أوصلت مباراة المغرب، الجزائريين إلى قناعة أن المنتخب الوطني الكبير يلزمه مدرب كبير، سمعة ووزنا وسيرة وقيمة، فالأمور واضحة أمام الجميع من أبسط مناصر إلى رئيس الاتحادية روراوة.. الذي استخلص الدرس جيدا من المغامرات الفاشلة للعديد من المدربين الذين قادوا ‘'الخضر'' في السنوات الأخيرة وتأكد أن الحل في استقدام تقني محنك يمكنه إعادة ترتيب الأوراق. وضخ دماء جديدة في عروق المنتخب يتولّى إزالة حالة الإنسداد التي يعيشها اللاعبون منذ التأهل إلى كأس العالم، حيث فقدوا الحافز المعنوي والضروري للمواصلة، رغم أنهم لا زالوا شبانا. نقطة المدرب أخذت حيزا مهما من إجتماع المكتب الفيدرالي وقد كان اجتماع المكتب الفيدرالي أمس مناسبة للتعمق في الحديث عن الخسارة الأخيرة غير المنتظرة التي أثرت في الشعب الجزائري، حيث تم التأكد خلالها أن المطلوب هو المواصلة وعدم التوقف عندها خاصة أن هناك أهدافا في المستقبل القريب ل ‘'الخضر''. وأشار روراوة خلال الاجتماع إلى أن المطلوب لهذه الأهداف مدرب كبير، فيما أعلن المكتب الفيدرالي عن قرب بدء قبول طلبات من يريدون تدريب المنتخب الوطني حيث سيشرع على بريد خاص في استقبال السير الذاتية للمدربين ومناجرتهم لاختيار الأكفاء. التأكيد أن المنتخب يلزمه طاقم فني من ‘'المستوى الدولي'' وقد تم التأكد أن هذا المنتخب الذي لعب قبل أقل من عام من الآن كأس عالم يلزمه مدرب كبير، ومن ‘'المستوى الدولي'' حسب ما تم تداوله في الاجتماع، خاصة بعد فشل بن شيخة في 3 مباريات في تحقيق الأهداف المسطرة، ما جعل الكل يتأكد أنه بعد المونديال مباشرة ومغادرة رابح سعدان كان على الإتحادية مباشرة البحث عن طاقم فني من أعلى طراز لمواصلة الصحوة عوض المغامرة ببن شيخة في الواجهة وحيدا مع نقص خبرته إضافة إلى عدم امتلاكه طاقما فنيا لديه الحلول، حيث تم الإجماع على ضرورة أن يكون كل من هم في الطاقم الفني المستقبلي ل ‘'الخضر'' في مستوى مهمة مثل هذه. مونديال 2014 لن نصله بمدربين هواة أو باحثين عن الشهرة وبما أن أعضاء المكتب الفيدرالي برئاسة الرئيس روراوة اتفقوا في اجتماع أمس على تحديد هدفي التأهل إلى ‘'كان 2013'' والمشاركة في مونديال 2014 بالبرازيل، فقد تم الإشارة إلى أن أمورا مثل هذه لا تتحقق إلا بتجنّد الجميع وبتنظيم عال المستوى، إضافة إلى طاقم فني من أعلى طراز، ما يعني أن التفريق بين الطاقم الفني الذي يضم مدربا كبيرا وغيره يتم عن طريق السمعة، المستوى والإنجازات التي ستكون جواز عبور أي مدرب للإشراف على''الخضر''، بعد أن أتيحت هذه الفرصة في السنوات الأخيرة لمدربين هواة وآخرون باحثون عن الشهرة لا يمكنهم حتى التدريب في الأقسام الثانية في فرنسا. ‘'الفاف'' ليس لديها الوقت الكافي والسير الذاتية لا زالت تتهاطل كما أن هنا ك نقطة مهمة وهي أن ‘'الفاف'' ليس لديها الوقت الكافي لاختيار هذا المدرب على اعتبار أنه لا زالت هناك مبارتين في التصفيات ولقاءين وديين في شهري أوت ونوفمبر، موازاة مع وجود احتمالات للتأهل (مع أنها ضئيلة جدا)، كما أن بداية تصفيات المشاركة في كأس إفريقيا 2013 تنطلق في شهر جانفي وتلعب الجزائر والمنتخبات التي لم تتأهل إلى ‘'كان 2012'' الدور التمهيدي بلقاءين ذهاب وإياب في فترة من 15 جانفي إلى 15 فيفري، لتبدأ بداية من 1 جوان 2012 تصفيات التأهل إلى كأس العالم 2014 في وقت تتهاطل السير الذاتية بشكل متواصل على رئيس الاتحادية روراوة خاصة أن الكثير من المدربين يأملون بل يحلمون بقيادة هذا المنتخب الذي شارك العام الماضي فقط في المونديال. إمكانات ‘'الفاف'' تسمح بجلب أي مدرب، لكن أصعب شيء هو دقة الإختيار في هذه الظروف والمعطيات، فإن الإمكانات المالية متوفرة حيث تحوز ‘'الفاف''على فائض مالي معتبر وهو ما تم الإشارة إليه في أشغال اجتماع المكتب الفيدرالي حيث بإمكانها استقدام المدرب الذي تريد وتلبية شروطه، غير أن الاختيار مثلما يرى العديد من الفنيين هو أصعب شيء، حيث يلزمه تأن وعدم تسرع، لاختيار الرجل المناسب الذي يمكنه أن يكون هو صاحب الحل، فمورينيو قد لا يكون هو المدرب المناسب لمنتخب بقدرات الجزائر وباللاعبين الحاليين وحسب طريقة اللعب، الأمر الذي يجعل من دقة الاختيار أمرا صعبا. أخطاء الماضي لن تتكرّر وبكل تأكيد تبقى تجربة الطاقم الفني الأخير ل ‘'الخضر'' درسا، خاصة أن ‘'الخضر'' كانوا بحاجة إلى مدرب يقود اللاعبين إلى تحقيق انجازات أفضل وبحاجة أيضا إلى طاقم فني محنك لأن الموجودين حاليا لا أحد لامهم بقدر ما لام بن شيخة بما أنه الوحيد في الواجهة، ثم إن منح مقاليد المنتخب لمدربين هواة مثل ليكنس الذي جلبه روراوة أو حتى واسيج وكفالي أكدت الأيام أنها كانت مجرد حلول ترقيعية وأن المطلوب مدرب كبير لبلد كبير في كرة القدم، وهو المطلب الذي بات ينادي به الكبير والصغير.