انقسم الشارع الجزائري عقب الإعلان عن القائمة الأولية التي أعلن عنها المدرب الوطني رابح سعدان والتي ضمت 25 لاعبا سيكونون بنسبة كبيرة في التربص القادم بسويسرا قبل التنقل إلى ألمانيا، فبين مؤيد ومعارض لها هناك من أبدى تحفظه. لكن وبقراءة في التشكيلة التي اختارها المدرب نجد بعض الإيجابيات التي تؤكد أن سعدان لا يريد تكرار نفس الأخطاء التي وقع فيها في الماضي، على غرار مقعد البدلاء الذي عاني منه “الخضر“ كثيرا في وقت ماضي، بالإضافة إلى شبح الإصابات الذي أنهك الفريق في التحديات الماضية وجعل التعداد في كل مرة يتقلص، لكن ومع ذلك فإن العديد من النقائص قد ظهرت على المجموعة. ماعدا مغني .. الكلّ سيكون جاهزا قبل التوجّه إلى سويسرا أول شيء ارتاح له الجمهور الجزائري هو عودة اللاعبين المصابين على غرار بوڤرة، يبدة وبلحاج اللذان من الممكن أن يلعبا نهائي كأس إنجلترا أمام العملاق تشيلزي قبل التوجه نحو التربص حيث تحسنت حالتهما كثيرا، لكن ومع ذلك فإن اللاعبين يريدون الاحتياط أكثر وهو ما دفع بنجم الدفاع مجيد بوڤرة إلى طلب إعفائه من المواجهة الأخيرة لفريقه الذي توّج باللقب، ولعل هذه الأمور هي التي جعلت المدرب الوطني يشطب اسم لاعب بلاكبول الإنجليزي عامر بوعزة الذي لا يزال بعيدا عن مستواه، في حين سيكون نجم لازيو الإيطالي مراد مغني الوحيد المتابع صحيا في التربص نظرا لوزنه الكبير من جهة وكذا تحسّن حالته الصحية من جهة أخرى، حسب تصريحات سعدان الأخيرة. سعدان اعتمد على أكبر قدر من اللاعبين متعدّدي المناصب أما النقطة التي تحسب لصالح المدرب سعدان فهي من دون شك استغلاله للاعبين مغمورين لكنهم قادرون على التأقلم مع العديد من المناصب حسب حاجة المدرب إليهم، فبالإضافة إلى المدافعين الموجودين يمكن للوافد الجديد عدلان قديورة لاعب وسط ميدان نادي ولفرهامبتون الإنجليزي أن يلعب في وسط الدفاع أو الجهة اليمنى وقد سبق له شغل هذا المنصب في الكثير من المرات، كما يمكن لنجم نادي ليتشي مصباح أن يغطي الجهة اليسرى من الدفاع في ظلّ غياب بلحاج عن المواجهة الأولى على الرغم من أن منصبه الأصلي هو وسط ميدان، ونفس الشيء يقال عن لاعب راسينغ سانتاندار مدحي لحسن الذي يحسن اللعب ظهيرا أيسر، وقد لعب في هذا المنصب أكثر من مرّة في “الليغا“ الإسبانية وهو مؤهل لذلك في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني. أما على مستوى الرواقين فبوجود مطمور وبودبوز يمكن القول إن تبادل المناصب بين هذين اللاعبين يجعل المنتخب الوطني أكثر خطورة، حيث من المكن أن يحوّل المدرب سعدان نجم غلادباخ كريم مطمور إلى الجهة اليسرى ويضع مكانه لاعب سوشو بودبوز (يساري يفضل اللعب على الجهة اليمنى)، لأن اللاعبين يفضلان الاختراق والقذف على غرار أكبر نجوم الكرة مثل ميسي، كريستيانو رونالدو وروبين. صيام المهاجمين لا يُقلق سعدان وفرنسا 2002 أكبر دليل أما على مستوى القاطرة الأمامية فبالإضافة إلى المهاجمين الثلاثة غزال، جبور وصايفي بالإضافة إلى مطمور الذي يمكنه أن يشغل منصب مهاجم ثان، نجد لاعبين ذوي نزعة هجومية كبيرة على غرار الوافدين الجديدين