خيبت مولودية باتنة ظن أنصارها ومحبيها مجددا ففي الوقت الذي كان الكثيرون يتوقعون إحداث المفاجأة والعودة بأخف الأضرار من ملعب 20 أوت أمام شباب بلوزداد إلا أن الميدان أثبت العكس بعد أن عادت الكلمة لأصحاب الأرض برباعية أثارت الكثير من علامات القلق في محيط النادي، خاصة أن ذلك جاء بعد الاستفاقة الملحوظة في الجولتين الأخيرتين أمام العلمة وجمعية الخروب، وهو الأمر الذي جعل العديد من المعطيات تصب في مصلحة الباتنية لقلب الموازين قبل أن يؤكد البلوزداديين على قوتهم في ميدانهم رغم كثافة البرمجة التي تلاحقهم في المدة الأخيرة. ربع ساعة “مليح” وبعدها الكارثة ومن الأمور التي ميّزت اللقاء الأخير هو أنّ دخول العناصر الباتنية في المباراة كان موفّقا إلى حد ما حتى أنهم بادروا إلى صنع الخطر وأقلقوا دفاع بلوزداد بفضل الحملات التي شنها حفيظ وزملاؤه، لكن ذلك لم يدم طويلا بفعل الأخطاء التي ارتكبها الهجوم وهو ما سهل مهمة زملاء بوسحابة الذين فتحوا مجال التسجيل بعد مضي نصف ساعة وأضافوا هدف الأمان بعد دقيقتين من ذلك، في مشهد حيّر أسرة المولودية التي لم تكن تتوقع حدوث مثل هذا السيناريو الذي عاكس الآمال المعلقة مسبقا في سبيل الصمود وتوظيف الجهود المؤدية إلى إحداث المفاجأة. اللاعبون لم يستغلوا وضعية المنافس وإذا كان الكثيرون قد راهنوا على استغلال الوضعية التي يمر بها المنافس جراء البرنامج المكثف للمباريات التي أجراها في المدة الأخيرة بين البطولة والكأس إضافة إلى المنافسة الإفريقية، إلا أن ذلك لم ينعكس بالإيجاب على المولودية الباتنية التي عجزت عن الصمود واستسلمت للأمر الواقع بعد مضي نصف ساعة فقط، وهو ما أكد على هشاشة العناصر الباتنية وعدم تسييرها الجيد لمجريات اللقاء رغم أن مدرب بلوزداد كان متخوّفا من تأثير كثافة المنافسة على أداء لاعبيه إلا أنه في النهاية كشف أن العناصر الباتنية كانت غير قادرة على قلب الموازين في مثل هذه المحطات الحاسمة رغم تحسّن معنوياتها بعد الاستفاقة الأخيرة. الهجوم خارج الإطار ولم يظهر الهجوم الباتني بالوجه الذي كان منتظرا منه رغم الخيارات المعتمدة من المدرب لطرش الذي ركز على هذا الجانب في سبيل مفاجأة المنافس منذ البداية، فرغم الحملات المحتشمة في مستهل اللقاء إضافة إلى الكرات الثابتة التي أقلقت الحراس البلودادي إلا أن ذلك لم يمنح إضافة ملموسة خاصة بعد الهفوات التي ميزت الدفاع الباتني الذي لم يواكب اللقاء بالنظر إلى الفراغات الكبيرة التي ميزته على مستوى الظهيرين والمحور بعد الغياب الاضطراري للمدافع رزيوق بسبب العقوبة، وهو ما سهّل مهمة هجوم المحليين في عملية الاختراق والوصول إلى مرمى الحراس طوال في 4 مناسبات. عصبية لوكيلي كلّفته غاليا ومن العوامل التي أثّرت سلبا على أداء أصحاب اللونين الأبيض والأسود هو كثرة الاحتجاج على حكم اللقاء بطريقة فيها نوع من المبالغة خاصة ما أقدم عليه لوكيلي الذي تلقى إنذارين كلّفاه الطرد قبل ربع ساعة من النهاية، وهو ما عبّد الطريق أمام لاعبي بلوزداد من أجل مضاعفة النتيجة بهدفين، في الوقت الذي كان بمقدور لوكيلي تفادي هذا السلوك نظرا لخبرته الطويلة في الميادين، في الوقت الذي أجمّع العديد من الذين تابعوا اللقاء على أن الحارس طوال لا يتحمّل مسؤولية الرباعية التي تلقاها بالنظر إلى الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الدفاع الباتني الذي لعب بطريقة ساذجة لا تعكس مستوى القسم الأول، في المقابل لم يجد مسيرو المولودية الذين رافقوا التشكيلة إلى العاصمة مبررات للخسارة بهذه النتيجة خاصة أن المعطيات الأولية كانتا ترشّح المولودية لإحداث المفاجأة، --------- المولودية تتلقى ثاني رباعية هذا الموسم تلقت شباك مولودية باتنة أول هزيمة برباعية نظيفة في مواجهة أول أمس أمام شباب بلوزداد، حيث لم يتمكن رفقاء جيلاني من الصمود واستقبلوا هدفين في كل شوط. وتعدّ ثاني أثقل هزيمة تلك التي مني بها أبناء