إذا كان تأهيل لاعب “فالنسيا” الإسباني سفيان فغولي في المنتخب الوطني، قد أخذ وقتا طويلا وأسال الكثير من الحبر قبل أن تمنح لجنة التأهيل على مستوى “الفيفا” أول أمس الضوء الأخضر ل “الفاف” من أجل استدعائه إلى “الخضر”.. فإن الكثير من عشاق الكرة الوطنية مازالوا يجهلون الكثير عن مسيرة هذا الشاب الواعد الذي لم يتعدى عمره 22 سنة (من مواليد 26 ديسمبر 1989)، حيث أن الغالبية منهم بدأ يتتبع خطواته عند انضمامه بداية الموسم الفارط إلى نادي “فالنسيا”، ثالث أكبر الأندية الإسبانية بعد العملاقين “برشلونة” و”ريال مدريد”. مسيرته الاحترافية انطلقت في سن 17 و”بوليكان” لم يبخل عليه فغولي الذي تنبأ له الجميع منذ صغره بمستوى كبير، تلقى أولى أبجديات الكرة في المركز التكويني لنادي “غرونوبل”، حيث تدرج في جميع أصنافه قبل أن يلفت الانتباه وتتم ترقيته إلى النادي المحترف الأول، حيث لعب في موسم 2006/2007 في بطولة “ليغ 2” الفرنسية 3 مباريات ولم يتعدى سنه وقتها 17 سنة فقط. تجدر الإشارة إلى أن المدرب “إيفون بوليكان” هو من كان وراء استدعائه إلى النادي المحترف الأول، حيث ظل يؤكد بعد أن شاهد اللاعب في إحدى مباريات نادي الهواة، أن فغولي يستطيع أن يكون لاعبا كبيرا في المستقبل إذا وضعت الثقة فيه من الآن وهو ما قام به. 55 لقاء مع “غرونوبل” ولم يتجاوز 19 سنة وفي 3 لقاءات فقط لعبها مع “غرونوبل” تمكن فغولي من إقناع الجميع في النادي بمستواه، وهو ما جعله يظفر بمكانة أساسية دائمة في الفريق خلال الموسم الموالي، رغم رحيل “بوليكان” وانضمام الصربي “بازدارفيتش” في العارضة الفنية ل “غرونول”، حيث شارك في 26 لقاء وسجل هدفين وقاد “غرونوبل” إلى الصعود إلى الدرجة الأولى، ليواصل في الموسم الموالي تألقه في بطولة “ليغ 1” وهو لم يتعدى 19 سنة من عمره، حيث شارك في 26 لقاء آخر وكانت أولى مبارياته في هذه البطولة يوم 9 أوت 2008 حين استقبل فريقه “سوشو”. شارك لأول مرة مع فرنسا للآمال في سبتمبر 2008 بحضور بلعيد تألق فغولي اللافت للانتباه مع “غرونوبل” في موسم 2007/2008 وفي بداية الموسم الموالي، جعل مدرب المنتخب الفرنسي للآمال “إيريك مومبيرتس” يستدعيه، حيث شارك فغولي في أول مباراة له بقميص “الديكة” يوم 9 سبتمبر 2008، حين استقبل المنتخب الفرنسي في “آنتوني مونيي” نظيره البوسني وعرفت تلك المواجهة فوز زملاء فغولي بهدف دون رد، سجله المدافع حبيب بلعيد الذي قرر الانضمام إلى المنتخب الوطني في “مونديال” جنوب إفريقيا. “دومينيك” كان ينوي استقدامه للمنتخب الأول في تصفيات “المونديال” وقبل انضمامه إلى منتخب فرنسا للآمال فإن ناخب المنتخب الأول “دومينيك” كان يفكر في استقدام فغولي إلى المنتخب الأول، بعد أن قرر تشبيب التشكيلة بعد مشوارها الكارثي في “أورو 2008” حيث جلب لاعبين شبانا أراد أن يبني بهم منتخب المستقبل، في صورة “غوركوف”وغيرهم من اللاعبين الموهوبين ووضع اسم فغولي في قائمة ضمت 45 لاعبا، كان ينوي “دومينيك” الاعتماد عليهم في تصفيات “مونديال” 2010 غير أنه لأسباب مجهولة لم توجه الدعوة ل فغولي أبدا، رغم المستويات الجيدة التي كان يقدمها مع “غرونوبل”. “الإنتير”، “جوفنتوس”، “تشيلسي”، “الآتلتيكو” و”مارسيليا” أرادت استقدامه وكان الموسم الممتاز الذي أداه فغولي في 2008/2009 الذي جعله واحدا من أفضل لاعبي “الآمال” في فرنسا، سببا كي تتهافت عليه أكبر الأندية الأوروبية التي أرادت استقدامه إلى صفوفها خاصة “الإنتير”، “جوفنتوس”، “تشيلسي” و”مارسيليا”، مع التوضيح أن أكبر فريق كان مهتما بخدماته هو “آتلتيكو مدريد” الإسباني، الذي كانت المفاوضات التي باشرها مع اللاعب ووكيل أعماله متقدمة جدا، قبل أن تصطدم الأمور برفض إدارة “غرونوبل” تسريحه مقابل المبلغ المالي الذي اقترح عليه. إصابة خطيرة في الركبة صيف 2009 جعلته يعيش موسما أسود وهو في قمة عطائه تعرض اللاعب في الفترة التحضيرية التي سبقت انطلاق موسم 2009/2010 إلى إصابة في الركبة، جعلته يبتعد عن الملاعب شهرا ليعود بعدها إلى الميادين لكنه يتعرض إلى مضاعفات جديدة، وتتفاقم حالته ما استدعى إجراءه عملية جراحية، وهو السبب الذي جعله يعيش موسما أسود حيث لم يلعب تقريبا وفقد جزءا كبيرا من إمكاناته، وحدثت له مشاكل مع إدارة “غرونوبل” التي خيرته بين تمديد عقده أو عدم اعتماد المدرب عليه في اللقاءات التي يلعبها فريقه. 5 لقاءات فقط طيلة الموسم لم تثن إدارة “فالنسيا” لجلبه الموسم الكارثي الذي قضاه فغولي مع “غرونوبل” حيث لم يلعب إلاّ 5 لقاءات فقط، لم يثن عزيمة أحد أكبر الأندية الأوروبية في استقدامه خاصة “فالنسيا”، الذي توصل قبل نهاية موسم 2009/2010 إلى التعاقد معه مدة 4 سنوات مقابل 10 مليون أورو، وهي قيمة أكدت إمكانات اللاعب الكبيرة خاصة لما نعلم أنه وقتها كان لم يبلغ سن العشرين، مع التوضيح أنه ولا لاعب جزائري إلى حد الآن وصلت قيمة تحويله إلى هذا المبلغ، وكان الأفضل هو زياني لما تنقل صيف 2009/2010 إلى “فولفسبورغ” الألماني من “مارسيليا” مقابل 7,2 مليون أورو. بداية صعبة مع” الخفافيش” والإعارة إلى “آلميريا” حل لا مفر منه ومثلما كان متوقعا لم تكن بداية فغولي موفقة مع “فالنسيا” الموسم الفارط، لأنه إضافة إلى نقص المنافسة الذي كان يعاني منه بعد موسم أبيض تقريبا مع “غرونوبل”، فإنه اصطدم بورشة حقيقية في ناديه الجديد بعد أن استقدم لاعبين كثيرين في منصبه، حيث كانت تريد الإدارة أن تعوض بهم رحيل كل من “سيلفا” إلى “مانشيستر سيتي” ودافيد فييا” إلى “برشلونة”، وقد لعب فغولي 5 لقاءات فقط قبل أن يقرر مدربه “إيمري” إعارته إلى “آليميريا” في فترة التحويلات الشتوية حيث لعب هناك 10 لقاءات وسجل هدفين. عودة موفقة هذا الموسم إلى “فالنسيا” ولعب 233 دقيقة حتى الآن مع نهاية فترة إعارته إلى “آلميريا” عاد فغولي بداية هذا الموسم إلى “فالنسيا”، حيث قرر مدربه “إيمري” الاحتفاظ به والأكثر من ذلك أنه بدأ يضع ثقته فيه تدريجيا، بدليل أنه أقحمه في 6 لقاءات (3 في لاليغا و3 في دوري أبطال أوروبا) بمجموع 233 دقيقة وهي حصيلة مقبولة جدا ومرشحة للارتفاع، بعد أن أبلى اللاعب بلاء حسنا في لقاء أول أمس الأحد أمام “آتلتيك بيلباو”، في أول لقاء لعبه هذا الموسم أساسيا في البطولة الإسبانية. “الخضر” كسبوا لاعبا موهوبا ينتظره مستقبل زاهر ومن قراءتنا لمسيرة فغولي الذي لا يتعدى عمره 21 سنة، يمكننا التأكيد أن المنتخب الوطني بنجاحه في إقناع هذا اللاعب بتقمص الزي الوطني، فإنه كسب لاعبا موهوبا ينتظره مستقبل زاهر لأنه رغم وجوده الآن في ثالث أفضل نادي إسباني وفي أقوى بطولة أوروبية، فإنه حتما يريد الأفضل وطموحه لن يتوقف عند هذا الحد، ويبقى الأمل أن يكون انضمامه إلى المنتخب الوطني فأل خير على التشكيلة الوطنية من خلال استرجاعها نشوة النتائج الإيجابية التي غابت عنها في الأشهر الفارطة، والأكيد في كل هذا أن “حليلوزيتش” لن يجد الآن أفضل من هذا اللاعب من أجل بناء منتخب جديد بالنظرة التي يريدها.