تحتل المولودية في الشطر الأول من مرحلة الذهاب المرتبة الثانية عشرة برصيد 8 نقاط فقط جنتها من فوزين على الشلف ومولودية العلمة وأربعة انهزامات أمام كل من الخروب، باتنة، بلوزداد والحراش داخل الديار بالإضافة إلى تعادلين أمام مولودية الجزائر ووداد تلمسان، وهي نتائج مخيبة للآمال خاصة أن المولودية عودتنا على الانطلاقة بكل قوة وعدم إهدار النقاط في معقلها ملعب 13 أفريل وهو ما جعل أنصار الفريق في حيرة من أمرهم، فمن كان يتوقع صعوبة البداية بعد التغييرات الهامة التي مست خط الدفاع ورحيل معظم ركائزه إضافة إلى رحيل المهاجم عكوش، لكن الجهة المقابلة من الأنصار رأت أنها مرحلة فراغ يمر بها الفريق ككل في انتظار تجسيد الانطلاقة المنتظرة. استقرار الطاقمين الفني والإداري عامل مهم لضمان الاستمرارية يعتبر "الأمسياس" من الفرق القلائل التي حافظت على جهازها الفني وهو استقرار يحسب للإدارة المسيرة التي استخلصت العبر من المواسم السابقة حين كان بقاء المدرب مرهونا بالنتائج الجيدة، هذا الاستقرار سيعطي الوقت الكافي للاستمرار في تكوين الفريق على أسس تنظيمية بحتة والعمل وفق برنامج مسطر طويل المدى، وهو ما سيتجسد رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها الفريق من مباراة لأخرى. الإصابات هاجس يؤرق المدرب رغم جهود الجهاز الطبي في جعل اللاعبين في أفضل حالاتهم والمراقبة الدورية لهم أثناء وبعد الحصص التدريبية والمقابلات الرسمية، إلا أن عدد اللاعبين الذين يقصدون العيادة في تزايد مضطرد وقلما تخلو العيادة من لاعب مصاب. حديوش رغم الإصابة يصنع الاستثناء سجل فريق المولودية سبعة أهداف وهي حصيلة متواضعة كان نصيب اللاعب حديوش النصيب الأوفر منها رغم معاناته من تعدد الإصابات، لكن التفاؤل عاد في المقابلة الأخيرة حين انتفض الفريق وسجل هدفين خارج ملعب سعيدة مع تحقيقه تعادلا كفيلا بأن يجعله يخوض بقية اللقاءات بأريحية ويبتعد عن الضغط ولو مؤقتا. هيبة المولودية داخل الديار يجب أن تعود امتازت المولودية في الموسم الماضي بتحقيق انتصارات كبيرة خاصة في ملعب 13 أفريل الذي كان يمثل مصدر قوة ولم يضيع فيه الفريق إلا عشر نقاط من مجموع 15 مباراة، أما هذا الموسم فقد ضيع الفريق 5 نقاط كاملة في 8 مواجهات فقط، وهو ما يستوجب إعادة الهيبة لملعب الفريق. الدفاع مشكلة روابح الرئيسية تلقى دفاع المولودية 9 أهداف كاملة، وهي حصيلة ثقيلة تتطلب من الجميع رأب الصدع لأن تحسين خط الدفاع يجعل باقي الخطوط تلعب براحة تامة وتركز مجهوداتها على صنع اللعب وخلق فرص التسجيل، ولكن وبالعودة للأسباب سالفة الذكر فالكل يتفاءل خيرا بتحسن أداء الدفاع في صورة الإفريقي باكايوكو الذي يتطور أداؤه بصفة واضحة ومع عودة مقداد ونهاري سترجع الأمور إلى نصابها. نتيجة وهران لكسب الرهان بعد كل هذه المعطيات، ينتظر الجميع في سعيدة من الفريق تحقيق انتصارات تجعله يجسد الأهداف المرسومة من قبل الهيئة المسيرة بعيدا عن أي