إذا كان موضوع الظهير الأيمن للمنتخب الوطني قد أخذ في الأيام الفارطة وتحديدا منذ مباراة تانزاينا، الحيز الهام من حديث وسائل الإعلام والمتتبعين، حيث اعتبر الكل أن الحلقة الأضعف ل "الخضر" تبقى في هذا المنصب الذي لم يجد له في العقدين الأخيرين كل من تداولوا على العارضة الفنية للتشكيلة الوطنية، حلا رغم تجريبهم لعدد معتبر من اللاعبين. فإن الجميع تناسى الحديث عن موضوع عقم الهجوم وكأن بوعزة قد قضى على هذا المشكل منذ هدفه الموقع في "دار السلام"، رغم أن كل المعطيات توحي بأن هذا المشكل لم يحل، وقد لن يجد له "حليلوزيتش" حلا مجد في المستقبل القريب بسبب غياب لاعبين كبار في هذا المنصب. مطمور بهدف واحد في مجموع 10 لقاءات كاملة ومن أجل تأكيد كلامنا أردنا أن نطرح على قراءنا أرقام ومشوار المهاجمين الخمس الذين استدعاهم "حليلوزيتش" تحسبا لمباراة إفريقيا الوسطى القادمة، وقد قررنا البداية بمطمور الذي يعتبر اللاعب الذي لعب أكثر من عدد من اللقاءات منذ أن بدأ الموسم، حيث شارك في 9 لقاءات مع ناديه "انتراخت فرانكفورت" (8 في الدوري ولقاء في الكأس) وهذا بمجموع 313 دقيقة، يضاف إليها التسعين دقيقة التي لعبها أمام تانزانيا مع المنتخب الوطني. ورغم هذا العدد المعتبر من اللقاءات، إلا أن لاعب "بوروسيا مونشانغلاباخ" السابق لم يتمكن من تسجيل إلا هدف واحد، مع التوضيح أنه لم يشارك في لقاء ناديه الأخير أمام "دينامو دريدينس"، وقبع طيلة التسعين دقيقة في مقعد الاحتياط. بداية محتشمة جدا لجبور والإصابة قد تكون السبب المهاجم الثاني الذي سيكون حاضرا في التربص القادم للمنتخب الوطني، هو مهاجم "أولمبياكوس" زهير رفيق جبور الذي وعكس كل التوقعات سجل انطلاقة محتشمة مع ناديه، بعد أن تمكن من تسجيل هدف واحد في 4 لقاءات شارك فيها حتى الآن، وهو الذي أنهى الموسم الفارط بقوة. وإذا كان من المسبق إصدار أي حكم بشأن جبور، فإنه يمكن ربط بدايته المحتشمة بالإصابة التي تعرض لها في الفترة التحضيرية، التي سبقت انطلاق الموسم والتي جعلت تحضيراته مضطربة جدا. غزال لا مردود ولا أهداف واستدعاؤه محير جدا وإذا كان يمكن إيجاد حجة بالنسبة لجبور من أجل توضيح بداية موسمه المحتشمة، فإن الأمر مختلف بالنسبة لمهاجم "تشزينيا" عبد القادر غزال، الذي شارك في 3 لقاءات مع ناديه بمجموع 135 دقيقة، وفي مناسبتين كاحتياطي أمام "لازيو" ثم "ميلان" أول أمس لكنه لم يظهر أي شيء إيجابي ينبأ بأنه سيؤدي موسما جيدا. حيث كان مردوده منذ أول لقاء أمام "كاتانيا" كارثيا، ما جعله يضيع مكانته الأساسية دون الحديث عن حسه التهديفي الذي هو دائما غائب، وليس مستبعدا أين تكون حصيلته مماثلة أو أضعف من تلك التي سجلها الموسم الفارط مع "باري" أين سجل هدفين فقط طيلة الموسم منها هدف عن طريق ركلة جزاء. انطلاقة مشجعة لبوعزة وبعدها لا شيء يذكر وإذا كان الرأي العام الرياضي الجزائري قد استبشر خيرا ببداية الموسم الجيدة لمهاجم نادي "ميلوال" الانجليزي عامر بوعزة، حيث تمكن من تسجيل هدفين في مجموع 5 لقاءات مع ناديه، قبل أن يوقع هدفا آخر مع المنتخب الوطني في تانزانيا، فإن الأمور توقفت بالنسبة لهذا اللاعب من لقاء "دار السلام". حيث شارك بعدها في 6 لقاءات مع ناديه، دون أن يتمكن من هز شباك المنافسين، والأكثر من ذلك لم يكمل أي لقاء وقد يضيع مكانته الأساسية مستقبلا إذا تواصلت أموره على الشكل التالي. غيلاس الاستثناء وأرقامه تبقي التفاؤل قائما وبشهادة كل الأخصائيين فإن أحسن قرار اتخذه الناخب الوطني "حليلوزيتش"، في القائمة التي أعلن عنها والخاصة بمباراة إفريقيا الوسطى، تبقى إعادته غيلاس إلى المنتخب الوطني بعد أن غاب عنه قرابة السنتين (23 شهرا تحديدا)، وهذا إذا نظرنا إلى أرقام لاعب "رامس" مع ناديه. حيث يتصدر غيلاس ترتيب هدّافي دوري الدرجة الثانية الفرنسي، بعد أن هز شباك منافسيه 5 مرات كاملة في 7 لقاءات شارك فيها وهذا بمجموع 607 دقائق، وهي حصيلة مشجعة جدا وتبقي التفاؤل قائما بأن يكون هو ذلك المهاجم الذي يمكنه أن يخلص المنتخب الوطني، من عقم الهجوم الذي لازمه كثيرا في السنتين الأخيرتين.