خصّ الدولي الجزائري "كارل مجاني" موقع "فوت أفريك" أمس بحوار شيّق تطرّق فيه للحديث عن مشواره مع "أجاكسيو" هذا الموسم، وحظوظه في ضمان البقاء ضمن مصاف الكبار في البطولة الفرنسية بعدما تحسّنت نتائجه خلال مرحلة العودة، وعرّج في آن واحد للحديث عن التشابه بين العرب و"الكورسييكيين"، معربا عن ارتياحه للعيش في جزيرة "كورسيكا" منذ التحاقه بنادي "أجاكسيو" سنة 2007. "في ديسمبر كنا بسبع نقاط واليوم اقتربنا من البقاء وآمل ذلك" واستهلّ مجاني الحوار بالحديث عن مسيرة "أجاكسيو" هذا الموسم، بعدما ظهر بوجهين متباينين، وجه شاحب ومستوى هزيل في الشطر الأول، ووجه طيب ومستوى جيد منذ انطلاق مرحلة العودة، وقال في هذا الصّدد: "في ديسمبر الماضي فقط كنا بسبع نقاط، وبعدها تحسن مردودنا وحصدنا 30 نقطة كاملة، وأعتقد أننا خطونا خطوة هامة نحو ضمان البقاء الذي سيتحقق بفضل النتائج الجيدة التي نسجلها في عقر دارنا. لا زالت هناك 5 مباريات سنلعبها بملعبنا، ولا بد أن نفوز بأربع منها حتى نُرسم بقاءنا ضمن حظيرة القسم الوطني الأول. على كل أنا متفائل بأننا قادرون على ضمان البقاء وهذه هي أمنيتي لأن أجاكسيو يستحق أن يبقى ضمن حظيرة الكبار بالنظر إلى ما يقدمه من مستوى". "لا ندافع كثيرا وتجدنا نغامر في الهجوم أيضا" وحول ما إذا كان مقتنعا بطريقة اللعب المطبقة في نادي "أجاكسيو"، كان المدافع المحوري الجزائري صريحا عندما قال: "على كل حال نحن نلعب بطريقة جيدة، لا نفرط في الدفاع كثيرا مثلما تفعل بعض الأندية، بل وتجدنا نلعب كرة هجومية أيضا، ونغامر أحيانا في الهجوم، مثلما كان عليه الحال في حديقة الأمراء أمام باريس سان جرمان". واستطرد اللاعب قائلا حول المنصب الذي يرتاح في اللعب فيه: "أنا مدافع في الأصل، وأشعر أني مدافع بأتم معنى الكلمة، وحتى إن قدمت خدمة أو مساعدة باللعب في منصب آخر، فلن أجد راحتي إلا إذا كان دوري دفاعيا". "أحب دور القائد، لكني لا أحتاج إلى شارة القائد حتى أمرّر رسالتي" وسُئل بعدها عن دور القيادة التي سبق له أن تولاه مؤخرا أمام مارسيليا بعد خروج قائد فريقه، وقال: "أحب دور القائد، لا تنسوا أني من أسرة رياضية، فوالدي كان ملاكما سابقا ووالدتي مارست الرياضة وعلمتها أيضا، لكني صراحة لا أحتاج إلى شارة القائد حتى أمرر رسالتي، إذ أني لاعب يحب الفوز، يحب أن يكون دائما في المقدمة، ولا أتوانى للحظة واحدة في تمرير الرسالة لزملائي فوق الميدان عندما يتطلّب الأمر ذلك". "عشقت فيلم جون كلود فوندام، ووالدي كان يشجعني ب نونسيكو" وفي السياق نفسه، أعطى اللاعب مثالا حيا يثبت من خلاله أنه يحب أن يكون دوما الأوّل، وعاد بذاكرته إلى أيام صباه لما كان صديق والده، وسرد واحدة من حكاياته: "كنت أخرج دائما مع والدي وأركض معه، وكان لي أيضا فيلم "كيك بوكسينغ"، الذي لعب فيه الممثل الشهير "جون كلود فوندام" دور البطولة، وكان والدي عندما أضعف يناديني ب "نونسيكو"، المحارب الأبيض. وفي كل مرة أواجه فيها الصعاب يناديني بهذا الاسم حتى أتشجع وأتسلح بالإرادة. ومنذ الصغر ترسخت في ذهني ثقافة عدم الإستسلام وأن أكون أنا الأول دائما، سواء مع المنتخب (كان قائدا في الفئات الشبانية لمنتخب فرنسا) أو مع سانت إتيان أو مع ليفربول (كان قائد رديف ليفربول)". "أنا وكافالي نجد متعة في الحديث عن العوامل المشتركة بين الكورسيكيين والعرب" وقبل الختام، عرّج مجاني للحديث عن سرّ تأقلمه في أجاكسيو مع "الكورسيكيين" ومكوثه هناك لسنوات حتى الآن، وتحدث عن ذلك قائلا: "كل الكورسيكيين يقولون إن جذور الجزائريين والكورس متقاربة، وأن هناك تشابها كبيرا بينهما، سواء من حيث العقلية، أو عدم الإستسلام والرضوخ، وكثير من الكورس يقولون لي: إن الكورس أقرب للعرب من الفرنسيين، وهو ما أنا متأكد منه لأني أعيشه، فزميلي في الفريق هو يوهان كافالي الذي سبق لوالده أن درّب المنتخب الجزائري، لذلك تجدني أجد راحتي لما أتحدث معه، وأجد معه متعة في الحديث عن العوامل المشتركة بين الجزائر وسكان جزيرة كورسيكا".