مع التحاق المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش بالعارضة الفنية للمنتخب الوطني فإنه تم التطرق للعديد من القضايا وموضوع الساعة المتعلق باللاعبين مزدوجي الجنسية وإمكانية قدوم أبرزهم للعب في صفوف منتخبنا الوطني مثلما حدث مؤخرا مع لاعب فالانسيا سفيان فغولي الذي انتظر قرابة السنتين قبل أن يفصل في قراره النهائي ما بين اللعب للجزائر من عدمه، وهناك العديد من اللاعبين الذين تشبه حالتهم حالة فغولي ولكنهم لم يفصلوا بعد في قراراهم النهائي ومن بين هؤلاء نجد المهاجم الشاب للنادي الفرنسي أولمبيك ليون إسحاق بلفوضيل هذا الأخير الذي ولد في الجزائر ولكنه غادر البلاد في سن مبكرة لأجل العيش رفقة بقية أفراد عائلته في باريس، ويلعب بلفوضيل منذ ثلاث سنوات في الفريق الأول ل ليون ويدخل في اهتمامات الفرانكوبوسني حليلوزيتش، وهو ما يعني تلقائيا بأنه يدخل في اهتمامات الاتحادية الجزائرية وهذا على أمل تدعيم صفوف "الخضر" بهذا المهاجم، و"الهدّاف" من جهتها التقت السبت الفارط مع بلفوضيل في ليون وهذا حتى يتسنى للجمهور الجزائري اكتشاف هذا اللاعب الذي يملك مستقبلا زاهرا بالنظر للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها. تمت برمجة الموعد معه لما كان في "تل أبيب" لم يكن مستحيلا ربط موعد مع اللاعب إسحاق بلفوضيل للالتقاء به وهو الذي كان متواجدا في "تل أبيب" ب إسرائيل وهو ما وقفنا عليه من خلال طلبنا ذلك من اللاعب، ووافق بلفوضيل مباشرة بعدما طلبنا منه ذلك لعقد موعد معه لإجراء حوار مطول حتى يتسنى للجمهور الجزائري اكتشافه عبر صفحات "الهدّاف" ولم يكن لنا أي مشكل مع هذا المهاجم الشاب، وأول اتصال كان لنا معه يعود إلى ثلاثة أسابيع إلى الخلف وهذا عن طريق بعض الوسطاء وتفاجأنا لما وافق بلفوضيل من الوهلة الأولى على الموعد للاتقاء به والذي كان محددا بالسبت 19 نوفمبر ولكن مباراة ليون مع "رين" أخلطت كامل الحسابات وتم تأجيل الموعد إلى اليوم الموالي 20 نوفمبر وتخوفنا من أن يطلب منا تأجيل الموعد مجددا لكن اللاعب أصر على إجراء الحوار في موعده المحدد وبقي تحت تصرفنا. اتصل بنا يوم السبت: "سأكون حاضرا في الموعد المحدد وانتظرني في محطة القطار" لما تواجدنا هنا في ليون فإننا تخوفنا من أن يغيّر اللاعب رأيه ويتراجع في آخر لحظة لأننا في مثل هذه الوضعيات يمكننا توقع المفاجأة وحدوث المستجدات في أية لحظة ولكن اللاعب كان وفيا لوعده وحضر في الموعد المحدد، حيث اتصل بنا وقال: "سنلتقي بقرب محطة القطار لليون ولديّ بعض الارتباطات في باريس وسنلتقي مباشرة بعد عودتي" وعندما وصلنا إلى عين المكان اتصلنا به مجددا وقال لنا: "لا تتحرك فلتبقى في مكانك وسأصل في 12.40 شكرا لك". تأخر عن موعده ب 10 دقائق فقط طلب منا بلفوضيل البقاء في انتظاره قرب محطة القطار ل ليون ووصلت الساعة 12.40 لكن إسحاق لم يصل في الموعد المحدد، غير أنه اتصل بنا بعدها وقال: "أين أنت أنا على بعد 30 ثانية فقط عن محطة القطار انتظرني في المدخل الرئيسي للمحطة" ولم نفهم في البداية كلامه جيدا وما الذي كان يقصد قوله واتصلنا به مجددا فقال: "لا تتحرك لقد وصلت وفهمت أين تتواجد" ووصل إلينا بعد تأخر عشرة دقائق فقط عن الموعد الذي اتفقنا عليه واعتذر بلباقة وأضاف: "لقد منحتك كلمة رجال وهذا هو أهم شيء بالنسبة لي في حياتي". رغم ارتباطاته بقي مع صحفي "الهدّاف" أكثر من ساعة وفاجأنا إسحاق بلفوضيل برد فعله مباشرة عند وصوله وهذا حين قال: "لديّ ارتباطات ومن الضروري أن أعود بسرعة إلى باريس وسأبقى برفقتك بعض الوقت وبعدها العودة إلى المنزل في باريس لأن اليوم هناك حصة تدريبية أيضا" وعلى الرغم من أن تنقله كان مقررا في 13.26 إلا أنه بقي إلى غاية 14.00 في (القطار السريع تي. جي. في) باتجاه باريس من محطة ليون، وجلسنا في مقهى في قلب شارع "أرودنديسمون" ب