في هذا الحوار، يرى “زينڤا”- الحارس الدولي الإيطالي السابق ومدرب النصر السعودي حاليا- أن المباراة التي جمعت ناديه أمام رفقاء غزال ما هي إلاّ مباراة تحضيرية تحسبا للمواعيد القادمة، كما عبّر الحارس الذي واجه المنتخب الجزائري سنة 1989، وهي المواجهة الأولى والأخيرة التي التقى فيها المنتخبان، أن الجزائر أبلت البلاء الحسن في “المونديال” الأخير، إضافة إلى حديثه عن الدور الكبير الذي كان يقوم به ماجر وبلومي في التشكيلة الوطنية ووصفهما باللاعبين الموهوبين كثيرا، إضافة إلى مواضيع أخرى... في البداية سيّد “زينڤا”، هل تذكر شيئا عن كرة القدم الجزائرية؟ طبعا، أعرفها أتم المعرفة ولدي ذكريات معها بما أنني لعبت مباراة ودية أمامهم منذ 20 سنة لمّا قابلناهم وديا، وهي المباراة الوحيدة التي التقى فيها المنتخبان، وكان ذلك في “فيتشنزا”، وأذكر بأننا فزنا بهدف دون ردّ في مواجهة كانت ممتعة للغاية لأننا اكتشفنا لاعبين في المستوى المطلوب ومن كلّ النواحي. على ذكر اللاعبين، من هم الذين بقوا في مخيلتك إلى الآن؟ أعرف فقط اللاعبين اللذين تألقا في “مونديال” إسبانيا قبل ذلك، وهما ماجر وبلومي، لقد كانا موهبتين بأتمّ ما تحمله الكلمة من معانٍ، لكن الآخرين لا أعرفهم جيدا. ولكن شاهدنا أن الجزائر بلد كرة القدم بشكل كلي، وكانوا في أوجّ قوتهم، بالرغم من أننا نحن كذلك نملك تشكيلة قوية يقودها لاعبون أقوياء في تلك الفترة، على غرار روبيرتو باجيو، دونادوني، فيرارا، باريزي وبيرڤومي. هل تابعت كأس العالم الأخيرة والمشاركة الجزائرية على وجه التحديد؟ نعم، تابعت مباريات كأس العالم على غرار العديد من الأشخاص في العالم، وتفاعلت مع المباريات الجميلة التي أدّتها المنتخبات في بلاد نيلسون مانديلا، إضافة إلى أني شاهدت مباريات المنتخب الجزائري والتي كانت مشاركتها مشرّفة على عكس ما يتخيّله الكثيرون، وبرهنت على تأهلها على حساب مصر إلى “المونديال” كان مستحقا إلى حد ّ بعيد. كيف يمكن أن تقيّم لنا مواجهات الجزائر الثلاث؟ في المباراة الأولى أمام سلوفينيا لا أدري ما الذي كان ينقص الجزائر للفوز، وهزيمتهم كانت بطريقة غريبة جدا ونتيجة التعادل كانت ستكون أقرب إلى المنطق بعد أن أنهوا المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد غزّال الذي أراه أمامي الآن (في تلك الأثناء مرّ غزال أمامنا). أما أمام المنتخب الإنجليزي، فقد ظهر تماسك المنتخب الجزائري ليس بسبب صموده، بل لثقة اللاعبين الكبيرة في أنفسهم وأدائهم الطيب للغاية. صحيح أن المنتخب الإنجليزي لم يكن في أوجّ إمكاناته، لكن يبقى بقيمته وهيبته ولاعبيه، ومن قال إن إنجلترا كانت ضعيفة لا يفقه كرة القدم. ما رأيك في أداء غزّال اليوم؟ صحيح أن غزّال لعب الشوط الأول فقط، لكن أدائه كان ممتازا بشكل كبير، حيث شكل لنا العديد من الصعوبات بتحرّكاته، وكانت له أكثر من فرصة للتسجيل، وكل هذا في صالحه ودليل على إمكاناته الكبيرة بالرغم من أنه حديث الانضمام إلى باري الإيطالي، وظهر منسجما مع زملائه بشكل كلي، وهذا الأمر سيفيده كثيرا. لكن فوزكم بهدف مقابل صفر؟ هذا لا يعني شيئا لأننا لعبنا مباراة ودية، صحيح أن الفوز بها يبقى مهما ولكنها تدخل في إطار استعداداتنا للموسم الجديد، والهدف منها هو الوقوف على النقائص وتصحيحها قبل المواعيد الرسمية. نشكرك سيّد “زينڤا”، وهل من كلمة أخيرة؟ أحيي الجمهور الرياضي الجزائري والذي سبق لي أن واجهته في 89، واكتشفت عن قرب العشق الجنوني للجزائريين للكرة المستديرة، وهو أمر عادٍ بالنسبة لبلد أنجب العديد من المواهب الكروية المعروفة منذ السنوات الفارطة.