مرة أخرى تعود تواريخ "الفيفا" إلى الواجهة بالرجوع إلى رزنامة عام 2012 التي أعدتها "الفيفا" إذ يظهر أنها لن تكون في مصلحة المنتخبات خاصة الإفريقية منها وتحديدا تلك التي لن تشارك في كأس إفريقيا 2012، حيث ستكون فرص الالتقاء قليلة للغاية مع الاكتفاء بلعب مباراتين وديتين لن تسبقهما تربصات بما أنهما ستجريان خلال يومي أربعاء، وهو ما لا يساعد النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي سيكون محتارا أمام هذه الرزنامة وهو الذي سبق له أن عبّر عن قلقه إزاء تواريخ "الفيفا" التي ستكون أكبر هاجس له خلال العام المقبل كيف لا وهو الذي سيلعب 4 مباريات رسمية هامة جدا قبل خوض أول لقاء ودي لتصحيح الأخطاء. حليلوزيتش يعتبر برمجة لقاء الغابون في موعد ودي غير منطقية وكانت حسابات الناخب الوطني قد اختلطت كلية بعد أن برمجت "الكاف" مباراة الذهاب أمام غامبيا يوم 29 فيفري المقبل الذي كان موعدا للمباريات الودية الدولية، وهو أمر يرى النّاخب الوطني أنه غير معقول تماما لأن الإتحاد الإفريقي برمج مباراة رسمية في موعد ودي حددته "الفيفا"، ويعتبر أنه كان على "الكاف" أن تتحمل وحدها تعبات تغيير مواعيد كأس إفريقيا من خلال تحويل تنظيمها إلى السنوات الفردية (حتى لا تتصادف مستقبلا مع المونديال) لكنها قامت بإجراء ستدفع ثمنه أكثر المنتخبات الإفريقية التي لم تتأهل إلى كأس إفريقيا. سيلعب 4 مباريات رسمية هامة جدا دون أي لقاء ودي بسبب "الكاف" وكانت "الكاف" أمام احتمال تدارك نفسها من خلال برمجة لقاءي الدور التصفوي الثاني الذي تلعبه المنتخبات غير المتأهلة إلى "الكان" والتي أعفيت أو تجاوزت الدور الأول خلال الفترة التي تُلعب فيها كأس إفريقيا 2013 بين 21 جانفي و12 فيفري، لكنها خيّبت أمل الجميع بمن فيهم حليلوزيتش الذي لن يستغل يوم 29 فيفري لإجراء مواجهة ودية وسيكون مجبرا على القيام بتربص مصغر لن يدوم أكثر من يومين أو ثلاثة (لأن موعد "الفيفا" هو يوم واحد) قبل التنقل إلى العاصمة الغامبية بانڤول لخوض مباراة الذهاب، وسيلعب "الخضر" بعد ذلك أمام رواندا في تصفيات كأس العالم من 1 إلى 5 جوان، ومن 8 إلى 12 جوان في مالي وهو ما يجعلهم يخوضون 4 مباريات رسمية هامة جدا دون موعد ودي كل هذا بسبب برمجة "الكاف". أول لقاء ودي بعد أكثر من 9 أشهر من الآن والثاني سيكون بعد تحصيل كل شيء وحتى موعدي اللقاءين الوديين يظهر أنها غير مساعدين تماما فأول لقاء ودي للمنتخب الوطني سيكون بعد أكثر من 9 أشهر من الآن أي يوم 15 أوت المقبل، وهو وقت طويل جدا لتصحيح الأمور، كما أن التاريخ الثاني سيكون يوم 14 نوفمبر أي أنه سيأتي بعد لقاء الدور الثالث والأخير في تصفيات "الكان" (الذهاب بين 7 و11 سبتمبر والعودة بين 12 و16 أكتوبر)، وهو هو آخر موعد يلتقي فيه لاعبو "الخضر" ببعضهم البعض في السنة وفي حالة التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 فستكون مباراة تحضيرية ل "الكان" و في حالة الإقصاء ستكون دون معنى بما أن اللقاء الثالث في تصفيات كأس العالم 2014 لن يلعب سوى في سنة 2013 وتحديدا من يومي 22 إلى 26 مارس من خلال استقبال البنين. 6 إلى 8 لقاءات فقط طيلة العام المقبل مقارنة ب 16 في 2010 حتى عدد اللقاءات ككل سيكون قليلا في العام المقبل وإذا كان حليلوزيتش كان يمكنه منذ تعيينه يوم 1 جويلية الماضي أن يلعب 4 لقاءات لو حضر المنتخب الكاميروني وربما 5 إن لم يلغ هو بنفسه مباراة تونس الودية التي عوّضها بتربص ماركوسيس في فرنسا في الفترة بين 7 و 11 أوت، فإنه خلال سنة 2012 لن يلعب سوى 8 مباريات إذا تأهل "الخضر" على حساب الغابون و6 في حالة الإقصاء وهو عدد قليل جدا من المباريات قياسا بما كان عليه الحال مثلا سنة 2010 أين لعب المنتخب الوطني 16 مباراة 5 منها كانت وديّة، الأمر الذي يعني أن أكبر عائق سيكون أمام الناخب الوطني هو ما تخوف منه شخصيا في تصريحات سابقة وتحديدا تواريخ "الفيفا".