لازال أنصار وداد بن طلحة يعيشون على وقع الفوز المحقق نهاية الأسبوع الماضي أمام رائد القبة، خصوصا أنهم كانوا متخوفين من عجز فريقهم عن تحقيقه. غير أن إرادة زملاء شراڤة القوية كانت صاحبة الكلمة الأخيرة، الأمر الذي جعل الأنصار يستبشرون خيرا بمستقبل الوداد في المواسم القادمة، وبالعودة إلى مجريات المواجهة نجد أن عناصر الوداد لم تكن في وضع مريح، خاصة أن الفريق كان محكوم عليه الفوز وواجه منافسا كان هو الآخر في حاجة ماسة لنقطة واحدة على الأقل لتدعيم حظوظه في البقاء. وهو ما جعل المدرب ياحي يركز طيلة الحصص التي سبقت المباراة على الجانب النفسي، ما أثمر تحلي زملاء الحارس سليماني بهدوء الأعصاب والواقعية في تسيير ضغط اللقاء الذي عاشه الجميع على الأعصاب، بفعل «كابوس السقوط» الذي لازمهم قرابة الأربعة أشهر. الروح الجماعية صنعت الفارق وقطعت مواجهة القبة الشك باليقين، لدى متتبعي شؤون الوداد بأن السلاح الأول الذي يستعمله الطاقم الفني في المباريات هو «القلب»، الذي كان حاضرا مع اعتماد التشكيلة على الروح الجماعية للظفر بالنقاط الثلاث. بدليل أن كل اللاعبين ساهموا في الهجوم والدفاع معا، خاصة في ربع الساعة الأخير التي مر فيها الحارس سليماني بفترات عصيبة. وإلى جانب ذلك، كشفت مواجهة القبة مواصلة زملاء لزاريف اللعب بنفس الوتيرة إلى غاية نهاية الوقت الرسمي. فرغم أن بولعراس تمكن من فتح باب التهديف مبكرا، إلا أن زملاءه لم يعودوا إلى الخلف مثلما كان عليه الحال في مناسبات عديدة، بل بذلوا قصارى جهدهم لمضاعفة النتيجة وهو ما كاد يحصل لولا التسرع ونقص تركيز المهاجمين. ويحسب هذا الأمر الإيجابي على ياحي نظرا للعمل الكبير الذي قام به منذ توليه شؤون العارضة الفنية. نقطة وتتضح الأمور وبما أن كل الاحتمالات قبل جولتين من نهاية الموسم تبقى ورادة، فإن أشبال ياحي مطالبون بالظفر بنقطة واحدة من مجموع 6 نقاط المتبقية، لترسيم البقاء مهما كانت نتائج الفرق الأخرى المعنية بالسقوط. وهو الأمر الذي يبقى في متناول عناصر الوداد، أمام شباب تموشنت وشباب قسنطينة. سليماني «من الكبار» أدى الحارس الشاب هارون سليماني أمسية الجمعة الماضي مباراة في القمة، من خلال صده كل محاولات المنافس، مثبتا بذلك للجميع أحقيته بمكانة أساسية في الفريق. في حين استحق اللاعب شراڤة لقب اكتشاف الموسم في صفوف الوداد، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يكشف عنها من مباراة لأخرى على مستوى خط وسط الميدان. وقد اعترف المدرب ياحي بامتلاك الوداد عددا من اللاعبين القادرين على تفجير إمكاناتهم على المدى القريب، بعد تصحيح بعض الأخطاء والوقوف عند عدد من النقاط الهامة على حد تعبيره.