تكبد وداد بن طلحة هزيمة قاسية فوق أرضية ميدانه أمسية أول أمس أمام مولودية سعيدة بنتيجة (1-3) جعلت ياحي وأشباله في موقف حرج أمام الأنصار الذين لم يترددوا عقب نهاية الواجهة بتوجيه أصابع الاتهام إليهم بتعمّد الخسارة والتساهل أمام المنافس، خاصة أنهم لم يكونوا ينتظرون أن ينهزم فريقهم بمثل هذه النتيجة التي أثبتت ضعف الفريق الذي تحوّل إلى لقمة سائغة أمام منافسيه. شكوك حول اللاعبين وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فإن تشكيلة الوداد دخلت المباراة بشكل جيد واستحوذت على الكرة بفضل الإرادة التي أظهرها اللاعبون في نصف الساعة الأول، وهو ما مكّن رابطة من افتتاح باب التسجيل عن طريق ركلة جزاء شرعية أعلنها حكم المباراة في (د24)، لكن بعدها شهدنا فريقا آخر حيث تمركز اللاعبون في منطقتهم فاسحين المجال لزملاء بن طوشة الذين صالوا وجالوا فوق الميدان ما سمح لهم بزيارة شباك الحارس سليماني في ثلاث مناسبات كاملة وسط شكوك وسخط شديد من قبل الأنصار الذين لم يتوانوا عقب نهاية اللقاء على التأكيد أن المواجهة “مخدومة” لفائدة المنافس الذي كان في حاجة ماسة للنقاط الثلاث لتعزيز حظوظه أكثر في تحقيق الصعود. 17 نقطة ضاعت في براقي وبعد هذا الانهزام الثالث من نوعه في ملعب براقي منذ بداية الموسم، نجد أن تشكيلة الوداد فوّتت على نفسها فرصة أداء موسم استثنائي بالنظر إلى الكم الهائل من النقاط التي ضاعت في عقر الديار والتي بلغت عقب هزيمة أول أمس 17 نقطة كاملة وهي الحصيلة التي كانت تكفي لتضع الوداد ضمن أندية كوكبة الريادة. وعلى هذا الأساس، فإن الفريق مطالب بدق ناقوس الخطر وتكثيف العمل لاسترجاع ثقته بنفسه لأن المزيد من الإخفاقات سيجعل الوداد يلعب من أجل تفادي السقوط خاصة أن مهمة رفاق القائد دغماني في المواعيد القادمة لن تكون سهلة بالمرة في ظل التراجع الرهيب لمستوى أداء الفريق واللاعبين على سواء. أخطاء دفاعية كثيرة ويبقى المشكل الحقيقي الذي لم تنجح وصفات ياحي في معالجته هو نقص فعالية الخط الأمامي، فالجميع يدرك هذا الأمر ويؤكد أن الفريق أضحى يخوض مبارياته دون مهاجمين طالما أن زملاء رابطة لم يتمكنوا من فك العقدة التي تلازمهم بالرغم من مرور 6 مباريات كاملة عن بداية الشطر الثاني من البطولة. كما اتضح خلال مواجهة أمسية أول أمس الجمعة أمام سعيدة أن الفريق لا يعاني فقط من مشكل نقص فعالية المهاجمين وإنما أصبح يعاني من مشكل الدفاع الذي ارتكبت عناصره أخطاء فادحة. شراڤة الأحسن لكن، وبالمقابل فإن اللاعب الوحيد الذي أدى دوره كما ينبغي في هذه المواجهة ولفت انتباه الجميع هو الشاب صلاح الدين شراڤة الذي بالرغم من افتقاره للخبرة المطلوبة، إلا أنه أدى مباراة في المستوى من خلال نجاحه في استرجاع العديد من الكرات في وسط الميدان ويساهم في بناء الهجمات قبل أن ينال منه الإرهاق والتعب في الشوط الثاني الذي عرف انهيارا كليا للاعبي الوداد. ياحي: “الخبرة خانتنا” وفي تعليقه على الهزيمة القاسية التي تكبّدها فريقه أمام مولودية سعيدة، أوضح لنا ياحي المسؤول الأول عن العارضة الفنية للوداد أن أشباله قدموا شوطا أول في المستوى ووقفوا الند للند أمام لاعبي سعيدة الذين كانوا يبحثون عن الفوز لإنعاش حظوظهم أكثر في تحقيق الصعود، وهو ما تحقق لهم بفضل الخبرة المحترمة التي يتمتعون بها الأمر الذي ظهر جليا من خلال طريقة استحواذهم على الكرة وتسيير مجريات المرحلة الثانية التي كانوا فيها أحسن بكثير على مستوى الخطوط الثلاثة. “أتفهم رد فعل الأنصار” أما فيما يخض الشائعات التي راجت عقب نهاية اللقاء عن تساهل فريقه أمام المنافس وترتيب نتيجة اللقاء لصالح السعيديين، أكد ياحي أن مثل هذه الإدعاءات لا تهمه إطلاقا طالما أن فريقه خاض اللقاء بنزاهة ودون أي نية مسبقة في تسهيل مهمة المنافس الذي كان أحسن بكثير من فريقه خصوصا في الشوط الثاني، ومع ذلك أشار ياحي في ختام حديثه إلى أنه يتفهّم رد فعل الأنصار.