عادت تشكيلة المنتخب التونسي إلى التدريبات أمس بمقر تواجد "نسور قرطاج" ب الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعدما نال رفقاء أسامة الدراجي راحة لمدة يومين عقب إجراء المواجهة التحضيرية الأخيرة أمام المنتخب الغاني... فيما من المقرر أن يشد التونسيون الرحال إلى الأراضي الجنوب إفريقية ابتداء من صبيحة اليوم، على أن يكون موعد الوصول في هذه الأمسية في رحلة قد تستغرق 8 ساعات كاملة من دبي إلى جوهانسبورغ ومن ثم إلى روستنبورغ، وتدخل عناصر المنتخب التونسي أجواء كأس أمم إفريقيا بوصولها إلى بلاد نيلسون مانديلا سهرة اليوم بعدما أجرت 3 تربصات تحضيرية في الإمارات ثم تونس قبل العودة إلى الإمارات. دخول أجواء البطولة ينطلق اليوم والطرابلسي يركز على الجانب النفسي بوصول تشكيلة "نسور قرطاج" المبرمج سهرة اليوم إلى جنوب إفريقيا سيكتشف التونسيون أجواء البطولة القارية التي تنطلق بعد يومين، حيث فضل الطاقم الفني للمنتخب تأجيل شد الرحال إلى بلاد نيلسون مانديلا إلى غاية الأيام الأخيرة التي تسبق انطلاقة "الكان"، عكس ما فعل المنتخب الوطني المتواجد هناك منذ فترة طويلة، وسيعمل سامي الطرابلسي كثيرا على الجانب النفسي خلال الأيام المتبقية قبل مواجهة الجزائر يوم الثلاثاء، وذلك لأن عناصره تعاني كثيرا من هذا الجانب بعد المردود السيئ الذي قدمته خلال لقاءاتها التحضيرية وآخرها أمام منتخب غانا، في لقاء خسرته تونس بنتيجة (4-2) رغم تفوقها بثنائية عصام جمعة في البداية. الاتحادية تتعامل بحزم مع قضية الطاقم الطبي عرف بيت المنتخب التونسي حدوث مشكل على مرأى الطاقم الفني واللاعبين عندما تعارك عضوان من الطاقم الطبي، ما استدعى تدخل الاتحادية التونسية لكرة القدم من خلال قرار حازم تمثل في طرد الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي وتعويضهما بعضوين جديدين، ويبدو أن المسؤولين التونسيين يرفضون أي تصرفات مشابهة خصوصا وأن من شأنها التأثير على تركيز المجموعة التي تحضر للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، ومرت تربصات "نسور قرطاج" دون حدوث أي مشاكل بين اللاعبين أو الطاقم الفني واقتصر الأمر فقط على هذه الحادثة التي تعاملت معها الاتحادية التونسية بحزم كبير. عصام جمعة: "علينا الفوز على الجزائر للرفع من معنوياتنا" شدد عصام جمعة مهاجم المنتخب التونسي على ضرورة الفوز في المباراة الافتتاحية أمام الجزائر يوم الثلاثاء القادم من أجل الذهاب بعيدا في كأس الأمم الإفريقية، وقال لاعب الكويت الكويتي في تصريحاته لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا": "لكي نبدأ البطولة بشكل جيد يجب أن نحقق الفوز بالمباراة الأولى، الفوز بهذه المباراة أمام الجزائر سيعطينا دافعا معنويا كبيرا وثقة عالية"، وأضاف معلقا حول مجموعة "نسور قرطاج": "المجموعة ككل ليست سهلة ومتقاربة والحظوظ متوفرة للجميع، أتمنى أن نكون حاضرين ذهنيا وبدنيا ونواصل المشوار حتى النهاية"، كما تمنى جمعة ظهوره بالمستوى المأمول بقوله: "المشاركة في كأس الأمم الأفريقية لها طعم رائع، وأتمنى أقدم مستوى مميزا في جنوب إفريقيا". --------------------------------------------------------------------- آراء بعض الفنيين تضع علامات استفهام حول مستوى الدفاع شبه إجماع في تونس على فشل "نسور قرطاج" في "الكان" لا تبشر أوضاع المنتخب التونسي بتألق أشبال سامي الطرابسي خلال كأس الأمم الإفريقية المزمع انطلاقها بعد يومين، حيث تسود حالة من التشاؤم في الأوساط الكروية في تونس لا سيما بعد ظهور منتخب "نسور قرطاج" بمردود متواضع في مبارياته التحضيرية التي أجراها ب الإمارات العربية المتحدة وقطر، وهذا ما خلف شبه إجماع لدى الفنيين التونسيين على التكهن بإخفاق محتمل في جنوب إفريقيا، إذ كانت صحف تونسية قد أخذت آراء بعض المدربين واللاعبين السابقين والتي جاءت كلها غير متفائلة بالنظر إلى الأصداء