كثيرون هم اللاعبون الذين يطمحون للحصول على فرصهم خلال نهائيات كأس إفريقيا، فرغم أن حليلوزيتش عوّدنا على نفس العناصر الأساسية التي تلعب في كل مرة دون أن يحدث تعديلات أو تغييرات كثيرة منذ مجيئه، إلا أن ثمّ عناصر عديدة تطمح للحصول على فرصتها، في صورة هداف وفاق سطيف محمد أمين عودية صاحب ثمانية أهداف مع النسر الأسود، والذي لم تخدمه الظروف منذ ظهوره الأول بألوان "الخضر" أمام غامبيا بسبب الإصابة التي تعرض لها، فاللاعب لا يرغب في أن يكون تواجده في "الكان" كضيف شرف تواجد ضمن قائمة "23" وفقط، بل يطمح إلى أن يكون دوره مهما وفعالا في نتائج "الخضر" رغم المنافسة الشديدة التي يواجهها في مركز المهاجم الصريح من طرف زميله إسلام سليماني بالإضافة إلى هداف "الخضر" رقم واحد هلال سوداني. معنويات اللاعب في السّحاب والكرة في مرماه تواجدنا في قلب الحدث مع المنتخب الوطني جعلنا نشعر بتلك الرغبة الكبيرة التي تحدو عودية من أجل قول كلمته إن منحت له الفرصة، فاللاعب منضبط في التدريبات والعمل الذي يخضعه الناخب حليلوزيتش لأشباله، كما أنّ معنوياته مرتفعة للغاية جراء تواجده لأول مرة في مشواره ضمن قائمة المنتخب في نهائيات كأس إفريقيا، في وقت غاب مهاجمون يلعبون في أوروبا عن الحدث في صورة جبور هداف الدوري اليوناني مع أولمبياكوس، وهو أمر وإن دل على شيء فإنما يدلّ على أنّ البوسني يعوّل كثيرا على عودية إلى جانب سليماني وسوداني في الهجوم، والكرة ستكون في مرمى عودية إن هو أراد حقّا التألق في هذه النهائيات. أمام جنوب إفريقيا الوقت لم يكفه وأمام "ستارز بلاتينيوم" سيحصل على شوط لا يمكن أن نصف ما يحدث مع عودية حتى الآن من الإصابة التي تعرض لها الموسم الماضي إلا بعدم التوفيق، فاللاعب وبعدما دشّن عودته إلى صفوف المنتخب حصل على فرصة المشاركة في الشوط الثاني من مباراة البوسنة، غير أن أداءه كان كأداء جميع اللاعبين بسبب الصعوبات التي واجهوها في اللعب على أرضية تصلح لكي شيء إلا لممارسة كرة القدم، كما أن الدقائق القليلة التي منحها إياه الناخب الوطني أمام منتخب جنوب إفريقيا يوم السبت الماضي لم تكن كافية له كي يدخل المباراة ويقدم ما هو مطلوب منه، غير أن مباراة "ستارز بلاتينيوم" ستكون فرصته الذهبية لفرض نفسه، والتأكيد على جاهزيته لكي يكون تحت تصرّف مدرّبه وحيد حليلوزيتش، لا سيما وأنّ هذا الأخير يعتزم منح الفرصة لكل اللاعبين بالدفع بتشكيلتين في كل شوط من شوطي اللقاء. يريد تعويض ما فاته بسبب الإصابة الرغبة الكبيرة التي تحدو عودية في التألق تعود إلى إصراره أيضا على تعويض ما فاته بسبب الإصابة التي تعرض لها الموسم الماضي على مستوى رأسه، وجعلت الناخب الوطني سيتغني عن خدماته في عدد من المباريات المهمة، فاللاعب كانت بدايته جيدة أمام منتخب غامبيا يوم عاد المنتخب بفوز ثمين من "بانجول"، غير أنه لم يتمكن من المواصلة على نفس الوتيرة بسبب إصابته، فضاعت منه فرص اللعب أمام النيجر وديا، مالي، رواندا وغامبيا (لقاء العودة)، قبل أن يعود أمام البوسنة للمشاركة في مباراة لا تصلح الأرضية التي لعبت عليها لممارسة كرة القدم، كل تلك المعاناة جعلته اليوم عازما على استغلال فرصة لقاء "ستارز بلاتينيوم" كي يقول كلمته ويلفت انتباه المدرب من جديد، ويبعث التنافس على منصب المهاجم الصريح. صيام المنتخب عن التهديف يبعث آماله ورغم أن الناخب الوطني يبقى يفضل دائما العناصر الأساسية التي تعوّد على الاعتماد عليها هجوميا في كل مباراة من المباريات الأخيرة للمنتخب، والأمر يتعلق بسليماني، سوداني، وخلفهما قادير وفغولي، إلا أن صيام القاطرة الأمامية عن التهديف أمام البوسنة (المنتخب معذور يومها) وجنوب إفريقيا مؤخرا، يبعث التنافس من جديد في الهجوم، ويبعث الأمل في نفس عودية الذي عليه أن يثبت وجوده أمام "ستارز بلاتينيوم" كي يكون له ما يريد. حليلوزيتش لا يقصيه من حساباته ويعتبره حلا مناسبا بدوره حليلوزيتش ورغم نجاح رهانه على الثنائي "سوداني- سليماني" في الهجوم، إلاّ أنّه لا يقصي عودية بتاتا من حساباته، ويبقى يعتبر إياه حلا مناسبا في الهجوم في أي لحظة، فيكفي أن الرجل تحدى الجميع وراهن على عودية في وقت سابق أمام غامبيا وكسب الرهان رغم أن أمين الذي أدى مباراة كبيرة يومها لم يسجّل، وبما أنه يعرف إمكاناته جيدا فإنه سيراهن عليه كحل من الحلول المناسبة في الهجوم إلى جانب سوداني الذي يكافح لاستعادة لياقته هو وسليماني بعدما غابا لفترة شهرين عن أجواء المنافسة بسبب الإصابة.