بودبوز وقادير، صانع لعب نادي فالنسيان، الذي يحبذ اللعب خلف المهاجمين لكنه يملك حسا تهديفيا كبيرا. لكن الذي يؤرق الجمهور الجزائري في الوقت الحالي هو نقص الفعالية عند أغلب المهاجمين خاصة منذ نهائيات كأس أمام إفريقيا، لكن الشيء المؤكد هو أن اعتماد سعدان على الأسماء نفسها يعود بالدرجة الأولى إلى التفاهم الكبير بينها، خاصة الثنائي غزال - جبور الذي يبدو الأقرب لحجز مكانة أساسية في الهجوم. ومن جهة أخرى، فإن نهائيات كأس العالم تختلف عن البطولات حيث يتذكر الجميع منتخب فرنسا في “مونديال“ 2002 حين كان يضمّ في صفوفه ثلاثة هدافين لأكبر البطولات في العالم ويتعلق الأمر ب تيري هنري (إنجلترا)، دافيد تريزيغي (إيطاليا)، جبريل سيسي (فرنسا)، والغريب في الأمر أن اللاعبين الثلاثة توّجوا كأحسن هدافين موسم 2002، لكن “الديكة” خرجوا من الدور الأول ومن دون تسجيل أيّ هدف يحفظ ماء الوجه. غياب ظهيرين ومهاجم قناص يبقى النقطة السوداء وعلى الرغم من ذلك فإن القائمة حملت بعض السلبيات ولعل أبرزها عدم جود مهاجم قناص كون أغلب مهاجمي “الخضر“ الذين ينوي المدرب سعدان الاعتماد عليهم لا يحسنون اللعب داخل مربع العمليات، ويفتقدون إلى الحسّ التهديفي الذي يمتلكه اللاعب عبد المالك زياية الذي رفض دعوة المدرب. فالمتتبع لمسيرة عبد القادر غزال و رفيق جبور هذا الموسم يمكن أن يلاحظ أنهما تحوّلا إلى صانعي لعب أكثر منهما مهاجمين، أما صايفي فإنه يفضل دائما شغل مركز مهاجم ثان فضلا عن أنه لن يكون بإمكانه حجز مكانة أساسية نظرا لتقدّمه في السنّ، في حين أن أداء كريم مطمور تراجع نوعا ما في الفترة الأخيرة في ظل اعتماد مدرب بوروسيا مونشنغلادباخ على مهاجم واحد. أما على مستوى الدفاع فإن الإشكال سيكون على مستوى الظهيرين في غياب لاعبين صريحين في هذا المركز، خاصة في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني التي ستشهد بنسبة كبيرة غياب نجم بورتسموث نذير بلحاج، وهو ما يجعلنا نتكهن باعتماد المدرب سعدان بنسبة كبيرة على ثلاثة لاعبين في محور الدفاع. ------------------ حتى الأفارقة تخلّوا عن لاعبي المستوى الثاني الجزائر في طريقها لتكون الممثل الأول للاعبي الدرجات الثانية في “المونديال“ لم يشهد المنتخب الوطني الجزائري كمًّا من اللاعبين المحترفين بالقدر الذي تواجدوا به في قائمة المدرب الوطني رابح سعدان المعلنة مؤخرا والخاصة بالإعداد للبطولة الأقوى والأهم “مونديال 2010”. فالمستعرض لتاريخ “الخضر” يجد أنه لم يسبق أن شكل المحترفون نسبة تتجاوز ال80 بالمئة من التعداد، وهو ما حدث في القائمة المونديالية، أمر اختلفت حوله الآراء بين داعم ومعارض، استند الأول فيه إلى ضعف البطولة الوطنية، أما الثاني فعلل موقفه أن اللاعب المحلي يملك هو الآخر الكفاءة التي تخول له حمل القميص الوطني في المحفل العالمي. وبين هذا وذاك يبقى لكلمة “محترف” سحر كبير على العقول، حتى وإن كان المنعوت بها لاعبا من المستوى الثاني. الأفارقة صنعوا للدرجات الدُنيا مجداً ضاع مع كوت ديفوار، نيجيريا، غانا والبقية كان ولازال حمل اللاعب الإفريقي لألوان بلاده مرتبط فقط