الأوراس في سطيف أمام الوفاق المحلي ب ( 4-1)، إضافة إلى الثلاثيات أمام شبيبة بجاية، وداد تلمسان، اتحاد الحراش وجمعية الشلف. عمرون يحافظ على شعبيته في بلوزداد حظي المهاجم عمرون باستقبال كبير على هامش مواجهة أمس الأول في ملعب 20 أوت، فرغم غيابه الطويل عن أجواء فريقه إلا أن ذلك لم يمنع أنصار بلوزداد من الهتاف طويلا باسمه اعترافا منهم بالأداء المميّز الذي كان يؤدّيه عندما تقمص ألوان الشباب، وهو الاستقبال الذي أثر في نفسية عمرون الذي بادلهم التحية، في الوقت الذي جمعه حديث مع عدد من الأنصار وأسرة بلوزداد قبل وبعد نهاية اللقاء. حفيظ تحرّك كثيرا ووجد نفسه معزولا كان حفيظ أحد الأسماء التي تحرّكت في المرحلة الأولى على الخصوص وعمل على نقل الخطر إلى منطقة بلوزداد، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بعد أن وجد نفسه معزولا، قبل أن تتعقد المأمورية عقب تلقي المولودية هدفين في ظرف دقيقتين خلال منتصف المرحلة الأولى، ما أفقد التركيز العام للمجموعة. إدارة قرباج تردّ الجميل ل “الباتنية” اعترف مسيّروالمولودية بحفاوة الاستقبال من قبل أسرة شباب بلوزداد التي حرصت على تسهيل مهمة “أبناء الأوراس” طيلة فترة تواجدهم في ملعب 20 أوت، وهو ما يترجم العلاقة الطيبة التي تسود الفريقين ويجسّد ردّ البلوزداديين لجميل “الباتنية”، الذين لم يتوانوا في ضمان كرم الضيافة على شرف “أبناء العقيبة” عند حلولهم باتنة في الذهاب. أمعوش من الشبيبة إلى بلوزداد عاد المهاجم أمعوش إلى أجواء المنافسة بعد غياب دام 10 جولات كاملة، حيث كان آخر ظهور له أمام فريقه السابق شبيبة بجاية ليُرغم على الغياب بسبب الإصابة قبل أن يسجل عودته منتصف هذا الأسبوع حين أقحم بديلا في المرحلة الثانية معوّضا زميله ياسف، وهو الكلام نفسه يقال على عمرون الذي دشّن دخوله في النصف الثاني من اللقاء بعدما غاب عن المواعيد الأخيرة لأسباب فنية. اللاعبون عانوا من الإرهاق في رحلة العودة عادت العناصر الباتنية خلال رحلة العودة إلى باتنة عبر حافلة تم كراؤها لهذا الغرض، بعدما تمت سفرية الذهاب عبر الطائرة. حيث عانى اللاعبون الإرهاق الذي تزامن مع تأثير الهزيمة، علما أن أبناء لطرش وصلوا إلى باتنة في حدود منتصف الليل ما جعلهم يستسلمون للنوم مباشرة بعد وصولهم إلى مقرّات إقامتهم. الأواسط يفوزون ساهم الفوز الذي عاد به أواسط المولودية على شباب بلوزداد في التخفيف من آثار الهزيمة الثقيلة التي مني بها الأكابر. حيث عرف رفقاء الحارس الشاب ليتيم كيف يفرضون منطقهم ويوقفون عجلة شبان بلوزداد الذين كانوا مرشّحين لاحتلال المرتبة الأولى، لكن إرادة أبناء المدرب برحلة سمحت لهم برفع التحدي والبرهنة على التحسّن الذي يميّز مردودهم من جولة إلى أخرى. طوال، حفيظ، ياسف وزغيدي بقوا في العاصمة لم يعد العديد من لاعبي المولودية إلى باتنة إلى جانب بقية زملائهم في رحلة العودة وفضّلوا المكوث في العاصمة لزيارة أهلهم وذويهم، على غرار الحارس طوال، حفيظ، ياسف وزغيدي الذي بقي هو الآخر للقيام بواجب الخدمة الوطنية، في الوقت الذي استغلت أسماء أخرى فترة الراحة للتوجّه إلى مقرّ سكناها، في صورة بن فيسة الذي شدّ الرجال إلى غليزان والثنائي أمعوش- بن أمقران صوب بجاية. اللاعبون يضيّعون منحة 10 ملايين خصّصت الإدارة الباتنية منحة مغرية للاعبين مقابل العودة بنتيجة إيجابية من ملعب 20 أوت، إلا أن مجريات اللقاء خلفت هزيمة ثقيلة وبرباعية كاملة، وهو ما حرم أصحاب اللونين الأبيض والأسود من مبلغ مالي يصل إلى 10 ملايين. لطرش يمنح لاعبيه 4 أيام راحة منج الطاقم الفني للمولودية راحة للاعبيه تدوم 4 أيام كاملة مباشرة بعد نهاية اللقاء الأخير أمام شباب بلوزداد، وهو ما سمح لغالبية اللاعبين بزيارة أهلهم واسترجاع أنفاسهم مؤقتا، على أن يعود الجميع إلى أجواء التدريبات مساء يوم السبت المقبل على هامش حصة الاستئناف التي سيحتضنها ملعب عبيد اللطيف الشاوي.