تعادل سلبا المنتخب المغربي متصدر المجموعة الثالثة أمسية البارحة في بانغي أمام منتخب إفريقيا الوسطى في مباراة عرفت تنافسا شديدا بين المنتخبين باعتبار أن الفائز بالنقاط الثلاث كان سيضمن حضوره في دورة الغابون وغينيا الإستوائية بداية العام المقبل، وقد تميز نصف الساعة الأول من المباراة بسيطرة مطلقة لأشبال غيريتس الذين سيطروا على منطقة أصحاب الأرض، حيث تفنن رفقاء حاجي في تضييع فرص سانحة للتهديف، بينما تميز ربع الساعة الأخير بعودة أشبال أكورسي الذين ضيع قلب هجومهم هدفا صريحا في نهاية الشوط بعد تواجده وجها لوجه أمام مرمى الحارس المياغري. الشوط الثاني من هذه المباراة تميز بانخفاض نسق اللعب بسبب الأرضية الثقيلة التي تأثرت بالتساقط الكثيف للأمطار، حيث كان الحذر يسيطر على طريقة لعب الفريقين رغم أن المنتخب المغربي خلق أكبر عدد من الفرص للتهديف ولكن نقص الفعالية ويقظة حارس إفريقيا الوسطى أجبر المنتخبين على تقاسم نقاط المباراة في صالح الأشقاء المغاربة الذين يتحتم عليهم الفوز أمام تانزانيا داخل الديار بينما يتوجب على منافسهم أمس الفوز في الجزائر بأكبر نتيجة من أجل تحسين ترتيبهم من خلال فارق الأهداف. الحسم يتأجل حتى اللحظة الأخيرة تأجل إقصاء المنتخب الوطني رسميا من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، التي ستحتضنها الغابون مناصفة مع غينيا الإستوائية إلى غاية الجولة الأخيرة من دوري المجموعات، التي ستلعب بداية الشهر القادم، وهذا بعد التعادل الذي سجله المنتخب المغربي أمس في “بانڤي” أمام إفريقيا الوسطى، والذي يجعل “الخضر” حسابيا بمقدورهم إنهاء الاقصائيات في المركز الأول ولو أن الأمر يلزمه معجزة حقيقية، بالنظر إلى الوضعية الحالية للمجموعة التي يتنافسون فيها. التأهل يبدو مستحيلا بسبب الفارق السلبي جدا في الأهداف وإن كان بمقدور المنتخبات الأربعة المشكلة للمجموعة الرابعة، إنهاء التصفيات في المركز الأول بنفس الرصيد النقطي (8 نقاط)، وهذا في حال فوز “الخضر” أمام إفريقيا الوسطى وخسارة المغرب أمام تانزانيا، فإن التأهل يبقى أشبه بالمستحيلات السبع للعناصر الوطنية بالنظر إلى فارقها من الأهداف الذي هو سلبي جدا (-5)، مقارنة بمتصدر المجموعة في الوقت الراهن المنتخب المغربي الذي فارق أهدافه إيجابي للغاية (+4)، وهذا دون الحديث عن فارق أهداف إفريقيا الوسطى (+2). يلزم فوز ب 9/0 مقابل خسارة للمغرب في ملعبها بهدف واحد ولا يوجد للمنتخب الوطني حسابات كثيرة تمنحه الأمل في الترشح إلى دورة “كان” 2012، حيث يلزمه فقط الفوز أمام إفريقيا الوسطى في لقائه القادم بنتيجة ثقيلة جدا وتحديدا ب 9 أهداف كاملة دون رد، مقابل خسارة المنتخب المغربي بهدف واحد فقط فوق ميدانه أمام تانزانيا. وفي هذه الحالة سيكون الفارق الإيجابي ل “الخضر” هو (+4) مقابل (+3) للمغرب، و(0) ل تانزانيا و(-7) ل إفريقيا الوسطى، وفي حال أي نتيجة أخرى لا يمكنه إلا قول “وداعا يا الغابون وغينيا الإستوائية”. ب 8 نقاط يستحيل التنافس عن أفضل مركزين ثانيين في التصفيات وإذا فاز المنتخب الوطني أمام إفريقيا الوسطى في جولة ختام التصفيات، وانهزمت المغرب أمام تانزانيا وأنهى المنافسة في المركز الثاني في مجموعته بفارق الأهداف على حسب نتائج الجولة الأخيرة، فإنه لا يمكنه التنافس تماما على أفضل مركزين ثانيين يؤهلان إلى الدورة النهائية (الكاف قررت أن يتأهل من المجموعة 11 منتخبين+ 11 أفضل منتخب في كل مجموعة وأفضل مركزين ثانيين في كل المجموعات). لأن عدة منتخبات تحتل حاليا المركز الثاني في مجموعاتها تعدى رصيدها 8 نقاط، في صورة نيجيريا التي تملك 10 نقاط في المجموعة الثانية وليبيا التي لديها 11 نقطة في المجموعة الثالثة، والسودان الذي يملك 10 نقاط في المجموعة التاسعة. الجزائر ستلعب دور الحكم بين المغرب وإفريقيا الوسطى وستلعب الجزائر دور الحكم في الجولة الأخيرة من التصفيات، وقد يكون دورها كبيرا في تأهل المغرب أو إفريقيا الوسطى في حال فوز أشبال “ڤيريتس” فوق ميدانهم أمام تانزانيا، حيث بمقدور “الخضر” تقديم خدمة جليلة للمغرب من خلال التعادل أو هزم منتخب إفريقيا الوسطى، وهو ما سيمكن حاجي وزملاؤه من التأهل مباشرة لأنه سيكون في رصيدهم لوحدهم 11 نقطة. كما يمكن ل “الخضر” أن يكونوا سببا في إقصاء المغرب لو ينهزموا أمام إفريقيا الوسطى بنتيجة ثقيلة، خاصة أن فارق الأهداف بين المغرب وإفريقيا الوسطى هو هدفين، وفوز المنتخب الأخير مثلا أمام الجزائر برباعية نظيفة مقابل اكتفاء “أسود الأطلس” بفوز بهدف واحد فقط، سيؤهل إفريقيا الوسطى التي سيكون فارقها الإيجابي من الأهداف وقتها (+6) مقابل (+5) للمغرب. الشماخ غاب بسبب العقوبة غاب مهاجم المنتخب المغربي مروان الشماخ عن مباراة أمس أمام إفريقيا الوسطى بسبب العقوبة بعد تلقيه الإنذار الثاني أمام الجزائر، وقد كان لغيابه أثره السلبي على خط هجوم أسود الأطلس الذي لم يتمكن من ترجمة الفرص الكثيرة إلى أهداف خاصة من الثنائي العربي- حاجي، ولكنه سيكون حاضرا في المباراة الهامة لحساب الجولة الأخيرة أمام تانزانيا في مراكش شهر نوفمبر القادم. فرحة عارمة عند المغاربة وقد تميزت نهاية المباراة بفرحة عارمة عند ڤيريتس وأشباله، وحتى لدى بعض أنصار أسود الأطلس من الجالية المغربية في هذا البلد، حيث يعتبر المغاربة التعادل أمام منافسهم المباشر وفوق ميدانه بالإنجاز الإيجابي خاصة أن الجولة الأخيرة ستعرف تنقل أشبال أكورسي إلى الجزائر في مهمة صعبة مقابل استقبال المغاربة لتانزانيا التي فقدت حظوظها في التأهل.