نشرت : المصدر جريدة الشروق الثلاثاء 17 يناير 2017 10:29 قتلى في حوادث مرور.. وتذبذب في النقل الجوي بالشرق متضررون يحتجون على "بريكولاج" البلديات.. والجيش يتدخل تلاميذ في عطلة إجبارية.. والحطب لمواجهة البرد "القاتل" تسببت الثلوج والأمطار المتساقطة بكثافة، على مستوى عدد من ولايات الشرق والوسط خلال الأيام الأخيرة في حوادث مرور خطيرة وعزل قرى ومداشر ومواطنين وسياح على مستوى المناطق الجبلية، مما دفع مصالح الجيش والدرك والحماية المدنية للتدخل لفتح الطرقات، كما تم تسجيل توقف للرحلات الجوية عبر مطاري قسنطينةوسطيف، وندرة في قارورات غاز البوتان ومختلف مواد التموين الاستهلاكية، وارتفاع في أسعارها. بينما دخل التلاميذ في عطلة إجبارية بسبب عدم قدرتهم على الإلتحاق بالمؤسسات التربوية. شهد أمس الطريق الوطني الرابط ما بين المدية والبرواقية عند النقطة السوداء الفرنان، حركة جد عسيرة بسبب تساقط كميات معتبرة من الثلوج، ما تسبب في إعاقة حركة المرور، حيث تدخل أعوان الحماية المدنية لتسهيل الحركة، بعد تزايد تساقط كمية الثلوج أمس بينما تم تسجيل العديد من حوادث انزلاق السيارات وتأزم حركة المرور، منها بين ولاية المدية ودائرة البرواقية بماسكوني والفرنان بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين دائرة العمارية ومنطقة السبت. "التليفيريك" للهروب من حصار الثلوج وبولاية البليدة، تعيش منذ يومين مدينة الشريعة السياحية، عزلة كبيرة بعد أن تهاطلت الثلوج الكثيفة على المنطقة، مما أدى إلى شلّ الطريق الوطني رقم 37 الرابط ما بين الشريعة ووسط المدينة، حيث حاصرت الثلوج أصحاب المركبات من السياح الذين توافدوا بأعداد هائلة عقب بداية تساقط أولى الثلوج على المنطقة للعب بكرات الثلج والتمتع بالحلة البيضاء، سكان الشريعة وبني على وطريق الشريعة لا يزالون عالقين داخل منازلهم، بعدما أغلقت الثلوج جميع الطرق والمسالك للوصول الى الطريق الرئيسي، بينما هب العشرات من السياح والسكان إلى المصاعد الهوائية للتليفريك باعتباره المنفذ الوحيد الرابط ما بين الشريعة ووسط المدينة. تأخر الرحلات بمطاري قسنطينةوسطيف وعزلة بالشرق وتسببت الثلوج بقسنطينة في تأخر الرحلات الجوية بمطار "محمد بوضياف" ومطار سطيف نهائيا، بسبب تراكم الثلوج لساعات طويلة، كما عطلت حركة المرور لساعات طويلة على مستوى الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين قسنطينةوقالمة، خاصة بمنطقة بونوارة وعين اعبيد، وكذا بمنطقة جبل الوحش، والزيادية، وساقية سيدي يوسف. ولأول مرّة توقف ترامواي المدينة عن السير صباحا، كما تعطلت الدراسة بعديد المدارس، خاصة بالمدينة علي منجلي، أما في ولاية سكيكدة، فقد تواصلت معاناة سكان الأرياف، واضطر التلاميذ إلى عدم التوجه إلى مدارسهم التي ظلّت مغلقة، بسبب شلل حركة المرور، خاصة ببلديات أولاد أعطية وقنواع، وأخناق مايون وواد الزهور وأعالي بني زيد، واستحال على المواطنين حتى توفير قارورة غاز البوتان التي تضاعف سعرها، أما في قالمة فقد شلّت الثلوج الكثيفة الحركة لساعات طوال عبر العديد من الطرق الرئيسية خاصة على الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين قالمةوقسنطينة، على مستوى بلديتي رأس العقبة وعين رقادة، وكذا الطريق البلدي بسلاوة عنونة، والطريق الولائي الرابط بين بن جراح وجبل ماونة. وفي ظلّ الظروف المناخية الصعبة وانسداد أغلب الطرقات في المشاتي والقرى، وصل سعر قارورة غاز البوتان إلى 500 دج، كما عاد تلاميذ العديد من المدارس في بلديات المناطق المتضررة أدراجهم، بسبب استحالة التحاقهم بمقاعد الدراسة. الفيضانات