تعقدت أمور وداد تلمسان أكثر في مؤخرة الترتيب وأصبح ثالث المهددين بمغادرة القسم الأول، بعدما خسر لقاء زبانة أمام غريمه التقليدي مولودية وهران بنتيجة لم يتوقعها أشد المتشائمين (2-0). خاصة في ظل الرغبة التي كانت تحدو زملاء بوجقجي والتحفيزات المالية لكن عاد الفريق إلى نقطة الصفر ودخل حسابات نهاية الموسم. شوط أول ضعيف وكان أداء التشكيلة التلمسانية خلال المرحلة الأولى ضعيفا، حيث لم نشاهد فيه الكثير في ظل الضغط الذي فرضه الوهرانة على منطقة الحارس جميلي منذ البداية، أمام استماتة لاعبي الوداد الذين حاولوا تسيير هذا الشوط كما يجب وامتصاص حرارة المنافس، إلى أن خرجوا من منطقتهم بداية من (د20) وتنظيم صفوفهم دون صنع فرصة خطيرة. شوط ثاني كارثي وفي وقت كان الجميع ينتظر استفاقة الزيانيين وتقديم مستوى فني مقبول، يجعل الأنصار يتفاءلون بحظوظ الفريق في هذه المحلية التي كانت مباراة الموسم، إلا أن ذلك لم يحدث وافتتح الحمراوة باب التسجيل بعد ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني، ما أخلط حسابات المدرب عمراني وجعله يبحث عن حلول للعودة في النتيجة، لكن ذلك لم يكن كافيا في ظل الأداء الهزيل الذي ظهرت به التشكيلة، رغم صنعها ثلاث هجمات لم تكن كافية. تلمسان لم تقدم ما تستحق عليه الفوز اتفق الجميع في تلمسان أن التشكيلة لا تستحق العودة بنتيجة إيجابية، بعد الوجه الشاحب والأداء غير المقنع الذي يجعل الأنصار يتفاءلون بتحقيق أفضل نتيجة، أمام منافس ولو أنه لعب بإرادة قوية لكنه لم يكن الفريق الذي بإمكانه التسجيل، لولا الأخطاء الدفاعية المرتكبة خاصة في لقطتي الهدفين، حتى أننا لم نشاهد أي رد فعلي من الوداد ما عدا ثلاث محاولات. بهذا الأداء لا ننتظر أي شيء ورغم أهمية المباراة والتحفيزات المالية التي رصدتها الإدارة، إلا أن الأداء الذي قدمه أشبال المدرب عمراني أمام مولودية وهران لا تجعلنا ننتظر أي شيء في اللقاءات الثلاثة المقبلة التي تعتبر مصيرية ومحددة بنسبة كبيرة لبقاء الفريق، ويرى الأنصار أنه يجب الاستفاقة قبل فوات الأوان لأن ما أظهره اللاعبون أول أمس يوحي كأن ظروف تلمسان جيدة وغير معنية بالسقوط. "الحمراوة" لعبوا بقلبين أهم نقطة ميزت "الداربي" هي الحرارة التي لعب بها أبناء سليماني كأن المباراة تهمهم أكثر، ومن يشاهد تلك الروح والحرارة الكبيرة التي أظهروها منذ البداية والاستفزازات التي كانوا يستعملونها ضد لاعبي الوداد، توحي أنهم يلعبون على احتلال إحدى المراتب الأولى المؤهلة لمنافسة قارية أو إقليمية، والسؤال المطروح لماذا هذه الحرارة أمام تلمسان وليس أمام فرق أخرى؟ والجواب حسب الأنصار أن الحمراوة أرادوا الإثبات للجميع أنهم يلعبون بنزاهة. سيناريو الشلف أعادوه أمام تلمسان عامل آخر يجعلنا نتساءل عن سر لعب أشبال التقني التلمساني سليماني بتلك الحرارة والإرادة أمام تلمسان، حيث سبق لهم أن فعلوها أمام بطل هذا الموسم جمعية الشلف التي انهزمت بهدف دون رد، رغم أنها أقوى بكثير من الحمراوة، التي تبدو كأنها تلعب لقاءين فقط في الموسم أمام الوداد والشلف. أين كان لاعبو المولودية قبل "الداربي"؟ انتظر بعض لاعبي مولودية "الداربي" أمام الوداد أول أمس، لإعلان عودتهم إلى المنافسة، بعدما أعلنوا في وقت سابق مقاطعتهم الفريق بسبب سوء تفاهم مع مدربهم سليماني الذي فضل حينها الاعتماد على الشبان، واعتقد الجميع أن المولودية ستواجه تلمسان بالتعداد لذي لعب الجولات الماضية، لكن حدث العكس حيث شارك عيساوي، بن عطية، براجة، بن قورين وآخرين، الذين انتظروا هذه المواجهة ويتساءل أنصار الوداد هل سيلعبون المباريات الثلاث المتبقية أم ستكون لهم حجة؟ نتائج الجولة لم تكن في صالح الزرقاء إضافة إلى خسارة الوداد وتضائل حظوظه في ضمان البقاء قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم، لم تكن نتائج الجولة 27 في صالح الزيانيين بعد فوز جميع الفرق الموجودة في منطقة الخطر، بداية بالمفاجأة التي صنعها البليديون أمام شبيبة القبائل بعودتهم بالزاد كاملا والتي لم يكن أحد يتوقعها، يضاف إليها فوز الخروب والعلمة الباهرين أمام منافسين من العيار الثقيل سعيدة وبجاية قيل أنهما يلعبان المراتب الأولى، لكن الرباعية والخماسية تجعلنا نقول العكس، في حين فاز "العميد" بهدفين أمام اتحاد الحراش وتعادل اتحاد العاصمة أمام منافس الوداد هذا الثلاثاء شباب بلوزداد. العلاقات ستتوتر من جديد في وقت تحسنت العلاقة بين المدرستين التلمسانية ونظيرتها الوهرانية خلال السنوات الماضية، ستؤثر المباراة سلبا في العلاقة الحالية خاصة بعدما تعقدت أمور الوداد في ضمان البقاء عقب خسارته أمام المولودية، خاصة بعد الحرب النفسية التي شنها المنافس قبل "الداربي" وضرورة فوزهم على تلمسان مهما كان الثمن كأنهم سيتوجون باللقب –حسب الأنصار-. وهران قدمت خدمة لفرق أخرى بوقوفهم الند للند أمام جيرانهم التلمسانيين ولعبهم مباراة بطولية أمامهم، خدم الحمراوة مصالح فرق أخرى تتنافس مع الوداد من أجل ضمان البقاء، خاصة أن هذه الجولة كانت المنعرج الحقيقي للزيانيين الذين كان لزاما عليهم العودة بنتيجة إيجابية لتعزيز حظوظه، لكن الخسارة جعلتهم يدخلون النفق المظلم بعد فوز أندية المؤخرة سواء داخل الديار أو خارجها، ما جعل الحسابات تكثر والمهمة تزداد صعوبة. كان عليهم عدم التنكر لجميل الموسم الماضي وكان يجب على لاعبي ومسيري مولودية وهران أن يتذكروا مباراة الموسم الماضي، والخدمة التي قدمها الزيانيون لجيرانهم بعد انتهاء المباراة بالتعادل الإيجابي، وقتها كان الحمراوة يمرون بمرحلة صعبة ويعيشون ظروفا رشحتهم لأن يكونوا ضمن الفرق الثلاثة المهددة بالسقوط، لكن نقطة تلمسان هي التي أعادت الروح للجار الذي تنكر لخيرها بفوزه بثنائية عقدت مهمة الوداد. الوضعية أصبحت معقدة أصبحت وضعية وداد تلمسان معقدة أكثر من أي وقت مضى، بعد خسارته أمام مولودية وهران وفوز الفرق المهددة، ما جعل سباق البقاء يبعث من جديد والحظوظ تتساوى بين أندية المؤخرة، ومن شأن ذلك أن