نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 26 نوفمبر 2016 07:08 دخل تلاميذ الأطوار النهائية في إضراب، في سابقة هي الأولى من نوعها، احتجاجا على الحجم الساعي الجديد الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم بالنسبة لامتحانات البكالوريا المرتقبة في جوان المقبل، حيث استنكروا تقليص توقيت المواد الممتحنة، مهددين بالدخول في إضراب مفتوح وعدم العودة إلى حين تلبية مطالبهم، لتوجه اتهامات للأساتذة بالتشويش على البكالوريا وتحريض تلاميذهم وإخراجهم إلى الشارع. أعلن تلاميذ بالأقسام النهائية في مختلف الولايات، مقاطعتهم للدراسة ورفضهم الالتحاق بمقاعد الثانويات والاكتفاء بالوقوف أمام باب مؤسساتهم التعليمية احتجاجا على الحجم الساعي الجديد لامتحانات "الباك"، خصوصا أن الامتحانات ستتزامن هذه السنة مع شهر رمضان المعظم. في الوقت الذي راحت فيه أطراف تتهم الأساتذة بدفع التلاميذ إلى الخروج إلى الشارع لمساندتهم في إضراب التكتل النقابي واستغلالهم كورقة للضغط على الوزارة. وكان تلاميذ الأقسام النهائية بولاية سطيف قد واصلوا إضرابهم الخميس الماضي لليوم الثامن على التوالي، ليلتحق بهم تلاميذ ثانويات وهران، الجلفة، قسنطينة، أما في العاصمة فثانويات زرالدة والمناطق الشرقية كانوا في الموعد، على أن تتسع الرقعة وتلتحق بهم ثانويات الوسط والجهة الغربية بداية من غد الأحد حسب ما تداوله رواد الفايسبوك. وأكد المرشحون تمسكهم بخيار الإضراب حتى تستجيب الوزارة لمطلبهم والعودة إلى الحجم الساعي السابق والمعتمد منذ سنوات. وتناقل تلاميذ الأقسام النهائية صورا من إضرابهم ودعوات لتلاميذ الثانويات الأخرى في ولاية الوطن إلى الانضمام إليهم على صفحات "الفايسبوك" وذلك للتنسيق فيما بينهم، وفضل التلاميذ الوقوف أمام بوابة مؤسساتهم التعليمية مرتدين مآزرهم وحاملين محافظهم منذ الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الخامسة مساء والامتناع عن الدخول في مسعى منهم للإيصال صوتهم إلى الوزارة الوصية، كما تعالت أصوات مطالبة بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية أمام مديريات التربية في كل ولاية مع ترقب زحف تلاميذ ثانويات العاصمة على مقر وزارة التربية الأسبوع القادم. ولم يقتصر الإضراب على تلاميذ الأقسام النهائية بل شمل تلاميذ في سنوات تعليمية أخرى احتجاجا على النقص الفادح في الأساتذة والمعلمين، فرغم تحديد نهاية الأسبوع القادم، موعدا لامتحانات الفصل الأول غير أن التلاميذ في بعض الثانويات لم يتلقوا درسا واحدا إلى حد الآن وتحديدا في الولايات الغربية والجنوبية. من جهته، طالب رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، الوزير الأول بالتدخل فورا وإيقاف مهازل وزارة التربية المتعنتة برأيهم في قراراتها وهي بهذا اخترقت قانون الجمهورية، قانون الطفولة، القانون التوجيهي، الدستور فقطاع التربية يغرق والوزارة تفعل ما تشاء من دون حسيب أو رقيب -على حد قول المتحدث دوما- والضحايا هم التلاميذ. واستنكر محدثنا النقص الفادح في الأساتذة فلا توجد مؤسسة تعليمية على طول التراب الوطني لا تشتكي من غياب أستاذ أو اثنين، داعيا الوزير الأول إلى الاستجابة لنداء مرشحي البكالوريا المضربين، فالحجم الساعي الجديد -حسبه- لا يناسب تلاميذ الجنوب والمناطق الداخلية فدرجات الحرارة مرتفعة وتزامن الامتحانات مع شهر رمضان يتطلب معايير خاصة ومدروسة، واصفا جلوس التلميذ ل 7 ساعات داخل مركز الامتحان بالسابقة الخطيرة جدا.