والثلوج تدفع سكان عنابة للاحتجاج كما تسببت الأمطار والثلوج بولاية عنابة، في تضرر العديد من الأحياء بفعل الفيضانات، على غرار حي لاسيتي أوزاس الحي الفوضوي بسيدي سالم، حي خرازة ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي أخرج العشرات من العائلات القاطنة بحي بوزعرورة في احتجاجات. وفي سياق آخر، عبر سكان حي بوزعرورة التابعة إداريا لبلدية البوني المتضررون عن امتعاضهم الشديد من الجهات المسؤولة التي تأخرت كثيرا حسبهم في إصلاح العطب التقني الذي حرم المواطنين من التزود بهذه المادة الحيوية بعد أن غاب الكهرباء بشكل مفاجئ عن منازلهم. كما غمرت مياه الأمطار عديد المدارس المتوسطات وحولتها إلى برك ومستنقعات مائية جراء تدهور وضعية شبكة قنوات الصرف الصحي. وقد تدخلت قوات الجيش والحماية المدنية لفك العزلة عن سكان المشاتي والقرى النائية خاصة بمنطقة عين بربر، ببلدية سرايدي، أما في سطيف، فقد حاصرت الثلوج الكثيفة سكان المداشر والقرى النائية بجبال البابور وجبل مغرس. الحطب لمواجهة البرد والمضاربة في أسعار البوتان تسببت الثلوج المتهاطلة خلال اليومين الأخيرين، في شل العديد من الطرقات بولاية بجاية، منها ثلاثة طرق وطنية على غرار الطريق الوطني رقم 75 و26 "أ" و106 الذين يربطون بجاية بكل من سطيف وتيزي وزو والبرج على التوالي، كما تعذر لليوم الثاني على التوالي التحاق العديد من التلاميذ بمقاعد دراستهم بعدما حاصرت الثلوج قراهم، كما تسبب الوضع في تسجيل أزمة حادة في قارورات الغاز، الأمر الذي دفع بالعديد من العائلات للاستنجاد بالحطب لمواجهة برودة الطقس بهذه المرتفعات حيث سمك الثلوج المتهاطلة فاق ال 30 سنتم. ندرة في الحليب وانقطاعات للكهرباء وتعطلت الإثنين ولليوم الثالث على التوالي، الدراسة في العشرات من المؤسسات التربوية عبر إقليم ولاية تيزي وزو، أغلبها تلك الواقعة في مرتفعات عين الحمام، الأربعاء ناث إيراثن، بوزقان، بني يني، واسيف، واضية وغيرها من المناطق التي تراكمت فيها الثلوج على سمك يتعدى معدله ال60 سنتمترا. ولم تتمكن أغلب المدارس من استقبال تلاميذها منذ بداية تراكم الثلوج على مرتفعات تيزي وزو، وذلك لصعوبة الولوج إليها وتفاديا لتعرضهم للحوادث في طريقهم، كما امتنع التلاميذ في مناطق أخرى على غرار متوسطة "تيرميتين" من الدخول إلى الأقسام بسبب البرد وانعدام التدفئة في الحجرات بعد التخلص من المدفآت القديمة المشغلة بالمازوت وتأخر تشغيل غاز المدينة. وفيما تعلق بوضعية الطرقات، فقد بقيت اغلب تلك الرابطة بين ولاية تيزي وزو والمجاورة لها على غرار البويرة وبجاية، مشلولة تماما منذ 3ايام، حيث تراكمت الثلوج على مستوى 8 طرقات وطنية منها الطريق الوطني رقم 15، 30، 33، 09، و10طرقات ولائية على غرار الطريق الولائي رقم 100 ،253، 251، 158 وغيرها. في حين وصفت الحركة بالخطيرة في تلك الرابطة بين عاصمة الولاية وبعض الدوائر المتضررة كبني يني، بوزقان، عين الحمام، افرحونان، حيث تعطلت خدمات النقل ومعها أشغال الكثير بفعل الوضعية الصعبة لحركة النقل على مستوى الطرقات المنزلقة والتي كستها طبقات الجليد. كما تسببت موجة البرد والعاصفة الثلجية بتيزي وزو، في ندرة التزود بالمواد الغذائية الأساسية على غرار حليب الأكياس، الذي يوزع بكميات شحيحة ناحية المناطق التي عزلتها الثلوج وعجزت شاحنات التموين عن دخولها، حيث اشتكى سكان واسيف، عين الحمام، بوزقان وافرحونان من ندرة حليب الأكياس ووقوفهم في طوابير لامتناهية تحت رحمة الأمطار والثلوج للظفر بكيس أو كيسين وكثيرا ما تنتهي الكميات الموزعة قبل أن تنتهي الطوابير المصطفة لدى أبواب المحلات.
