أصبحت أنظار المحيط العام لمولودية باتنة منصبة من الآن على المواجهة المحلية التي سيحتضنها ملعب 1 نوفمبر مساء غد الجمعة أمام شباب باتنة في لقاء ينتظر منه عشاق اللونين الأبيض والأسود الكثير بعد الاستفاقة المعنوية لرفقاء الحارس ليتيم، إضافة إلى حساسية اللقاء في حدّ ذاته خاصة بعد الأجواء المشحونة التي ميّزت لقاء الذهاب وما انجرّ عنه من مضاعفات بعد التصريحات المجانية لنائب رئيس «الكاب» الذي أخذ موعدا مع المولودية بعد 41 سنة من الآن، إضافة إلى المناشير التي روّجت قبل ساعات من «الداربي»، الذي شكك في تاريخ مولودية باتنة واتهم مؤسسي هذا الفريق بعدة مسائل استاء منها الكثير، بدليل الخرجات التي قامت بها إدارة زيداني التي اتهمت أصحاب النوايا السيئة في إثارة الفتنة بين أنصار الفريقين. إشاعة «الداربي مخدوم» تصنع الحدث عرفت المعاقل الرئيسية لأنصار المولودية في اليومين الأخيرين تحرّكات ميدانية لضمان الترتيبات التنظيمية على مستوى المدرّجات ومتابعة المواجهة بأعداد مكثفة وبالمرّة الإبقاء على نكهة «الداربي»، بصرف النظر عن الوضعية الحالية لأبناء بن جاب الله الذين غادروا القسم الأول منذ أكثر من شهرين، إضافة إلى الحالة المتأزمة التي وصل إليها أبناء بسكري الذين باتوا أحد أبرز المهدّدين لمرافقة المولودية والنصرية. ما زاد الإشاعات المروجة حدّة هو احتمال وجود مساع لترتيب نتيجة اللقاء، وهو الأمر الذي يرفضه أنصار المولودية من أساسه، مع ضرورة خوض اللقاء بنزاهة بعيدا عن كلّ الضغوط التي قد تمارس على الهيئة المسيّرة من بعض الأطراف الفاعلة التي تراهن على خدمة مصالح الشباب على حساب أخلاقيات الكرة. تصريحات فرحي في «داربي» الذهاب لازالت في الأذهان ويظهر أن أنصار المولودية لازالوا لم ينسوا التصريحات النارية التي أدلى بها فرحي المناجير العام لشباب باتنة مباشرة بعد نهاية لقاء الذهاب بالتعادل الأبيض، حين أكد لرجال الإعلام على أن فريقه سيضرب موعدا للمولودية بعد 21 سنة من الآن، إشارة منه إلى السقوط المسبق لأصحاب اللونين الأبيض والأسود مقابل قدرة فريقه على ضمان البقاء دون حاجته إلى نقاط «الداربي»، وهي الخرجة التي استاء منها جمهور المولودية كثيرا، خاصة أنهم فهموها على أنها تقليل واضح من قيمة فريقهم. وتزامنت التصريحات مع المناشير التي وزّعت قبل يومين من انطلاق مباراة الذهاب، والتي شككت بشكل مباشر في تاريخ المولودية مقابل الاعتزاز بماضي شباب باتنة، الأمر الذي جعل المحيط العام للمودية يصرّ على الردّ على تصريحات فرحي وجمل الاتهامات فوق الميدان. الأنصار تنقلوا إلى زيداني وحذروه من التلاعب ب «الداربي» لم يتوان عدد هام من أنصار المولودية بالتوجّه إلى الرئيس زيداني أمس الأربعاء مباشرة بعد العودة من العاصمة، وحذروه من مغبة التساهل في اللقاء المحلي أمام الجار شباب باتنة، موازاة مع الإشاعات التي انتشرت بصورة كبيرة وسط الشارع الباتني، والتي أشارت إلى إمكانية تقديم خدمة ل «الكاب» الذي يبقى مصيره في البقاء مرهونا