جرت مباراة أولمبيك مارسيليا الفرنسي أمام فالانسيا الإسباني لحساب “كأس روبير لويس دريفوس“ في طبعتها الأولى يوم الأحد الماضي بملعب “فيلودروم” بمارسيليا، وكانت مباراة مليئة بالإثارة طالما أنها كانت تخليدية لروح المساهم الأكبر لنادي أولمبيك مارسيليا، روبير لويس دريفوس.. الذي وافته المنية العام الماضي. هذه المباراة تهم بالدرجة الأولى عددا كبيرا من الجزائريين، من بينهم الجوهرة سفيان فغولي الذي التحق مؤخرا بنادي فالانسيا الإسباني حيث أمضى عقدا أربع سنوات قادما إليه من ڤرونوبل الفرنسي. “الهدّاف“ وفية لتقاليدها كانت جريدة “الهدّاف” حاضرة في هذا الموعد الهام، وكما كان متوقعا، قام مدرب فالانسيا بإقحام فغولي أساسيا، وهذا من أجل إعطاء فرصة اللعب لكل عناصره لأنه أقحم تشكيلة مغايرة في المباراة السابقة التي جرت يوم السبت الماضي أمام هانوفر الألماني. لقطات فنية رائعة نشط سفيان فغولي في وسط الميدان من الجهة اليمنى، حيث قدم مردودا مشرفا للغاية، خاصة خلال الشوط الأول حيث طلب كرات عديدة من الجهة اليمنى وفي العمق، كما تألق من خلال قيامه بلقطات فنية رائعة في وسط الميدان، بالإضافة إلى أنه أظهر إدارة فولاذية في اللعب وتحكم جيدا في الكرة، إلى درجة أن صحفيا فرنسيا كان جالسا أمامنا لم يتردد في القول: “أنظر اللعب رقم 8، إنه فغولي، يحسن مداعبة الكرة”. العارضة حرمته من أول هدف له بألوان فالانسيا كان سفيان فغولي قريبا من التسجيل في مرمى أولمبيك مارسيليا، ففي (د20) تمكن زميله هرنانديز من مخادعة الدفاع الفرنسي من الجهة اليمنى قبل أن يرسل قذفة قوية تصدى لها الحارس الدولي ستاف مانداندا الذي رد الكرة نحو لاعب آخر من فالانسيا وهو سفيان فغولي الذي أرسل قذفة قوية برجله اليسرى اصطدمت بالعارضة، وهي اللقطة التي أسالت العرق البارد للاعبي وأنصار أولمبيك مارسيليا حيث كاد النادي الإسباني أن يفتتح باب التسجيل ضد مجريات اللعب طالما أن السيطرة كانت مارسيلية. ترك مكانه ل”فيسنتي رودريڤيز“ في (د65) مدرب فالانسيا إيميري تفطن إلى أن فغولي لا يُمكنه لعب مباراة كاملة لأنه بقي الموسم الماضي دون منافسة بسبب إصابة تعرض لها تحت ألوان “ڤرونوبل 38”. ومن أجل وضعه في أحسن الظروف، قام مدرب فالانسيا بتعويضه في (د65) باللاعب فيسنتي رودريڤيز. ولا شك أن سفيان مع تعاقب المباريات سيستعيد إمكاناته ومستواه الجيد الذي كان يعرف به. بداية واعدة للغاية اتضح منذ الوهلة الأولى أن بداية سفيان فغولي مع فالانسيا تبدو مشجعة للغاية، خاصة أن اللاعب بقي موسما كاملا دون منافسة بسبب الإصابة، كما بدأ يستعيد مستواه بصفة تدريجية، ويمكن القول إنه سيعود إلى مستواه العالي بعد أشهر قليلة. فغولي: “هدفي الأول فرض وجودي مع فالانسيا” في صبيحة اللقاء، أجرى فالانسيا حصة تدريبية بملعب “سازن” وهو ميدان مخصص للفريق الثاني لأولمبيك مارسيليا. وبعد نهاية الحصة، اقتربنا من اللعب سفيان فغولي وحاولنا أخذ رأيه حول ما يقال عنه، لكن رد اللاعب فاجأنا كثيرا رافضا إجراء حوار معنا حيث قال بالحرف الواحد: “أتأسف كثيرا، لا أريد الكلام الآن لأني مركز كليا مع فريقي فالانسيا، وهدفي الأول هو فرض وجودي مع هذا الفريق”. ويبدو أن اللاعب طبق حرفيا تعليمات القائم بأعماله. ورغم رفضه إلا أننا حاولنا مرارا التحدث مع اللاعب، لكن دون جدوى حيث بقي متشبثا بموقفه الأول، فانتقلنا بعدها إلى فندق “راديسون” الفاخر الكائن بالميناء القديم، أين التقينا وكلاء اللاعبين الذين حاولوا شرح الوضعية، فدار الحديث بين مبعوث “الهدّاف“ ووكيلي اللاعب لمدة فاقت الساعة، لكن دون فائدة طالما أنهما بررا موقفهما بحماية اللاعب، لكنهما وعداني بإجراء حوار في المستقبل. على سعدان الإتصال باللاعب وبما أن اللاعب أبدى رغبته في تقمص ألوان المنتخب الجزائري، فما على المدرب الوطني رابح سعدان إلا الاتصال باللاعب حتى تتم تسوية وضعيته بصفة نهائية. لكن المدرب الوطني قد يترك له الوقت إلى غاية شهر ديسمبر أو جانفي مثلما فعل مع مدحي لحسن الذي قبل في نهاية الأمر الالتحاق بالفريق الوطني ليصبح بذلك عنصرا أساسيا ل”الخضر”.