موازاة مع تهاطل كثيف للثلوج على المرتفعات الجيش يواصل فتح الطرقات وفكّ العزلة بالمناطق المحاصرة أكدت قيادة الجيش الوطني الشعبي عن استعداد كافة وحداتها للتدخل وفك العزلة عن المناطق والمرتفعات التي تشهد ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، تساقطا كثيفا للثلوج أدت إلى غلق طرقات ولائية ووطنية عبر العشرات من الولايات الشرقية والوسطى، وذلك في إطار مهامها الإنسانية للقيادة التي تعكف على تقديم كامل الدعم والعون والتضامن مع المواطنين في جميع المناطق المتضررة. وسخرت قيادة الجيش كامل إمكانياتها المادية والبشرية لا سيما وان الأيام المقبلة تنذر بقدوم سلسلة من الاضطرابات الأخرى، قد تجبر على مواصلة التدخلات عبر مناطق متفرقة. وتقود مفارز من الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لتيزي وزو بالناحية العسكرية الأولى، عملها الذي يدخل في إطار مهامها الإنسانية، حيث قامت بالتدخل على مستوى مناطق متفرقة بالاربعاء ناثيراثن، ذراع الميزان، تاخوخت وغيرها من المناطق الأخرى، الممتدة إلى غاية شرق الوطن، وهي العملية التي تسهر عليها مختلف الوحدات بهدف فك العزلة عن المناطق التي غطتها ثلوج كثيفة وتكللت التدخلات بتسريح وفتح طرقات ومساعدة عدة مواطنين.
الحماية المدنية تتدخل وتحذر قتلى واختناقات.. والعاصفة الثلجية تعزل 15 ولاية لقي أربعة أشخاص مصرعهم وجرح 28 آخرون في حوادث مرور سجلت عبر العديد من مناطق الوطن خلال 24 ساعة الأخيرة، وحسب حصيلة أوردتها مصالح الحماية المدنية، فإن أثقل حصيلة سجلت على مستوى ولاية قالمة بوفاة شخصين وإصابة 3 آخرين بجروح على إثر اصطدام بين سيارتين على مستوى الطريق الوطني رقم 20 ببلدية بومحرة محمد. كما قامت مصالح الحماية المدنية بالتدخل من أجل إنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية ل19 شخصا مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة المختلفة، حيث تم تسجيل 5 أشخاص بولاية جيجل، 3 بولاية تيبازة، 2 بولاية البيض، 4 بولاية تلمسان وشخصين بكل من ولايتي تيزي وزو وتبسة وكذا شخص واحد بولاية الجلفة. وفي ظل الظروف المناخية الاستثنائية، نبهت مصالح الحماية المدنية بأن الطرقات تبقى صعبة المسلك وفي بعض النقاط مقطوعة إثر سقوط الأمطار وتراكم الثلوج في كل من ولايات البويرة، بجاية، قسنطينة، برج بوعريريج، سكيكدة، ميلة، المدية، خنشلة، المسيلة، سوق أهراس، تبسة، عنابة، قالمة، جيجل، أم البواقي.