبلا ديون "لأني أريد راحة البال والاستمتاع بوقتي في المزرعة مع زوجتي الآن وبعد انتهاء ولايتي" بحسب ما قال موخيكا الذي يظهر في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" وهو في السيارة مع زوجته باكرا صباح الأحد للاقتراع.
ذكر ذلك في مقابلة صحافية أجرتها معه محطة "تيلي سور" التلفزيونية الفنزويلية قبل عام، وفيها أضاف أن ما يعادل 1250 دولارا يكفيه للعيش بالمزرعة الريفية التي نقل ملكيتها الى زوجته لوسيا توبولانسكي، وهي عضو في مجلس الشيوخ وتتبرع أيضا بجزء من راتبها، وتزوجها قبل توليه الرئاسة في 2010 بفترة قصيرة، مع أنهما يعيشان معا منذ 27 عاما، من دون أن يرزق منها بأي وليد. وسبق لموخيكا، الذي أبصر النور في 20 مايو 1935 وعمل وزيراً بين 2005 و 2008 للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية، أن رفض منذ أول يوم تسلم فيه السلطة الاقامة بقصر "كاسا سواريث" الرئاسي في مونتيفيديو، وطلب في المقابل تخصيص بعض أجنحته كمأوى للمشردين في حالة عدم كفاية المراكز الموجودة في العاصمة، بل فاجأ الجميع في احدى المرات حين اصطحب بنفسه الى القصر امرأة وأبناءها ليقيموا فيه حتى وجدت لهم المصالح الاجتماعية مأوى آخر.