ضغط، خاصة في ظل ظروف العمل المميزة التي وفرتها والتي تجعل أي لاعب لا يفكر إلا في كيفية إبراز جميع إمكاناته، وبالتالي رفع مستوى الفريق ككل وهو ما لمسناه خلال تتبعنا للحصص التدريبية الأخيرة التي كانت مفعمة بالحيوية والنشاط وتأكيد أن نقاط وهران يجب أن تكون البداية الفعلية لكسب الرهان. كيال لم يحضر ويحدث طوارئ لم يستأنف الحارس المخضرم كيال تحضيراته بعد مع الفريق للمواجهة الواعدة أمام "الحمراوة" وجعل الكل في سعيدة يتساءل، وبغية معرفة حقيقة الغياب استفسرت "الهداف" مدرب الحراس قوميد الذي صرح لنا بأن كيال يعاني من إصابة خفيفة على مستوى الفخذ منذ لقاء تلمسان وبعد إجراء الفحص الطبي سيندمج مع المجموعة في أقرب الآجال، وهو الخبر السعيد الذي انتشر في معاقل الفريق واستبشر الكل خيرا نظرا للدور الكبير الذي يؤديه هذا الحارس الذي مازال يصنع الحدث رغم تقدمه في السن. حضور مرتقب لأنصار "الحمراوة" من خلال المعلومات التي وصلت "الهداف" من لجنة أنصار المولودية، فإن جماهير "الحمراوة" ستغزو سعيدة خاصة لقرب المسافة بين الولايتين وتدعيم العارضة الفنية بالمدرب شريف الوزاني، كلها عوامل تدعو "الحمراوة" للتنقل بقوة والكل يأمل أن تجري المباراة بروح رياضية عالية لأن تاريخ الفريقين أكبر من مباراة واحدة. الأنصار يتجندون لإنجاح العرس المرتقب رغم أنه يفصلنا أسبوع كامل عن المواجهة، إلا أن أنصار المولودية وكالعادة يسابقون الزمن ليكونوا في الموعد من خلال تحضيراتهم لمفاجآت رفضوا الكشف عنها والجميع يعلم أن المقابلات السابقة بين الفريقين شهدت أروع الصور في المدرجات، ويبقى "التيفو العملاق" الذي شهده لقاء المولوديتين في الموسم ما قبل الماضي حالة نادرة تناقلته المواقع الإلكترونية وأشاد به حتى أنصار "الحمراوة"، ولإنجاح هذا العرس الكروي الكبير انتعشت تجارة الأعلام والرايات وكل ما يخص "الخضرة والبيضاء" ليكون العرس فعلا كرويا وتنظيميا. لقاء الخالدي ومحياوي في بداية الموسم فتح صفحة جديدة بين الفريقين الكل يتذكر اللقاء الذي جمع رئيس المولودية الحاج الخالدي بالرئيس السابق ل "الحمراوة" ورئيسي تلمسانوالشلف بحضور رئيس الرابطة المحترفة السيد قرباج في مقر الاتحادية، وهو اللقاء الذي أذاب الجليد بين الفريقين وفتح صفحة جديدة عنوانها الروح الرياضية وتجنب التصريحات الاستفزازية التي تضر الفريقين، لأن الرياضة أولا وقبل كل شيء مجرد منافسة قابلة لكل الاحتمالات. ------------ مقداد: "أمامنا اختبار حقيقي ومواجهة لا تقبل القسمة على اثنين" للموسم الثاني على التوالي، يتواجد اللاعب مقداد شفيق صاحب 22 سنة إبن مدينة عين تموشنت ضمن فريق "الأمسياس"، ورغم بدايته الصعبة في مستهل الموسم الماضي إلا أنه سرعان ما تدارك الأمر بل وصار قطعة أساسية في تركيبة المدرب روابح ويخضع حاليا لفترة علاج جراء إصابة تلقاها في لقاء مولودية الجزائر، ما جعله يغيب عن مباراة تلمسان، ولمعرفة مستجدات الإصابة والأجواء داخل الفريق كان ل "الهداف" دردشة مع اللاعب. - بداية، عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير. -- عيدكم أسعد لكم ولجميع الأسرة الرياضية وأنصار الفريق وتحية خاصة لجريدة "الهداف". - كيف تقيم أداء الفريق عموما في الشطر الأول من مرحلة الذهاب؟ -- حقيقة كان الأداء متذبذبا عكسته نتائج لم تكن في مستوى التطلعات الأنصار خاصة بعد الانطلاقة الرائعة أمام بطل الموسم الماضي أولمبي الشلف، بعدها مر الفريق بفترة فراغ ومن الطبيعي أن يشتد الضغط على اللاعبين وهو الأمر الذي انعكس سلبا على نتائج المجموعة ككل. - بعد عودتكم بنتيجة التعادل من تلمسان، كيف تتوقعون الفترة المقبلة. -- بكل تأكيد بعد نتيجة تلمسان تحرر الجميع من لاعبين وطاقم فني من الضغط الرهيب وصارت المعنويات مرتفعة انعكست إيجابا على سيرورة التدريبات وصارت تجري في أجواء رائعة والكل يريد رفع التحدي وتحقيق الانتفاضة لترسيم المصالحة مع جمهورنا الوفي ورد جميل للإدارة المسيرة التي لم تبخل علينا بشيء. - على ذكر الإدارة، هل جميع الظروف متوفرة لتحقيق الوثبة المنتظرة؟ -- المعروف أن الإدارة السعيدية وفرت ولا زالت توفر أفضل الظروف ليكون الجميع في الصورة ليتبوأ الفريق مكانته الطبيعية في مصاف الفرق الكبرى، والدليل هو الاستقرار الإداري والفني الذي صار يميز الفريق. - تنتظركم مقابلة "الداربي" أمام مولودية وهران، فهل من تحضيرات خاصة؟ -- منذ حصة الاستئناف يعمل الجميع بوتيرة مرتفعة ليكون الفريق في الواجهة، علينا تأكيد نتيجة تلمسان واستغلال الحالة المعنوية الرائعة لتحقيق النقاط الثلاث تجعلنا نتنفس قليلا ونحضر باقي المواجهات بعيدا عن أي ضغط. - هل إصابة زميلك نهاري وعدم تعافيك كلية أثر في المردود العام لخط الدفاع؟ -- المدرب وحده كفيل بالإجابة عليك، يجب على الجميع ألا ينسى أن خط الدفاع شهد هجرة جماعية لأغلب ركائزه في صورة بن دحمان، مقني وبختاوي، ويعمل المدرب مع التعداد الحالي على تحسين الأداء، والنتيجة أن المردود تحسن كثيرا ويسير نحو الأفضل. - جمهور المولودية كان في الموعد خلال مباراة تلمسان، ما تعليقك؟ -- بعد الذي شاهده الجميع في تلمسان من تلك الصور الرائعة التي صنعها الأنصار تحت الأمطار الغزيرة، قطعنا نحن اللاعبين العهد على رد الجميل لهذا الجمهور الذي يعشق الفريق حتى النخاع، وهو ما تجسد في الميدان وانعكس إيجابا على أداء الفريق والدليل العودة في النتيجة مرتين بعد تلقينا هدفين، حقيقة جمهورنا رائع قلما نشاهده وبدورنا سنكون عند حسن ظنه وستعود الأيام الزاهية للمولودية إن شاء الله. - لكن مباراة "الداربي" لها معطياتها الخاصة، ألستم متخوفين من الضغط؟ -- أعلم أن مباريات "الداربي" لها نكهة خاصة ونحن على دراية بما ينتظرنا في هذه المواجهة التي لا تقبل القسمة على اثنين وقد وضعنا نحن اللاعبين والجهاز الفني هدفا أسمى وهو إسعاد الجماهير الغفيرة التي ستغزو ملعب 13 أفريل وتغادره منتشية سعيدة بحول الله.
