لا يمكن لأحد أن ينكر الوجه الطيب الذي ظهر به منتخبنا الوطني مساء أول أمس في “بانجول” أمام “غامبيا”، الذي مكنه من طرد نحس دام 32 شهرا لم يتمكن زملاء القائد عنتر يحيى من تحقيق أي فوز خارج الديار في تنقلاتهم الإفريقية (نستثني نهائيات كأس أمم إفريقيا في أنغولا، واللقاء الفاصل أمام مصر في أم درمان شهر نوفمبر 2009)... أشبال “حليلوزيتش” وإن كانوا قد أبانوا عن عدة أشياء إيجابية في “بانجول”، فإنه يبقى سابقا لأوانه الحكم نهائيا عليهم حتى إن كانوا في اللقاءات الثلاث التي سبقت مواجهة غامبيا أمام تانزانيا، إفريقيا الوسطى في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، وكذا في اللقاء الودي أمام تونس قد حققوا نتائج إيجابية. تانزانيا، إفريقيا الوسطى وغامبيا ليست معيارا لتأكيد الصحوة تأكيدنا أنه سابق لأوانه الآن الحكم على المنتخب الذي شكله “حليلوزيتش” في 8 أشهر التي أعقبت تعيينه على رأس العارضة الفنية ل “الخضر”، سببه واضح وهو أن زملاء مهدي لحسن لم يواجهوا طيلة هذه الفترة منتخبات كبيرة، واقتصر الأمر على 3 منتخبات تبقى متواضعة بمستواها وتاريخها، ومنه فإن تأكيد الصحوة المسجلة منذ رحيل بن شيخة عن تدريب المنتخب يبقى مؤجلا إلى إشعار آخر وحتى نواجه منتخبا كبيرا، وسيكون ذلك لا محالة أمام مالي شهر جوان القادم في الدور التصفوي الأول من إقصائيات “مونديال” 2014. عيب أن نحكم على قوتنا أمام منتخبات غير قادرة حتى على التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم وإذا كانت الكثير من الأطراف قد أحدثت ضجة بعد نجاح المنتخب الوطني في الفوز ب “بانجول” أول أمس، وراحت تؤكد أن منتخبنا استعاد بريقه الذي كان عليه سنة 2009 تحت قيادة سعدان، حين حقق مشوارا استثنائيا تلك السنة مكنه من التأهل إلى “المونديال” 24 سنة بعد الغياب، فإنه من العيب أن نفرح ونحكم على قوتنا أمام منتخبات مثل تانزانيا، إفريقيا الوسطى وغامبيا، التي تبقى “مجهرية“ في إفريقيا بدليل أنه إذا استثنينا تانزانيا التي شاركت مرة واحدة في دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا سنة 1980، فإن المنتخبين الآخرين لم يسبق لهما أن سجلا حضورهما في أي دورة نهائية من كأس أفريقيا للأمم. خسرنا مرتين في “بانجول” لكن ذلك كان في أسوأ أيامنا ربما الكثيرون من الذين جعلوا فوزنا في “بانجول” إنجازا فعلوا ذلك لأن منتخبنا الوطني سجل هزيمتين أمام غامبيا بميدانها سنتي 2007 و2008، وربما نسي هؤلاء أن منتخبنا الوطني في تلك الفترة كان يمر بأسوأ أيامه، بدليل أن صحوته التي صاحبت تأهله إلى كأس أفريقيا أنغولا و”مونديال” جنوب إفريقيا كانت منذ مباراة السنغال في البليدة (شهر سبتمبر 2008)، والتي ضمنا بها التأهل إلى الدور التصفوي الثاني المؤهل إلى “مونديال” وكأس أفريقيا 2010، مع العلم أن هزيمتنا في “بانجول” تلك السنة كانت بتاريخ 20 جوان وأنه بعدها لعبنا لقاءين قبل أن نواجه السنغال. ربحنا المعنويات الآن “الصّح” في التأهل إلى كأسي أفريقيا و”المونديال” ويبقى الشيء الذي لا يمكن أن يختلف فيه اثنان أن منتخبنا الوطني ومنذ بداية إشراف “حليلوزيتش” عليه استعاد نغمة النتائج الإيجابية بعد فترة كارثية في السنتين الأخيرتين خاصة بقيادة بن شيخة، كما أن اللاعبين استعادوا معنوياتهم التي كانت محبطة خاصة بعد هزيمة مراكش أمام المغرب، ويبقى الأمر الأكيد الآن ضرورة أن يضع الجميع أرجلهم على الأرض لأن منتخبنا وإن خطا خطوة عملاقة باجتيازه عقبة غامبيا، فإنه مازال لم يتأهل إلى كأس أفريقيا 2013 حيث سيكون في انتظاره مواجهة قوية فاصلة، كما أن الهدف الرئيس المتفق عليه بين “الفاف” و”حليلوزيتش” سيكون التأهل إلى “مونديال” البرازيل، وحتى الآن مازال الطريق شاقا وطويلا لبلوغ هذين الهدفين.