بتحقيق الفوز في مباراة الغد. وألحت العديد من الأطراف المحسوبة على المولودية على ضرورة خوض اللقاء دون حسابات مسبقة بغية تحقيق الفوز، لتكذيب مختلف الإشاعات المروّجة في هذا الإطار. وقد طمأن زيداني جموع الأنصار على أن اللقاء سيلعب بصورة عادية بعيدا عن الكلام المتداول حاليا، خاصة أن شرف المولودية يقتضي من اللاعبين أداء ما عليهم فوق الميدان إلى آخر لحظات الوقت الرسمي. زيداني:«مروّجو الإشاعات ليسوا من باتنة وسنخوض الداربي بنزاهة» ولم يفهم زيداني الأسباب والخلفيات التي جعلت بعض الجهات تسعى إلى ترويج بعض الإشاعات وسط الأنصار حول ترتيب نتيجة «الداربي» أمام «الكاب»، وكذب كل الأخبار التي تصب في هذا السياق، لأن فريقه -حسب قوله- سيخوض المباريات المتبقية بكل نزاهة على غرار ما قام به في الجولات السابقة، لأن الإدارة لن تتسامح مع السلوكيات المنافية لأخلاقيات كرة القدم، مضيفا أن شعار فريقه هو مواصلة الموسم بكل نزاهة خاصة أن نتيجة اللقاء غير مهمة في ظل التفكير من الآن في مرحلة الاحتراف التي ستدخلها الكرة الجزائرية. وحسب زيداني، فإن الأهم في هذا اللقاء هو دعوة اللاعبين إلى خوض التسعين دقيقة بكل مسؤولية مع مراعاة مصلحة النادي التي تبقى فوق كل اعتبار، ووصف الأطراف الواقفة وراء هذه الإشاعات بأنها ليست من باتنة، لذلك عمدت إلى إثارة البلبلة ونشر الفتنة بين شباب المدينة الواحدة، وهو السلوك الذي ينبذه واصفا إياه بغير الحضاري. زياد وهزيل يلتحقان بقائمة المصابين لم تسلم التشكيلة الباتنية من لعنة الإصابات التي سجلت ارتفاعا مخيفا في المدة الأخيرة، حيث التحق زياد وهزيل بالقائمة بعد خروجهما الاضطراري في النصف الثاني من مباراة أمس الأول أمام نصر حسين داي، ولم يتسنّ لزياد مواصلة اللعب بعد أن أحسّ بآلام على مستوى الكاحل تاركا مكانه للاعب الشاب يوسفي، في حين اشتكى هزيل من آلام على مستوى الركبة أرغمته هو الآخر على ترك مكانه لزميله عقيني. وهي الإصابات التي تزيد من متاعب المدرب بن جاب الله بالنظر إلى ارتفاع عدد العناصر المصابة التي امتلأت بهم العيادة قبل ساعات قليلة من موعد الغد أمام الجار شباب باتنة. أمعوش لم يتعاف وينهي الموسم لن يكون بوسع المهاجم أمعوش استعادة إمكاناته تحسبا لبقية جولات البطولة، بسبب الإصابة التي تعرّض لها في اللقاء المنصرم أمام اتحاد الحراش، في الوقت الذي كان منتظرا أن يكون جاهزا هذا الجمعة، إلا أن الفحوص الطبية التي أجراها منتصف هذا الأسبوع حتمت عليه الركون للراحة لمدة 10 أيام إضافية، ما يعني آليا إنهاء الموسم الحالي وعدم المشاركة في اللقاءين المقبلة أمام شباب باتنة ومولودية الجزائر. وضعية زغيدي لم تتّضح ومشاركته في الشكّ لم يقف الطاقم الطبي بصورة نهائية على مسألة مشاركة زغيدي في مباراة هذا الجمعة، بسبب الإصابة التي يعاني منها منذ لقاء الحراش عقب احتكاكه مع المهاجم عيساوي. وإذا كان زغيدي طلب إعفاءه من مباراة النصرية حتى يقوم بالعلاج، إلا أن جاهزيته لازالت متوقفة على تحسّن حالته