ليون وفاجأنا اللاعب حين قال أيضا: "سأقول كل شيء في هذا الحوار". اكتشفنا القيم الخلقية ل بلفوضيل وتواضعه عندما جلسنا في المقهى لم يخف علينا إسحاق بلفوضيل أنه كان مرتاحا في الحديث الهامشي الذي دار فيما بيننا قبل الانطلاق في إجراء الحوار المتفق عليه والذي خصنا به، ووعدنا بأنه سيقوم بكشف العديد من الأمور التي لا يعرفونها عنه مثلما اكتشفنا نحن القيم الخلقية ل بلفوضيل وكذا تواضعه، ونحن نجري معه الحوار اقتربت منا إمرأة وطلبت يد المساعدة من بلفوضيل وهو الذي لم يرفض وقبل بكل صدر رحب ومنحها بعض القطع النقدية (الأورو) وهو ما يبين تواضع هذا الشخص وتضامنه مع البسطاء وفاجأنا بتصرفاته وهو الذي يعتبر من بين نجوم النادي الفرنسي أولمبيك ليون وكذا وجدنا بأن اللاعب مرتبط بالدين الإسلامي. لديه ملامح زيدان وعقليته قبل الموعد المحدد الذي كان مع بلفوضيل فإن بعض الأشخاص الذين يعرفون إسحاق فإنهم شبهوه لنا بالنجم زين الدين زيدان ليس فقط في طريقة لعبه بل يشبهه حتى في عقليته بالإضافة إلى أن بلفوضيل يملك إمكانات كبيرة وموهبته أبهرت المتتبعين وبروزه اللافت للانتباه مع ناديه أولمبيك ليون وهو شخص هادئ مثلما وقفنا على ذلك من خلال التقائنا به وتحدثنا معه، بالإضافة إلى أننا اكتشفنا فيه التواضع وكذا شخصيته القوية وهي العوامل التي ستسمح له من دون شك بالذهاب بعيدا في مشواره الكروي. حتى زيدان تنقل إلى إسرائيل للعب مباراة لكرة القدم عندما تنقل إسحاق بلفوضيل مع منتخب فرنسا لأقل من 20 سنة مؤخرا إلى إسرائيل فذلك أسال الكثير من الحبر في الجزائر واللاعب أكد لنا بأنه تصرف بكل احترافية وبعيدا عن كل الأمور السياسية، حيث ذهب إلى هناك لأجل لعب مبارتين وديتين في كرة القدم ب "تل أبيب" مع منتخب الديكة لأقل من 20 سنة أمام نظرائهم من إسرائيل لإجراء التحضيرات، وأكد لنا بلفوضيل على أنها كانت زيارة خفيفة لا تستحق كل الضجة التي أثيرت حولها خاصة لما نعلم بأن النجم زين الدين زيدان وهو المحبوب من طرف الجماهير الجزائرية تنقل هو الآخر في السابق إلى "تل أبيب" ولعب في نفس الملعب في 1995 للمشاركة في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا 1996 وبقيت مكانته على حالها ولم تتم إثارة ضجة حوله ولماذا يحدث هذا مع بلفوضيل. بلفوضيل: "بالمناسبة لماذا تم إلغاء مباراة الجزائر مع الكامرون في آخر لحظة" قبل أن ينتهي الحوار بقليل طلب بلفوضيل التوقف لبرهة واستفسرنا عن الأسباب الحقيقية وراء إلغاء المباراة الودية الأخير لمنتخبنا الوطني أمام نظيره الكامروني، وأراد أن يعرف الحقائق من خلالنا وقال: "بالمناسبة لماذا تم إلغاء مباراة الجزائر مع الكامرون في آخر لحظة واطلعت على ذلك في الأنترنت وهو الأمر الذي لم أفهمه"، وبعدما أوضحنا له الأسباب وراء إلغاء اللقاء قال: "إنه حقا أمر مؤسف أن تجد نفسك في وضعية محرجة ومماثلة". "أصول والدي من وهران وأمي من الجزائر العاصمة" وافق بلفوضيل بصدر رحب الإجابة عن جميع أسئلتنا التي وجهناها له حتى فيما يتعلق بحياته الخاصة وأصوله الجزائرية وقال أيضا: "أنا جزائري وفخور بذلك، أصول والدي من وهران في غرب البلاد، ومن الجهة الأخرى فإن أمي تنحدر من الجزائر العاصمة ووالداي يتنقلان إلى أرض الوطن دائما ومؤخرا فقط كانا هناك في الجزائر لقضاء بعض الأيام وأنا لما كنت صغيرا تنقلت إلى وهران لقضاء العطلة هناك وهي مدينة جميلة وأعجبتني كثيرا". غير معني بالمباراة المقبلة أمام "ران" عاد بلفوضيل متأخرا من "تل أبيب" أين شارك مع المنتخب الفرنسي لأقل من 20 سنة في مبارتين وديتين أمام إسرائيل وذلك منعه من التواجد إلى جانب رفاقه في ليون الجمعة الفارط أمام نادي "رين" ولم يضعه المدرب حتى في قائمة ال 18 ولم يجلس بذلك في دكة الاحتياط، لكنه يوجد في أحسن لياقة وسيكون على أتم الاستعداد للمباريات المقبلة لنادي ليون.