نشرت : الاثنين 13 يونيو 2016 12:55 وقول شبيه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه مع أصحابه يقول لهم: اجلسوا بنا نؤمن ساعة. هكذا كان نهج الأولين في مسألة العبادة، باعتبار أن الإيمان يزيد وينقص، والحاجة الماسة إلى محطات شحن وتزويد النفس بالطاقة الإيمانية اللازمة للاستمرار، وفق النهج الذي يرتضيه ربنا، وأحسبُ أن رمضان هو إحدى تلك المحطات الرئيسية المهمة في حياتنا. يدخل الشهر علينا وطاقاتنا الإيمانية كأنما تدعونا إلى التوقف في محطة رمضان للتزود والشحن من جديد، فهو محطة أو فرصة لإعادة شحن القلوب لا تضاهيها فرصة أخرى شبيهة طوال العام. ذلك أن كل الأجواء والظروف في هذا الشهر الكريم تكون مهيأة لبدء عملية إعادة الشحن دون كثير معوقات ومشكلات، حتى إذا ما تمت العملية بسلام وكما ينبغي، تكون نفوسنا قد أخذت كفايتها من الطاقة اللازمة التي تكفينا للاستمرار لشهور عديدة إلى أن يحين موعد إعادة الشحن في رمضان قادم، وهكذا. إنَّ من قلة الحيلة والحكمة، إهدار الوقت في رمضان وعدم استثماره بالشكل الأمثل، فالشهر ما إن يبدأ حتى تجد ساعته بدأت بالعد التنازلي في سرعة لا تفهمها. الإثنين بدأنا كأول يوم، وربما كان صعبًا على الكثيرين، وها هو اليوم الخميس أو الرابع منه. نعم، قد يستشعر البعض ثقل أوقاته في البدايات، ولكن سرعان ما يعتاد المرء على النظام خلاله، فيبدأ التكيف مع الظروف ويعيش الأجواء الجميلة، لكنه يفاجئ أنه قد دخل العشر الأواخر، وما هي إلا لمحات سريعة حتى يجد نفسه أمام التلفاز يتابع المشايخ وهم يتحدثون عن هلال شوال، ينتظرون خبر الرؤية!! لنستثمر إذن، والحال كذلك، أوقاتنا بالشكل الذي يعود علينا بالنفع دنيا وآخرة. ولا أحسبُ عاقلًا من ذوي الألباب، لا يكترث لهذه الفرص الاستثمارية الإستراتيجية بعيدة المدى، فإنما هي أيام معدودات تنقضي سريعًا، وقد فاز من فاز وخسر من خسر.