بلعبه لصالح ناد في أوربا، لا يهم إن كان أرمينيا أو مالطيا أو حتى إسرائيليا، فالمهم أن يجد ملاعب خضراء يتدرب ويلعب فوقها ما دامت بلدانهم الأصلية لا تملك أبسط مقوّمات ممارسة الرياضة. وهذه الحقيقة كانت عامية تشمل كان القارة السمراء دون استثناء، بيد أن الطفرة التي شكلها اللاعب الأسمر وراء البحار جعلت منه الآن واحدا من أكثر اللاعبين تألقا في العالم بسبب قوته البدنية وفنياته العالية، خاصة لبعض البلدان في شاكلة كوت ديفوار، غانا، الكامرون ونيجيريا وبشكل مكثف جدا، مما خلق تنوعا في الاختيارات لدى مدربي منتخباتها بسبب احتراف اللاعبين في أعلى المستويات، وهو ما أبعد لاعب المستوى الثاني عن الحسابات إلى غاية الانتقال إلى مستوى أعلى. “الخضر” أخذوا المشعل وسيُمّثلون أضعف درجة ثانية لدى كبار أوروبا ! بخلاف التطوّر الذي سلكه الأفارقة في انتقاء محترفي أندية المستوى الأول، تدعم المنتخب الوطني الجزائري بمناسبة المونديال بلاعبين اثنين من الدرجات الثانية الأوربية، بداية من كارل مجاني مدافع نادي أجاكسيو الفرنسي المنضمّ إلى رفيقيه في الدرجة ذاتها رفيق صايفي من إيستر وجمال عبدون من نانت. هذا الثلاثي يجمعه صراعه حتى نهاية البطولة من أجل ضمان البقاء، وسيجمعه أيضا تمثيله للدرجة الثانية الفرنسية في “المونديال“ الإفريقي، كون لا أحد من المنتخبات المتأهلة له – خاصة الإفريقية- لمحت إلى إمكانية تدعيم الصفوف بلاعبين منها، مع العلم أن المستوى الثاني في فرنسا مصّنف كأسوأ درجة ثانية في خماسي القارة العجوز الأقوى (إسبانيا، إيطاليا، إنجلترا، ألمانياوفرنسا). الدرجة الثانية الإيطالية قد تمّثل ب مصباح فقط في جنوب إفريقيا ثاني الأسماء القادمة ل “الخضر” من المستوى الثاني هو جمال مصباح النجم المتألق جدا في سماء “سيري.ب” الإيطالية، ورغم أن ضمان ناديه “ليتشي” للصعود إلى الدرجة الأولى قد يشفع له عكس ثلاثي الدرجة الثانية الفرنسية، إلا أن لقب المستوى الثاني يبقى مرافقا له، حتى وإن كانت البطولة إيطالية. ويبقى مؤكدا حتى الآن أن جمال مصباح هو الممثل الوحيد ل “سيري.ب” في “مونديال“ جنوب إفريقيا، مادامت فرص السويسري الشاب “جوناثان روسيني” مدافع نادي ساسولو تبقى ضعيفة للإلحاق بصفوف منتخب بلاده حسب الإعلام السويسري. كابيلو يبحث عن لاعبين من الدرجة الإنجليزية الأولى الحديث عن لاعبي المستوى الثاني ليس حكرا على “الخضر”، بما أن بعض المنتخبات الأخرى تستعين أيضا بهؤلاء اللاعبين، لكن الغريب أن يقوم مدرب بحجم كابيلو بالبحث عن لاعبي المستوى الثاني، ونتحدّث هنا عن الدرجة الثانية الإنجليزية والمصنفة كمستوى أول مادام القسم الأول في إنجلترا مصنف كممتاز، حيث تضمّ الكثير من المنتخبات المونديالية لاعبين من ويست بروميتش، نيوكاسل والبقية، مما يجعلها خارجة تصنيف المستوى الثاني مادامت تحتل الصفّ السادس حسب آخر الإحصائيات من حيث الجماهيرية خلف البطولات الخمس الكبيرة. حتى أن أخبارا تحدثت قبل فترة عن بحث مدرب الإنجليز فابيو كابيلو في فكرة استدعاء لاعبين منها. أما عن لاعبي المستوى الثاني من خارج إنجلترا، فتقف الجزائر في المقدّمة ومعها حتى الآن كوريا الشمالية بوجود “كيك كوك جين” المحترف في “أف.