تحضر تشكيلة وداد بن طلحة هذه الأيام في ظروف مريحة جدا بعدما استعادت نشوة الإنتصارات التي غابت عنها منذ فترة، وتجلى ذلك في المعنويات المرتفعة للاعبين الذين بدوا وكأنهم تحرّروا كثيرا من الضغط الشديد الذي كان مفروضا عليهم في السابق جراء توالي النتائج السلبية، ما جعل الطاقم الفني مرتاحا لهذه الوضعية التي تمكنه من إيصال رسالته إلى اللاعبين بسهولة، لاسيما أن الفريق مقبل على سفرية شاقة جدا ومحفوفة بالمخاطر نهاية هذا الأسبوع إلى عين تيموشنت لمواجهة الشباب المحلي برسم الجولة 33 من البطولة وهي المواجهة التي يُجمع الكل في الفريق على أنها ستكون فرصة مواتية لتأكيد الفوز الأخير أمام القبة وضمان البقاء بصفة نهائية. حضور جماعي للاعبين وجدية شديدة وتميّزت الحصص التدريبية الأخيرة لأبناء حسين ياحي بحضور جماعي للاعبين وهذا منذ انطلاق الأسبوع الجاري، حيث لم نسجل أي غياب في التشكيلة كما تجري التحضيرات بجدية شديدة من قبل اللاعبين الذين يتدربون في أجواء مميزة صنعها الفوز الأخير أمام القبة والذي أعطى الفريق دفعا معنويا قويا للعمل بكل جدية حتى يكون الجميع جاهزين لمباراة صعبة أمام منافس قوي بحجم شباب تيموشنت الذي حقق نتائج إيجابية فاقت كل التوقعات خصوصا في المرحلة الثانية من البطولة. اللاعبون يريدون الفوز وجعل الفوز المحقق أمام رائد القبة نهاية الأسبوع الماضي معنويات زملاء الحارس سليماني ترتفع كثيرا حيث استرجعوا الثقة في أنفسهم بعد أن دخلهم الشك سابقا جراء توالي النتائج السلبية، وجعل هذا الأمر اللاعبين يصرّون على العودة من تيموشنت بنقاط الفوز حتى يتمكنوا من تأكيد أحقية الفريق بضمان البقاء واسترجاع بعض النقاط التي ضيّعوها في براقي هذا الموسم، وبالرغم من أن المعطيات التقليدية للمباراة ترشح “السيارتي” لكسب النقاط الثلاث إلا أن أشبال ياحي تحدوهم رغبة قوية لقلب موازين المباراة ولم لا العودة بالفوز للتأكيد على أن الوداد قاهر أندية الصدارة في بطولة الموسم الحالي. جاهزية كامل التعداد تريح الجميع ويبقى أهم ما ميّز الحصص التدريبية هذا الأسبوع هي الجاهزية الكاملة لتعداد الوداد ماعدا المهاجم رابطة المعاقب، وقد تركت جاهزية عناصر التشكيلة إنطباعا حسنا لدى الطاقم الفني حيث أصبحت المجموعة مكتملة في التدريبات وهو ما يجعل العمل الذي يقوم به أكثر فائدة للاعبين. والجدير بالذكر أن تعداد الوداد لم يكن مكتملا بهذا الشكل منذ بداية الإياب حيث كانت التشكيلة تعاني كثيرا من كثرة الغيابات في مواعيدها الرسمية بسبب الإصابات أو العقوبات، الأمر الذي صعّب مهمة الطاقم الفني في مناسبات عديدة في ضبط التشكيلة وكلّفه تضييع نقاط كثيرة كانت تبدو في متناوله. ... والحلول متوفرة أمام ياحي وباكتمال التعداد وجاهزية كامل عناصر التشكيلة، فإن الخيارات أمام الطاقم الفني بقيادة ياحي ستكون متوفرة وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، ويبقى الأكيد أن مدرب الوداد سيختار الأفضل منهم للدخول أمام “السيارتي” بالنظر إلى الجدية الشديدة التي تجري فيها التدريبات التي قام بها الفريق مؤخرا بهدف إنهاء الموسم بقوة، وعلى هذا الأساس من المنتظر أن يجدّد ياحي الثقة في العناصر التي تألقت في المواجهة السابقة أمام رائد القبة مع احتمال مشاركة طوبال على الجهة اليمنى من الدفاع منذ البداية بالنظر إلى الانطباع الجيد الذي تركه لدى الطاقم الفني والأنصار في 15 دقيقة التي لعبها أمام القبة نهاية الأسبوع الماضي. الدفاع تحسّن والتأكيد أمام “السيارتي” ضروري استطاع دفاع الوداد الحفاظ على نظافة شباك الحارس سليماني أمام رائد القبة وهو الأمر الذي يؤكد تحسّن أداء عناصر خط الدفاع بعد الضعف الذي ظهر عليه في المقابلات السابقة، ولا يعني هذا أن الدفاع لم يرتكب أخطاء بل على العكس من ذلك فقد كاد المنافس يصل إلى مرمى سليماني في بعض المرات لولا تألق هذا الأخير خاصة في ربع الساعة الأول من اللقاء. وسيكون زملاء صخرة دفاع الوداد خالد بوزار مطالبين بتأكيد قوتهم في مواجهته نهاية هذا الأسبوع إذا أرادوا العودة بنتيجة إيجابية تسمح لهم بترسيم البقاء بصفة نهائية. الهجوم مطالب بالإنتفاضة وبالمقابل، لازال خط هجوم الوداد يصنع الحدث وسط الأنصار ليس بفعاليته وإنما بتألق عناصره في الصيام عن التهديف منذ مباراة الجولة 29 أمام نادي بارادو التي تألق فيها هدّاف الفريق شريف رابطة بتوقيعه ثلاثية كاملة قبل أن تعاقبه الرابطة الوطنية وتضع الفريق في ورطة ظل العجز الذي كشفت عنه العناصر البديلة في الجولات الثلاثة السابقة في تجسيد الفرص الكثيرة المتاحة، ومن حسن حظ الفريق أنه يضم في صفوفه عناصر في الدفاع تتمتع بنزعة هجومية كثيرا ما نابت عن المهاجمين في تحويل الفرص المتاحة إلى أهداف في مواجهات عديدة على غرار دغماني، آيت حملات، بوعافية وبولعراس صاحب هدف الإنتصار الأخير أمام رائد القبة، وبالتالي ستكون عناصر خط الهجوم مطالبة بتفعيل دورها في مواجهة نهاية هذا الأسبوع والاستفاقة من سباتها والمساهمة في قيادة الفريق نحو ترسيم البقاء.