السلبية التي وصلت من تربص المنتخب التونسي والنتائج المحققة في المباريات الاستعدادية أمام العراق، إثيوبيا، الغابون وغانا على التوالي، أين حقق أشبال الطرابلسي الفوز في اللقاء الأول مقابل تعادلين وخسارة في اللقاء الأخير. البنزرتي (مدرب تونس السابق): "منظومة المنتخب الدفاعية متواضعة" يؤكد فوزي البنزرتي الذي أشرف على العارضة الفنية ل نسور قرطاج في كأس أمم إفريقيا 2010 بأن الطرابلسي ارتكب العديد من الأخطاء خلال المباريات التحضيرية، وقال مدرب الإمارات وليبيا السابق عن رأيه حول منتخب تونس: "أرفض فكرة التسليم بأن المدرب استغل التربص لتجريب العناصر الموجودة، كنت أنتظر إقحامه التشكيلة المثالية أو على الأقل أغلب العناصر التي سيعول عليها منذ اللقاء الودي الأول ثم يقوم بعدها ببعض التعديلات، وأقول هذا الكلام لأن الطرابلسي يعرف جيدا المنتخب فقد قضى معه عدة سنوات.. كما أن الغموض الذي رافق التشكيلة المثالية يطرح أكثر من سؤال، فضلا عن المردود المتواضع للمنظومة الدفاعية، إذ نعرف جيدا أن المنتخب الذي لا يملك خطا دفاعيا متماسكا لا يستطيع الذهاب بعيدا في أية بطولة". التلمساني (دولي تونسي سابق): "المشاكل الدفاعية نقطة ضعفنا الأولى" وعلى غرار البنزرتي، انتقد زياد التلمساني وهو لاعب دولي تونسي سابق مردود دفاع "نسور قرطاج"، حيث جاء في تحليلاته قوله: "أعتقد أن الفترة التي قضاها المنتخب الوطني في هذا التربص الخارجي لم تكن كافية لضمان الجاهزية التامة على جميع المستويات.. كما أن تألق الحارس وتصديه لعدة محاولات هو مؤشر خطير على وجود نقائص دفاعية، ولذلك أعتقد أن نقطة الضعف الأولى التي يشكو منها المنتخب الوطني هي المشاكل الدفاعية"، وأبدى التلمساني تشاؤمه بإضافته: "الأخبار الواردة علينا من الإمارات لا تشجع ولا تبعث على الطمأنينة"، وبشأن الهزيمة أمام غانا قال: "من البديهي أن الهزيمة بهذا الفارق الكبير قد تجعل المدرب في حيرة من أمره لأنها كانت بمثابة البروفة النهائية.. وأتمنى أن ينجح الطرابلسي في تدارك الأمر واستغلال الفترة القصيرة للقيام بالاختيارات الصائبة". عكاشة (مدرب تونسي): "الدفاع يثير الاستغراب والعمل النفسي مطلوب" واصل رضا عكاشة ما بدأه البنزرتي والتلمساني بدقه ناقوس الخطر أين قال المدرب التونسي في تحليلاته الفنية: "بعيدا عن كل أنواع المجاملة لاحظت أن الطرابلسي قام بعدة أخطاء على مستوى اختيار القائمة النهائية.. كما أن المستوى الذي ظهر به المدافعون يثير الاستغراب، فخطنا الخلفي لا يجيد التمركز ولا إعادة التمركز وارتكب هفوات واضحة على مستوى التعامل مع الكرات الثابتة، ولا ننسى أيضا غياب التواصل بين حراس المرمى وبقية عناصر الدفاع"، وأضاف مدرب جندوبة السابق: "جاء لقاء غانا ليدق نواقيس الخطر، فلا بد من تدارك الأمر ولا أرى مانعا في تغيير الطرابلسي النهج التكتيكي لإنقاذ الموقف، كما ينبغي عليه القيام بعمل كبير على المستوى النفسي". التواتي (دولي تونسي سابق): "لا أعلق آمالا كبيرة على هذا المنتخب" أكد خالد التواتي بأن أوضاع المنتخب التونسي لا تبعث حقا على التفاؤل من خلال ذهابه لانتقاد الطاقم الفني مبديا تشاؤمه بسبب نتائج اللقاءات الودية بالقول: "لاحظت أن كل المؤشرات التي رافقت التحضيرات لا تبعث أبدا على الارتياح، بل إن معنويات عناصرنا الدولية قد تكون انهارت بعد الهزيمة الثقيلة أمام غانا"، ولم يرحب لاعب النادي الإفريقي السابق أيضا بخيارات الطرابلسي بإضافته: "شخصيا لم أعلق آمالا كبيرة على المنتخب بمجرد أن اكتشفت القائمة التي اختارها الطرابلسي، كما قدمت عدة عناصر مصلحتها الشخصية على مضلحة المنتخب بما أن أكثر من لاعب وقع مع ناد جديد أثناء التربص، وهو ما انعكس حتما على تركيز اللاعبين، بالإضافة إلى ضعف المستوى الفني لأغلب اللاعبين نتيجة النسق المتدني للبطولة التونسية، وبذلك ندرك أننا لا نملك منتخبا بإمكانه فرض نفسه في كأس إفريقيا".