شهد ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء المغربية، أحداثا غير رياضية بعد الداربي الذي جمع المنتخب الليبي بنظيره الجزائري، حيث تسبب بعض اللاعبون الليبيون في أعمال عنف وفوضى عقب انتهاء المباراة، بعد ما حاول لاعبهم الاعتداء على المهاجم جبور. وهي الصور التي كان يفترض أن تغيب عن مثل هذه المواعيد، خاصة بعدما جرت المباراة في روح رياضية عالية سواء داخل الميدان أو حتى في المدرجات. وهي النقطة السلبية التي أفسدت العرس المغاربي بين منتخبين يتنافسان على ورقة التأهل، إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة المزمع إجراؤها مطلع السنة المقبلة بجنوب إفريقيا. سلامة يتسبب في الفوضى وعقوبات ردعية منتظرة وكان المتسبب الرئيسي في اندلاع أحداث العنف في نهاية المباراة، هو اللاعب الليبي سلامة الذي حاول الاعتداء على جبور وأحدث ثرة داخل الميدان. وينتظر أن تصدر عقوبات ردعية بحق اللاعب وبحق كل من تسبب في هذه الأعمال الخارجة عن الروح الرياضية، والتي كادت تفسد العلاقة بين المنتخبين في مباراة لعبت تحت حساسية كبيرة منذ أحداث الثورة الليبية. اعتذارات المسؤولين غير كافية وبادر المسؤولون الليبيون مباشرة بعد نهاية اللقاء، إلى تقديم اعتذارهم للجانب الجزائري بعدما صدر من بعض لاعبيهم في نهاية اللقاء، على غرار رئيس الإتحاد الليبي كويدر ووزير الرياضة تربل. ولكن هذه الاعتذارات غير كافية لتهدئة الأوضاع وإعادة العلاقة إلى سابق عهدها، مادام أن المتسببين في الفوضى لم يتم معاقبتهم بعد، ولم تصدر منهم أي كلمة اعتذار بعد المباراة. زيادة الشحنة قبل العودة غير مقبول والتخوف القائم حاليا هو من رد فعل اللاعبين والمدرب الليبي بعد الخسارة، حيث قد تؤدي أي تصريحات غير مسؤولة أو مستفزة إلى زيادة الشحنة بين الفريقين قبل مباراة العودة التي ستقام في الجزائر. وينتظر الجانب الجزائري صدور عقوبات ردعية ضد بعض لاعبي المنتخب الليبي بسبب ما صدر منهم، لعله ينقص الشحنة بين اللاعبين قبل موعد مباراة العودة. ! ماذا لو جرت المباراة في ليبيا قرار الإتحاد الدولي لكرة القدم بنقل المباراة من طرابلس إلى العاصمة الإقتصادية المغربية، كان صائبا بسبب الظروف الأمنية في ليبيا، ورغم برمجتها في بلد محايد إلا أن اللقاء عرف أحداثا عنف سرعان ما سيطر عليها المنظمون، وهو الأمر الذي كان يستحيل لو برمجت المباراة في ليبيا. الجزائريون لن يدخلوا في اللعبة ولم يود الطرف الجزائري إعطاء أهمية لما حدث بعد المباراة، وركز الجزائريون على النتيجة الإيجابية المحققة في الدارالبيضاء، واكتفوا بالتأسف على ما بدر من بعض اللاعبين الليبيين، الذين لم يحتملوا الخسارة وراحوا يحولون المستطيل الأخضر إلى حلبة ملاكمة. ويريدون عرسا في تشاكر وينتظر أن يكون هناك حضور قياسي للجمهور الجزائري في مباراة العودة بملعب تشاكر، وسيقدم صورا جميلة ومشاهد عرس في المدرجات، كما كان الشأن في المباريات الفارطة، ولن يكون هناك مكان لأي حساسية أو استفزاز كما ينتظر البعض، لأن الجمهور واللاعب الجزائري معروف عليه تحليه بالروح الرياضية في كل الأحوال.