يرفض محمود ڤندوز أن يكون التعادل الذي عاد به المنتخب الوطني من تنزانيا بمثابة النتيجة التي تحجب عيوب هذا المنتخب، وعيوب الكرة الجزائرية ككل كما قال، مؤكدا أن من يفرحون اليوم بهذا التعادل ومن يهللون لنتيجة حليلوزيتش لا يفقهون شيئا في كرة القدم، لأن الجزائر أقصيت وفرض عليها التعادل من طرف تنزانيا المغمورة التي لم نقدر على الفوز عليها لا ذهابا ولا إيابا. هل شاهدت مباراة الجزائر وتنزانيا؟ “نعم شاهدتها، وشاهدت أيضا مباراة تونس أمام مالاوي“. ما دمت قد شاهدتها، فهل لك أن تحلّل لنا أطوارها، وتقيّم لنا المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني؟ “والله لست مجنونا، ولا أبلها لكي أحلّل تلك المباراة، أنا مدرب محترف بأتم معنى الكلمة، قلتها من قبل وأعيدها، التحليلات الفنية تركتها لعلماء كرة القدم الذين تمتلكهم الجزائر، علماء يشرفون على كبار الأندية ويساهمون بعلمهم في تعفن الكرة الجزائرية“. هل أعجبك مردود اللاعبين يوم السبت؟ “أنا أحدّثك عن العلماء وأنت تحدثني عن مردود المنتخب، يا أخي الأمور صارت أخطر من ذي قبل، هل سمعت ما قاله علماء الكرة الجزائرية؟“. نعم سمعت، لكنّي أفضّل أن أعرف منك ما سمعت أنت شخصيا؟ “قالوا أننا خضنا مباراة كبيرة أمام تنزانيا، وأن مستوانا تحسن، وأن منتخبنا سيعود بقوة ابتداء من هذه المباراة، أيعقل أن نقول كلاما كهذا ومنتخبنا أقصي من تصفيات كأس إفريقيا في مجموعة متوسطة المستوى، أيعقل أن نقول كلاما كهذا ومنتخبنا تعادل أمام منتخب ضعيف ومغمور يحتل المرتبة 151 عالميا، لذلك قلت لك أن العلماء يزيدون اليوم كرتنا ومنتخبنا مرضا وتعفّنا“. كثيرون يؤكّدون أن لمسة المدرب حليلوزيتش اتضحت في هذه المباراة، فهل شعرت بأن هناك لمسة لهذا المدرب؟ “عن أي لمسة تتحدث يا أخي، منتخبنا بدا لي خلال اللقاء وأنه في غرفة الإنعاش، ثم أننا واجهنا منتخبا مغمورا “لو كان جات الدنيا دنيا” نفوز عليه ذهابا وإيابا، وأرجوك لا تحاول أن تقنعني أن الأمور مع حليلوزيتش تغيرت وصارت أفضل مما كانت عليه مع سعدان أو بن شيخة“. لكن الجميع لاحظ أن مستوى المنتخب تحسن في المرحلة الثانية، فهل وقفت على ذلك أم لا؟ “كان هناك انتعاش، أعترف بذلك، لكن لا تنس أنك واجهت منتخبا لا باع له ولا تاريخ في كرة القدم، ولو تعيد مشاهدة المباراة من جديد ومن دون عاطفة ستتأكد أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز علينا، لولا الفرص العديدة التي أهدرها لاعبوه، فبعد هدف التعادل الذي أمضيناه فقط خلقوا ثلاث أو أربع فرص للتهديف“. سبق وأن قلت في تصريحات ل“الهداف” أن حليلوزيتش يليق لتدريب المنتخب، لأنه لعب كرة القدم، ودرب الفرق والمنتخبات الكبيرة، لكنك اليوم ترفض أن تقر بأن لمسته كانت حاضرة؟ “لا أريد أن يرضى عليّ لا حليلوزيتش ولا غيره، هو مدرب محترم، لكن من السابق لأوانه أن نحكم على نجاحه أو فشله، ثم أن المشكل اليوم ليس في المدرب، بل في الذئاب التي تتربص في الخلف، تحلل المباريات وفقا لنظرتها الشخصية، وتشارك في البطولة في ترتيب اللقاءات وغير ذلك، وأضيف لك شيئا“. تفضل؟ “مشكلتنا أيضا أننا صرنا نستورد كل شيء، المدرب من الخارج مساعدوه من الخارج، وحتى قريشي ابن جلدتنا من الخارج، اللاعبون من الخارج، كل هذا لم يخدم كرتنا ولا منتخبنا، وساهم بجزء كبير فيما وصلنا إليه اليوم“. حليلوزيتش لا يفكر اليوم في تنزانيا وإفريقيا الوسطى، بل هو يفكر فيما ينتظر المنتخب من تحديات مستقبلا وأهمها تصفيات كأس العالم 2014؟ “تفكير صحيح، لكن إن كان يرغب في الاعتماد على نفس اللاعبين الذين واجهوا تنزانيا مؤخرا، فهو مخطئ، وعليه أن يعيد حساباته في هذه النقطة“. نريد توضيحا أكثر منك؟ “على حليلوزيتش أن يغربل التعداد ويحتفظ بالأقلية ممن هي قادرة على المواصلة، على أن يزيح من لا يزالون يلعبون بأسمائهم وفقط، لأنهم صاروا اليوم عبئا ثقيلا على منتخبنا، عليه أن يجدد الدماء وأن يستنجد بلاعبين شبان جدد من أجل تكوين منتخب قوي للمستقبل، أما إذا ما قرر مواصلة الاعتماد على من لا يقدمون شيئا لمنتخبنا فلن نجني من وراء تلك السياسة أي شيء“. تقصد أن التشكيلة التي أهلت الجزائر إلى “مونديال 2010” انتهت مدة صلاحيتها، ولا بدّ أن تترك مكانها لعناصر أخرى شابة أكثر طموحا وحماسا؟ “(يضحك) وهل أنت تعتقد أن تلك التشكيلة هي التي أهّلت الجزائر إلى “المونديال” سنة 2010.....”الهول و والهاراج” والضجيج هما من أهّلانا إلى “المونديال” وليس اللاعبون، ثم إننا لو تأهلنا فنيا وتكتيكيا لكنا اليوم في موقع أفضل مما نحن عليه، لكن وبما أننا تأهلنا ب”الهول” فكان لا بد أن نسقط سريعا، لأن ما بني على الكذب فهو كذب....منتخبنا تحطم من جديد وبسرعة البرق، وصار في خبر كان بعد أن مثل العرب في “المونديال” الأخير“. مع ذلك هؤلاء اللاعبين أدوا مباريات كبيرة مع كبار المنتخبات؟ “عن أي مباريات كبيرة تتحدث، يا أخي هؤلاء أذلوا في نهائيات كأس إفريقيا برباعية وثلاثية، وغيرها من الهزائم التي تكبدوها فيما بعد، الأمور اليوم تعفنت وأعتقد أن هناك العديد من الأشخاص ممن يخدمهم التعفن لتحقيق مآربهم الشخصية، وهنا أتوقف لكي أؤكد أن الصحافة ضخمت المنتخب وساهمت فيما وصل إليه اليوم، المدربون الحاليون والمحللون “الطماعين” ساهموا بدورهم في تعفن الكرة الجزائرية، ولو نواصل بنفس العقلية سيصل منتخبنا والكرة الجزائرية إلى الهاوية“. بن شيخة الناخب الوطني السابق تولى العارضة الفنية لمولودية الجزائر ما تعليقك؟ “بن شيخة فني ومدرب جزائري، تكوّن في الجزائر، له الحق كي يعمل وكي يدرّب، وللأسف فالمنتخب في وقت سابق كان أكبر منه بعض الشيء، لكن كان لا بد أن يقبل بالمهمة بما أن مدربين دربوا في فرنسا بالقسم الخامس وآخر بالقسم الثالث منحوهم فرصة تدريب الجزائر، فكيف لا يمنحوها لبن شيخة، اليوم اختار تدريب مولودية الجزائر وأتمنى له كل الخير، ولا أدري إن كان يتمنى لنا الخير هو بدوره أم لا...إن شاء الله “ربي يوفقوا”. وأنت ما هو جديدك، هل سنراك مدربا لإحدى الفرق الموسم المقبل، أم أنك تفضل أن ترتاح بعض الشيء؟ “فضّلت أن أتراجع وأرتاح قليلا في الفترة الأخيرة، لقد غبت عن عائلتي منذ سنتين، وكان عليّ أن ألتفت إليهم قليلا، وبعد أيام قليلة سأكون في الجزائر كي ألتقي زملائي القدامى، وحتى ننظم أنفسنا ونسمع صوتنا“. هل مازلت تطمح كي تدرب في الجزائر، كأن تشرف على المنتخب المحلي مثلا؟ “بطبيعة الحال أطمح كي أدرب بلدي، لا سيما وأني أملك الكفاءة، والقدرة على ذلك، مشكلتي أنني أتحدث صراحة وعلنا في “الوجه” أيضا، والاتحادية بمسؤوليها تدرك قيمتي الحقيقية، وتعرف جيدا أني الجزائري الوحيد الذي درب في القسم الثاني من البطولة الفرنسية، وتعرف “واش يسوى” ڤندوز“. لكنها تخافك وتخاف من تعيينك؟ “أجل، أدرك أن المسؤولين في الاتحادية يخافون من تعييني في إحدى فئات المنتخب، يخافون من صراحتي من كلامي من ملاحظاتي وانتقاداتي، لكني لن أتغير وسأدافع عن زملائي اللاعبين القدامى وزملائي المدربين أصحاب الكفاءة ما حييت، لأنها قضية مبدأ لا غير“. كيف هي علاقتك بروراوة؟ “تحدثت معه وأبديت له رغبتي في أن أدرب المنتخب المحلي، وهذا حق مشروع بالنسبة لي، المنتخب هو منتخبنا جميعا، ومن حقي كمدرب جزائري أن أطمح إلى تدريبه، لا أنكر فضل روراوة على رأس المنتخب والكرة الجزائرية ككل، ثم أني أحترمه وأحترم العمل الذي قام به لكني لست “شياتا” مثل البعض، أنا “ما نشيّتلوش”، هو مسير وبشر في نهاية المطاف، وبإمكانه أن يخطئ“. هل هو مقتنع بأنك قادر على تدريب المنتخب المحلي؟ “هو مقتنع بأني مدرب كفئ، مشكلتي أنهم في “الفاف” يخافونني بسبب لساني، وكيف له ألا يقتنع وهو يدرك أن مدربين من القسم الخامس والثاني والثالث في فرنسا أتيحت لهم فرصة تدريب المنتخب في وقت سابق، وبكل تواضع أنا قادر على التدريب في الجزائر دون أي مشكل، واسمح لي كي أعرج بك إلى موضوع أقلقني كثيرا في الفترة الأخيرة“. ما هو هذا الموضوع؟ “ما حدث لصايب مؤخرا حزّ في نفسي كثيرا، صايب الذي لعب في توتنهام وكبار الأندية في أوروبا، جاء لكي يدرب فريقه الأصلي شبيبة القبائل فإذا به يجد نفسه مطرودا قبيل انطلاق الموسم، رغم أنهم قالوا أن كأس الكاف ليست ضمن أهداف الشبيبة، لعبوا به “مسكين” ككرة المضرب، أنا متضامن معه ومتضامن مع شريف الوزاني الذي قام بعمل كبير الموسم الفارط مع مولودية وهران وأبعدوه دون وجه حق، ومتضامن مع جمال مناد الذي قام بعمل جبار مع شبيبة بجاية وابعد، لا أسمي هذا سوى بالحقرة في حق مدربين لديهم الكفاءة لكي يدربوا أنديتنا، للأسف هم يبعدونهم ويجلبون أسماء مغمورة من الخارج، أسماء أجريت على بعضها تحريات والله صدمت“. وضح لنا؟ “في مرة من المرّات تحرّيت عن مدرب جلبوه من الخارج، وقيل أنه درب في أوروبا، ولما بحثت عنه تأكدت أنه كان يدرب في القسم التاسع في البلد الذي كان يعيش فيه، أيعقل أن نمنح هذا فرصة تدريب أنديتنا المحلية ونهمل صايب، مناد والوزاني والعديد من الكفاءات التي نمتلكها، على كل حال سوف ننظم أنفسنا هذه المرة نحن المدربون واللاعبون القدامى، وسنقدم على القيام بخطوات سنرد بها الاعتبار لأنفسنا، وسنقوم بأشياء قد تضر بهؤلاء المسؤولين.