الصحية وعلى قرار طبيب النادي. رهان كبير على استعادة «لومان» وأمام لعنة الإصابات التي مست العديد من ركائز المولودية، ما يجعل مشاركة العديد منهم في «الداربي» أمرا شبه مؤكد، فإن الطاقم الفني يراهن من الآن على استعادة خدمات المهاجم الكاميروني «أندري لومان»، الذي ورغم معاناته من إصابة منذ مباراة الحراش إلا أنه من الممكن أن يكون في الموعد ولو بديلا، من باب ضمان الخيارات المناسبة على مستوى الخط الأمامي الذي يشكو عدم جاهزية العديد من الأسماء، ما حتم على بن جاب الله الاستنجاد بالعناصر الشابة في صورة لطرش الذي أقحم أساسيا أمام النصرية رغم غيابه الطويل عن المنافسة. بن جاب الله يمنح الفرصة ل يعقوب ويوسفي أحدث المدرب بن جاب الله عدة تغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية أمام النصرية أغلبها اضطرارية مقارنة بمواجهة السبت المنصرم أمام اتحاد الحراش، والبداية كانت بعودة لوكيلي من العقوبة معوّضا زميله زغيدي المصاب مع تسجيل غياب لومان المصاب وشواطي الذي لم يتعاف هو الآخر من الإصابة، والكلام نفسه يقال على وناس الذي دخل أساسيا مكان عقيني. كما سجلنا عودة لطرش إلى التشكيلة بعد غياب لعدة جولات وإقحام يعقوب الذي يدشّن أول مشاركة رسمية له بألوان المولودية منذ ترقيته إلى صنف الأكابر، إضافة إلى المدافع الشاب يوسفي الذي سجل دخوله في المرحلة الثانية في مكان لاعب الوسط زياد. ثالث لقاء دون انهزام سجلت العناصر الشابة للمولودية وثبة معنوية في الجولات الثلاث الأخيرة بعد الظفر ب 5 نقاط واحدة منها خارج القواعد أمام متذيل الترتيب نصر حسين داي، حيث وضع أبناء بن جاب الله حدا مؤقتا للإخفاقات التي كانت السمة الغالبة على مسيرة النادي من خلال صمودهم في 3 مواعيد متتالية، في انتظار التأكيد أكثر في «الداربي» الأوراسي أمام الجار شباب باتنة. تذاكر الدخول تحدّد مبدئيا ب 150 دينارا علمنا أن الإدارة الباتنية حددت بصفة مبدئية سعر تذاكر الدخول إلى الملعب لمتابعة «الداربي» ب 150 دينار، بناء على المشاورات الأولية للمسيرين، وهذا بخلاف القرار الذي اتخذته إدارة «الكاب» في مواجهة الذهاب التي رفعت قيمة التذكرة إلى 500 دينار. ويأتي هذا القرار من باب مراعاة الوضعية المالية للمناصرين وتشجيعهم على الحضور بشكل مكثف إلى المدرجات، وبالمرّة الوقوف بشكل إيجابي مع شبان المدرب بن جاب الله. الاستئناف مساء أمس عادت العناصر الباتنية إلى جوّ التدريبات مساء أمس من خلال إجراء حصة خفيفة بداية من الساعة الرابعة بعد العودة من سفرية العاصمة التي تمت عبر الحافلة، ويكون المدرب بن جاب الله عمد إلى برمجة تمارين خفيفة والسماح للاعبيه باسترجاع أنفاسهم، بعد الإرهاق الذي عانوا منها نتيجة البرنامج المكثف الذي أفرزته الرزنامة المسطرة من الرابطة الوطنية، بدليل إجراء رفقاء هزيل 3 مباريات في ظرف أسبوع، في الوقت الذي تنتظرهم مواجهة أخرى مساء الغد أمام «الكاب»، قبل 3 أيام من لعب الجولة الأخيرة في بطولة هذا الموسم أمام مولودية الجزائر.