سي ويل” من الدرجة الثانية السويسرية. استنجاد سعدان بلاعبي المستوى الثاني إهانة للمحليين تواجد لاعبين من المستوى الثاني في منتخبنا الوطني ليس الشجرة التي تغطي الغابة وتدفعنا إلى الجزم أن لا فرصة لنا في “المونديال“، فإلى جانبهم يوجد محترفون في أعلى المستويات يتحدّث عنهم العالم أجمع، ويصنعون الحدث على صفحات الجرائد في أقوى البلدان الكروية، هي رؤية إذا تأملنا فيها نجد أنها تشابه ما عاشته من قبل كوت ديفوار أو غانا التي أشرنا أنهما تخلتا عن لاعب المستوى الثاني، ومن يدري ربما يكون “الخضر” في الدّرب ذاته الذي مرّ بهم أشقاؤهم في القارة السمراء، وقد تكون الخطورة القادمة تواجد جزائريون في فرق كبرى، لكن هذا لا يمنعنا من الاعتراف أن بطولتنا الوطنية ضعيفة، والاستنجاد بلاعبي المستوى الثاني يعد إهانة كبرى للاعبين المحليين. تأخر التحاق بعض اللاعبين هاجس سعدان قبل تربص سويسرا من المنتظر أن ينطلق تربص المنتخب الوطني المزمع إجراؤه على الأراضي السويسرية بعد يومين من الآن، حيث يرتقب أن يصل اللاعبون تباعا إلى مقرّ التربص. وقبل ذلك الموعد، تدور تخوّفات كبيرة وسط الطاقم الفني ل”الخضر” جرّاء الإصابات الكثيرة التي لاحقت اللاعبين خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يدعو إلى التساؤل حول إمكانية لحاق المصابين بالركب في أسرع وقت، كما أن المباريات المتبقية لبعض المحترفين تُشكل هاجسا آخر بالنسبة للمدرب الوطني رابح سعدان، الذي لا يريد أن يُصاب لاعبوه في آخر لحظة من الموسم. بوڤرة، حليش وقديورة سيلتحقون في الموعد أسدلت البطولة الألمانية الستار على موسمها الحالي يوم السبت الماضي وذلك بعد إجراء 34 جولة كاملة، وعرفت نزول نادي بوخوم الذي يلعب له عنتر يحيى إلى الدرجة الثانية، فيما حققت أندية الجزائريين نتائج متباينة، حيث احتل كريم مطمور مع ناديه بوريسيا مونشنغلادباخ المركز الثاني عشر، وحلّ كريم زياني في المركز الثامن رفقة فولفسبورغ. وسيصل ثلاثي “البوندسليغا” بالإضافة إلى لاعب ولفرهامبتون عدلان قديورة ومدافع ناسيونال ماديرا رفيق حليش ومجيد بوڤرة نجم ڤلاسڤو رينجرز (بعد اختتام البطولات في انجلترا، البرتغال واسكتلندا) في الموعد المحدّد إلى تربص سويسرا، بينما ينتظر أيضا وصول مراد مغني مباشرة من قطر أين كان يواصل العلاج، حيث سيجري التحاليل اللازمة في سويسرا من أجل التأكد من جاهزيته للمشاركة في “المونديال“. لحسن يلعب مباراة مصيرية قبل الالتحاق تختتم البطولة الإسبانية بإجراء مباريات الجولة ال 38 مطلع الأسبوع القادم، حيث سيكون مهدي لحسن على موعد لاستقبال سبورتينغ خيخون، ويجب على راسينغ سانتاندار الفوز بنقاط هذه المباراة إن أراد ضمان البقاء، فأيّ نتيجة دون الفوز قد تعني نزوله إلى الدرجة الثانية، وهو ما يؤكد أهمية ومصيرية هذه المواجهة بالنسبة للدولي الجزائري الذي سيبدأ أساسيا دون شك، الأمر الذي يثير المخاوف خاصة أنّ اللاعب عائد من إصابة، وبالتأكيد فإنّ الطاقم الفني ل “الخضر” ينتظر منه الكثير خلال “المونديال“ القادم.