يبقي الترقب قائما إلى آخر جولة، لتحديد هوية الفرق الثلاثة التي ستغادر القسم الأول. تلمسان مطالبة بحصد نقاط بلوزداد والشلف وأمام هذه الوضعية التي يعيشها والتي تجعله ثالث المهددين بالسقوط، يجب على لاعبي الوداد الفوز باللقاءين المقبلين بملعب العقيد لطفي، حين يستقبلون شباب بلوزداد وبطل الموسم جمعية الشلف للوصول إلى 34 نقطة، ثم انتظار نتائج بقية الفرق التي ستتقابل فيما بينها خلال الجولات الثلاث المقبلة، لكن أكبر ما يجب التركيز عليه هو تجاوز عقبة شباب بلوزداد الذي لن يكون لقمة سائغة، خاصة أنه يبحث عن المرتبة الثانية التي تؤهله للمشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية الموسم المقبل، ثم سيأتي لقاء الشلف في ختام البطولة. لقاء الموسم أمام البرج مهمة لاعبي الوداد لن تتوقف عند هذا الحد، حيث سيلعبون مباراة الموسم الجمعة المقبل أمام أهلي البرج، الذي يبحث بدوره عن إنقاد نفسه من السقوط، وهي المواجهة التي تحبس أنفاس التلمسانيين ونظرائهم من البرج، لأنها ستحدد مصير الفريقين. بن قورين يسب التلمسانيين رغم الاستفزازات التي بدرت من لاعبي المولودية أثناء اللقاء بغية التأثير في الزيانيين لإخراجهم من المباراة، وهو ما ظهر في الخشونة التي طغت على اللعب، ورغم فوز المولودية إلا أن ذلك لم يمنع المدافع المطرود بن قورين من استفزاز التلمسانيين بعد نهاية اللقاء، فاخلط الحابل بالنابل ووصلت الأمور إلى حد التشابك بالأيدي كما سب جميع التلمسانيين. الأنصار عادوا خائبين عاد العدد القليل من الأنصار الذين تنقلوا إلى ملعب الشهيد أحمد زبانة خائبين وفي أجواء جنائزية، بعد أن انهزم فريقهم بهدفين جعلته يتراجع في الترتيب، بينما كانوا يعولون كثيرا على تلك المباراة من أجل تدعيم رصيدهم بنقاط إضافية، إضافة إلى الأداء الهزيل والكارثي للتشكيلة ما جعلهم يغضبون ويتأسفون للوضعية الحالية التي وصل إليها الوداد. ثلاثة تغييرات عرفت التشكيلة الأساسية التي اعتمد عليها عمراني أمام الغريم مولودية وهران، ثلاثة تغييرات مقارنة بالتي أقحمها في المباراة الأخيرة أمام مولودية الجزائر، حيث سجلنا عودة مباركي، حاجي وبولحية مكان بناصر الذي كان خارج قائمة 18 آيت حملات وبوسحابة المعاقب، وهي تغييرات منتظرة كنا قد أشرنا إليها في أعدادنا الماضية، والتي لم تأتي بجديد لأن الفريق عاد خالي الوفاض. اللاعبون ضيعوا عشرة ملايين بخسارتهم بهدفين دون مقابل أمام مولودية وهران، ضيع لاعبو الوداد فرصة نيلهم عشرة ملايين كانت إدارة الرئيس يحلى عبد الكريم قد رصدتها لهم، قصد تحفيزهم وحثهم على بذل مجهودات مضاعفة، خاصة في ظل الوضعية الحالية التي يمر بها الفريق، لكن... الاستئناف مساء أمس بالنظر للمباراة المهمة التي تنتظرهم عشية هذا الثلاثاء أمام أحد الفرق المتنافسة على احتلال مرتبة مؤهلة للمشاركة في منافسة قارية، استأنف جميع اللاعبين التدريبات مساء أول أمس تحسبا لمباراة الغد أمام شباب بلوزداد، ويعتبر الفوز فيها ضروريا للوداد.